أعلن فوزي علي رباعين، رئيس حزب عهد 54، الذي احتل المرتبة الخامسة في الانتخابات الرئاسية ليوم الخميس الفارط، أنه سيتقدم لهيئة الأممالمتحدة بطعن في شرعية الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه لن يمنعه أي أحد من الإقدام على هذه الخطوة، كرد فعل منه على ما أسماه بالتجاوزات والتزوير الفاضح للإرادة الشعبية وكذا شرعية مؤتمر الصومام وبيان أول نوفمبر. أكد، أمس، رباعين خلال ندوة صحفية نشطها بالمركز الدولي للصحافة، أن هيئة الأممالمتحدة هي المنظمة الوحيدة من المنظمات الدولية الأخرى التي يثق فيها حيث صب جام غضبه على الملاحظين الدوليين الذين قدموا للجزائر من أجل مراقبة الانتخابات الرئاسية، معتبرا إيّاهم جاءوا للجزائر لأجل السياحة وليس لمراقبة عملية الاقتراع كما كان منتظرا منهم. وفي هذا السياق، أشار المتحدث إلى أنه بحث جليا في 13 مليون ناخب الذين انتخبوا على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولم يجدهم لا في مكاتب الاقتراع ولا في الشارع، مضيفا أنه خسر الرهان السياسي ليس مع الرئيس بل مع وسائل الإعلام الثقيلة وخاصة التلفزة التي أبدت تحيّزا فاضحا للمترشح المستقل من بداية وإلى غاية نهاية الحملة الإنتخابية. وفي السياق ذاته، أشار فوزي علي رباعين أنه سيواصل نضاله السياسي الذي بدأه منذ 25 سنة يوم كان معتقلا سياسيا يقبع في السجن، رغم العراقيل والضغوطات الممارسة ضد حزبه في ظل سياسة السلطة الفاشلة على جميع المستويات سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإجتماعي، إلى جانب التضييق على الحريات الفردية والجماعية والتي أدت كما قال إلى عزوف الناخب للإدلاء بصوته بكل ديمقراطية ونزاهة. وفي هذا الإطار، شنّ المتحدث هجوما لاذعا على الرئيس بوتفليقة معتبرا أن لا شيء تحقق في ظرف 10 سنوات فكيف يتحقق في الخمس سنوات المقبلة، واصفا العهدة الثالثة بأنها تكريس لنظام ملكي وليس جمهوري، على حد تعبيره. من جهة أخرى، أطلق المتحدث النار على المجلس الدستوري الذي اتهمه علانية بممارسة التزوير ومحاولة تغليط الرأي العام من خلال تقديم أرقام ليست حقيقة فيما يخصص عدد استمارات الترشيح التي كان قد تقدم بها الحزب في بداية المعترك الانتخابي ؛ شأنه شأن وزير الدولة ووزير الداخلية، نورالدين يزيد زرهوني، الذي اعتبر بأنه ذهب بعيدا، حينما تحدث عن الولاياتالمتحدةالأمريكية وسوّاها بالجزائر. وهنا قال إنه لا مجال للمقارنة بين بلد ديمقراطي يلتزم بعدد العهدات الرئاسية وبلد لا يلتزم بها، واصفا هذه الممارسة ب "الحڤرة" على اعتبار أن الشعب لم يعط له سلطة الخيار ولم يقل كلمته وأن هذه الأخيرة لم تعط حتى الإمكانات والوسائل لتحقيق انتخابات نزيهة وشفافة لتركيس الديمقراطية الحقة. هذا، وأطلق ذات المتحدث النار كذلك على اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الانتخابات، التي اعتبر أداءها لم يكن نزيها منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية. وأكد في هذا السياق، أنه كان أول من بين المترشحين من انتقد تعيين رئيس هذه اللجنة من طرف الرئيس بوتفليقة نفسه. وكان قد قدم ملاحظاته قبل شهرين للوزير الأول أحمد أويحيى، يدعوه فيها لممارسة صلاحياته كي تبقى هذه الأخيرة على الحياد ولا تدخل في اللعبة السياسية. من جانب آخر، أكد رباعين أن النظام لم يعطه شيئا سوى الضغوطات تلو الضغوطات، مشيرا إلى نه لم يساوم النظام طوال مسيرته النضالية كما يفعل البعض ولن يفعل ذلك.