أكد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أن الأسعار الحالية المطبقة في أوروبا لا تصب في مصلحة منتجي الغاز المسال، لا سيما بعد تراجع سعر الغاز في الأسواق الفورية مقارنة بالأسعار المتفق عليها في العقود طويلة الأمد. وناقش شكيب خليل في منتدى ''الطاقة الروسية في القرن ''21 في موسكو مع نظرائه من وزراء الطاقة بروسيا وقطر والدول الأخرى المنتجة للغاز الطبيعي المسال أول أمس مسألة أسعار الغاز في السوق الأوروبية، موضحا أن سوق الغاز حاليا غير قادرة على توفير تنمية منتظمة على المدى الطويل للسوق الأوروبية، أمام غياب الرؤية الموحدة بشأن صناعة الغاز وأسواقه الإقليمية والدولية. وأبدى كل من وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل قلقا من رغبة أوروبا في تقلص تبعيتها في الغاز لشركتي سوناطراك الجزائرية وغاز بروم الروسية من خلال توجهها إلى تركيا وآسيا الوسطى. وفي هذا الصدد، وقعت كل من دولة النمسا، بلغاريا، المجر، ورومانيا مذكرة مشروع نابوكو لبناء خط أنابيب لنقل كمية ستصل تدريجيا إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي خصوصا، مرورا بتركيا وجنوب شرق أوروبا. وحسب المتتبعين لواقع سوق الغاز العالمي، فإن شركة سوناطراك لها إمكانيات كبيرة لتعزيز موقعها ومكانتها في دول جنوب الاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد تطبيق برنامج تطوير تصدير الغاز الذي يستهدف الوصول إلى 85 مليار بحلول العام .2012 وتعتزم سوناطراك إنفاق 63 مليار دولار على مشروعات كبيرة حتى عام 2013 حيث سينقل خط الأنابيب ''ميد غاز''، الذي يمتد إلى إسبانيا، شحنته الأول في الربع الأخير من السنة الجارية بطاقة 8 مليارات متر مكعب سنويا. كما تسعى الشركة إلى تمديد تصدير الغاز نحو تركيا إلى ما بعد 2014 وهو تاريخ انتهاء مدة العقد الجاري الموقع بين سوناطراك والشركة التركية ''بوتاس''، لضمان تصدير حصص إضافية إلى تركيا التي تريد الانضمام لمشروع ''نابوكو'' بمد أنبوب لنقل الغاز من منطقة بحر قزوين عبر الأراضي التركية إلى النمسا.