بعد احتجاج دام يومين كاملين، وبتدخل من الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد، تحققت مطالب عمال الميناء الذين خاضوا مناورة ماراطونية، أول أمس، مطالبين بالعودة إلى نمط العمل بالنظام القديم. وبعد أخذ ورد، رضخت إدارة الميناء لمطالب العمال المحتجين، حيث وضعت الملف على طاولة الحوار. وقد أبدى العديد ممن التقتهم "اليوم" أمام باب المدخل الجنوبي للميناء، أمس، تخوفهم مما سيحدث بعد وجودهم "بدون وصي" على حد قولهم مطالبين بتغيير النقابة التي اعتبروها غير منتخبة. وتخوفا من تفاقم الأوضاع، هدأت إدارة ميناء الجزائر الوضع، وخرجت ببيان استلمت "اليوم" نسخة منه، مفاده تحسين أوضاع العمل اليدوية والزمنية، بالإضافة إلى أحقية العامل في العطلة السنوية والراحة الإستدراكية. هذا، وقد أضاف البيان بأن العامل له أحقية المناولة الليلية وفق نظام المناولة القديم. ومن جهتهم، ألح عمال الميناء الذين باشروا احتجاجهم، أول أمس السبت، أمام المدخل الجنوبي لميناء الجزائر، على عدم العمل مع شركة "موانئ دبي" التي بدأت العمل رسميا بميناء الجزائر يوم الخميس الماضي، مؤكدين لإدارة الميناء أن العمال سوف يبحثون عن حقوقهم بأنفسهم، ملوّحين بالعودة إلى الإحتجاج في حال تماطلت الإدارة في تحقيق مطلبهم الأساسي وهو ترسيم نحو 400 عامل كان رئيس النقابة الحالية قد طالب بها في عدة تدخلات له مع الهيئات المعنية. ولا ندري ماذا ستخلّفه الأوضاع بعد هذا الإحتجاج الذي قص من ورقة المستثمر الذي قال في حفل الافتتاح يوم الخميس الماضي، بأنه جاء لتحديث الميناء خدمة للعامل وتلبية لمطلب أساسي هو أن يصبح ميناء الجزائر العالمي كما أسموه مكسبا اقتصاديا يفتح أبوابه للتجارة الخارجية لبلدان أوروبا والبلدان المجاورة. وفي ظل هذه الأوضاع، أكد العمال أن الهدوء هذا لا يعني الإنكسار والخضوع لبيانات الإدارة التي اعتبروها مؤقتة لإسكات الإحتجاج، متوعدين بالعودة إلى أكثر من هذا إذا عاودت الإدارة تنفيذ قرارات جاءت تتماشى حسبهم مع قرارات إدارة شركة "دبى للموانئ" التي أشعلت الشرارة التي كادت أن تصبح لهيبا قد يعطل المكسب الأساسي للبلاد وهو ميناء الجزائر.