شلوا الضاحية الشرقية والغربية بعدما أمهلوا الإدارة 15 يوما 80بالمائة منهم لديهم قضايا لدى العدالة بسبب حوادث السكك الحديدية دخل صباح أمس حوالي 150 سائق قطار تابعين للمديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية لولاية الجزائر في إضراب مفتوح عن العمل، ما أدى إلى تعطل مصالح المواطنين الذين اضطروا إلى استعمال وسائل نقل أخرى. تسبب الإضراب الذي دعت إليه نقابة السكك الحديدية منذ الساعات الأولى لنهار أمس، في شل شبه تام للخطوط التي تشتغل على مستوى الضاحية الشرقية والغربية مثل الثنية والعفرون بما فيها شل حركة القطارات التي تتجه نحو المدن الكبرى كوهران وقسنطينة وعنابة، وتسنى لبعض القطارت القادمة من الولايات البعيدة الدخول إلى العاصمة لكنها بقيت ماكثة في المحطات ولم تغادرها ما أحدث نوعا من التذمر والاستياء لدى المواطنين. وحسب ما علمته "اليوم" من سائقي القطارات التي وجدتهم متجمعة في محطة القطارات ب "بلكور"، فإن الظروف المزرية التي يعملون فيها في ظل غياب قانون خاص بهم هو أحد أهم الأسباب الرئيسية التي حتمت عليهم اللجوء إلى هذا الإضراب، خاصة بعدما أمهلوا الإدارة العامة 15 يوما للنظر في مشاكلهم الاجتماعية والمهنية العالقة وذلك قبل تنظيم أي حركة احتجاجية. واشتكى هؤلاء العمال من جملة من المشاكل المهنية بدءا بالأجرة المقدرة ب 16 آلاف ديناروالتي قالوا بشأنها أنها لا تتماشى والقدرة الشرائية الحالية، لا سيما أن اغلبهم أرباب عائلات. متسائلين كيف لهم أن يعملوا في ظروف حسنة ويقودون قطارات تقدربالملايير وهم المسؤولون عن الآلاف من أرواح الناس، ومع هذا يعملون 8 ساعات في اليوم دون راحة كافية لا تتعدى 6 أيام في الشهر قياسا بعمال آخرين ثم يطلب منهم ألا يثوروا ويطالبوا بحقهم المشروع. وأضافوا أنهم يعملون بالليل والنهارويضطرون في الكثير من المرات إلى المبيت خارج الولايات بعيدا عن أهلهم وأولادهم من أجل كسب قوتهم رغم الصعوبات التي تواجهم يوميا، الشيء الذي ولد لديهم ضغوطات نفسية إضافية. وإلى جانب ذلك، طالب المحتجون بحقهم في المنح والعلاوات كمنحة الخطر التي لا يتقاضونها كاملة رغم الصعوبات الجمة التي تميز عملهم الحساس. كما اشتكوا افتقادهم لمنحة التنقل التي تتعلق بالعلاوات المتعلقة بالكيلومترات التي لم يستفيدوا منها حتى الآن، وهي منحة يستفيد منها باقي العمال على شكل علاوة المردودية. من جهة أخرى، كشف ذات العمال أن حوالي 80 بالمائة منهم لديهم لحد الساعة مشاكل مع القضاء بسبب الحوادث المأساوية التي تعرضوا لها رغم أنهم لم يتسببوا فيها، حيث يضطرون في الكثير من الحالات إلى ترك عملهم والتردد على ساحة المحاكم وهي العوامل التي اعتبروا أنها شكلت مع مرور الوقت ضغطا نفسيا رهيبا عليهم. مطالبين الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات المناسبة ورفع هذه المتابعات أوعلى الأقل معالجتها بشكل نهائي. هذا، وأبرزالمضربون في معرض حديثهم، مشكلتين إضافيتين، الأولى تتعلق بقلة تعداد سائقي القطارات، حيث أكد محدثونا أن القطار يقوده سائق واحد، وهو أمر لا يعقل، باعتبار أن هذا الأخير يحتاج إلى مساعد له بالضبط كما يوجد في العالم، والثانية تتعلق بالأمراض المهنية التي نخرت أجسام العمال، حيث أكد أن أغلبها غير معترف بها لدى الضمان الاجتماعي.