تناولت الصحافة التونسية الصادرة اليوم الخميس، بإسهاب وفاة الرئيس الجزائري الأسبق احمد بن بلة مبرزة كفاحه المرير من اجل استرجاع سيادة الجزائر وعزتها. وكتبت صحيفة الصباح تقول أن الفقيد أمضى معظم حياته في النضال ضمن الحركة الوطنية في مواجهة جيوش الاستعمار الفرنسي كما أمضى جزء من حياته في السجن خلال الحقبة الاستعمارية. وذكرت الجريدة أن الراحل انضم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية و "قاد عمليات بطولية من بينها الهجوم على بريد وهران عام 1947 مع شخصيات أخرى لعبت دورا هاما في مرحلة التحرير الوطني مثل ايت احمد ورابح بيطاط".وبدورها ذكرت صحيفة الصريح بان الرئيس الجزائري الأسبق ترأس بداية من عام 2007 مجلس الحكماء الأفارقة الذي يقدم استشارات لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشان الوقاية من النزاعات و تسويتها. وتطرقت الصريح لتاريخه النضالي فأكدت أن الفقيد الذي نشا في منطقة قرب الحدود الجزائرية المغربية كان شخصية قيادية في حرب التحرير الجزائرية من اجل استقلال البلاد بعد الحرب العالمية الثانية مشيرة إلى أن وفاته تزامنت مع الذكرى الخمسين استقلال الجزائر. ومن جهتها كتبت صحيفة التونسية أن احمد بن بلة لعب أدوارا هامة في تاريخ الجزائر قبل الاستقلال وبعده و بينت انه يعد من ابرز الوجوه السياسية الجزائرية لكن مرضه أبعده عن الحياة السياسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة. أما صحيفة الصحافة فقد أكدت أن أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت في سطيف وخراطة وقالمة التي سقط خلالها زهاء 45 ألف شهيدا كان لها التأثير البالغ على حياة احمد بن بلة النضالية والسياسية حيث انضم إلى حزب الشعب الجزائري ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية مبرزة مشاركته في مؤتمر جبهة التحرير الوطني في طرابلس بليبيا. وذكرت الصحافة أن احمد بن بلة ربط علاقات "عميقة" مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر و ساند أفكاره القومية إلى درجة انه انتهج النهج السياسي و الإيديولوجي الذي كان يتبعه عبد الناصر".أما صحيفة الشروق فقد تناولت الالتزام الفكري و الاديولوجي للرئيس الراحل حيث ذكرت أن سنوات العزلة الخمس عشرة التي عاشها (بعد الإطاحة به في 1965) لم تكن أبدا أعوام عزلة باتم معنى الكلمة كونها مكنته من الاطلاع على الفكر الإسلامي والعديد من الأطروحات الفكرية و الفلسفية. وأصبح بذلك مقتنعا باتجاهات 3 و هي "الوفاء للإسلام روحا وجوهرا و منهاجا للحياة و الوفاء للعروبة و الوفاء للديمقراطية كمسلك ومقاربة".