شن أمس أزيد من 500 عامل وسائق قطار على مستوى خط الجزائر العاصمة - الشلفوالجزائر - برج بوعريريج إضرابا مفتوحا، شمل مختلف محطات القطار بالعاصمة، نظرا للمتابعات القضائية لحوالي 16 سائقا مست حتى المتقاعدين من عمال المؤسسة الوطنية للسكك الحديدية. وقد كانت القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للعمال، الحكم الصادر من طرف محكمة الأخضرية الأسبوع الماضي ضد أحد سائقي القطار المدعو "ح.س"، حيث أدين ب18شهرا سجنا غير نافذ، على اثر الحادث الذي وقع بتاريخ 14/09/2005 بذراع الميزان في القطار المتجه من الجزائر العاصمة إلى عنابة الذي راح ضحيته أربعة أشخاص، وقد اتهم حينها السائق بتجاوز السرعة التي تراوحت حسب ما أكده تحقيق اللجنة المنصبة من طرف المؤسسة الوطنية للسكك الحديدية 85 و90 كلم في الساعة، في حين أكد ممثل النقابة "أ.م" أن التحقيق الذي قاموا به أفضى إلى عدم تجاوز سرعة 53 كلم في الساعة. من جهة أخرى، أكد هؤلاء أن القطار المنحرف لم يكن يتوفر على عداد السرعة الذي يعوض العلبة السوداء في الطائرة، وهي حالة أغلب قطارات العاصمة - يضيف المتحدث - ونفس الشيء بالنسبة للمدعو "أ.م" الذي حكمت عليه محكمة الحراش بعام سجنا نافذا والمتهم بالقتل الخطأ على اثر انتحار أحد الشباب بالحراش، إلى جانب مشكل الرشق بالحجارة الذي أضحى يهدد سلامة السائقين. كما ندد العمال وممثلو النقابة الوطنية للسكك الحديدية - فرع العاصمة - بالتجاوزات الممارسة ضدهم من قبل مسؤولي قطاع النقل بسبب حرمانهم من نسبة الزيادة في الأجور التي أعلن عنها مؤخرا وزير النقل والمقدرة ب20 بالمائة، بالمقابل استفادوا بنسبة 15بالمائة وتم تقسيمها إلى شطرين، 5 بالمائة استفادوا منها في سبتمبر الجاري و10 سبتمبر من 2007، وهو ما أثار حفيظة العمال والسائقين، على خلفية أن الأجر القاعدي للبعض منهم لا يتعدى 11ألف دينار. وقد طالب العمال والسائقون بتدخل كل من وزارة الداخلية والنقل ووزارة العدل، من أجل رفع العقوبات عن سائقي القطارات، وإعادة النظر في مرتباتهم، كما هددوا برفع الاحتجاج والدخول في إضراب عن الطعام في حالة عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة من طرف السلطات المعنية. على صعيد مواز، عرفت محطات نقل المسافرين اكتظاظا كبيرا منذ الساعات الأولى من يوم أمس، لأن الإضراب الذي دعت إليه نقابة سائقي السكك الحديدية بالعاصمة كان مفاجئا وأثر سلبا على تنقل المواطنين، خاصة الطلبة منهم، كما أن 70 بالمائة من المسافرين القادمين من البليدة وبومرداس يستعينون بالقطار، ففي الجهة الشرقية هناك 14 قطارا يتنقل يوميا للعاصمة ذهابا وايابا، ومن الجهة الغربية هناك 17 قطارا يتنقل يوميا للعاصمة. من جهة أخرى حاولنا التقرب من المديرية العامة للسكك الحديدية، حيث لم نتمكن من الوصول للمدير بسبب الإجراءات الصارمة لأعوان المديرية، ونفس الشيء بالنسبة للمديرية الجهوية للعاصمة، حيث أن الأمر يتطلب رخصة من المديرية العامة. سليمة حمادي المديرية العامة تؤكد أن التوقف عن العمل مرده محاكمة السائق أكدت المديرية العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن التوقف عن العمل لسائقي القطارات نهار أمس، لم يأت نتيجة لنزاع جماعي بين العمال والإدارة، كون هذه الأخيرة لم يصلها أي مطلب من قبل مجموع العمال الذين ثاروا، حسب البيان، الذي أرسلته المديرية والذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه بسبب العقوبة الجنائية التي لحقت بسائق القطار. وأعلنت المديرية عن اعتذارها لزبائنها تبعا للاضطراب في النقل عبر السكك الحديدية المسجل أمس، بالنظر إلى التوقف عن العمل الذي اعتبرته مفاجئا لها. س. ب