توجهت أنظار عشاق كرة القدم قبل خمس وعشرين سنة إلى ملعب براترستاديون في فيينا الذي احتضن أطوار نهائي كأس أوروبا بين بايرن ميونيخ الألماني وإف سي بورتو البرتغالي.كان العملاق البافاري المرشح الأول للفوز بهذه الكأس الغالية، علماً أنه سبق وخاض مباراة النهائي أربع مرات وتُوّج في ثلاثٍ منها. أمّا ممثل الكرة البرتغالية، فقد كان حديث العهد بهذه المرحلة من المسابقة القارية.وفي تلك السنة، كان النادي الأحمر قد بلغ المباراة الحلم بعد أن سحق آندرلخت في دور الربع نهائي وأزاح ريال مدريد في المربع الذهبي (4-2)، بينما تغلب بورتو على بروندباي قبل أن يتجاوز عقبة دينامو كييف بعسر كبير في نصف النهائي.وقد كانت ترسانة أودو لاتيك تضم أسماءَ رنانة أثبتت جدارتها في المراكز التي تشغلها داخل رقعة الميدان مثل جان-ماري بفاف وأندرياس بريمه ولوثار ماثايوس. وبالمقابل، افتقدت كتيبة أرتور خورخي لخدمات النجم فيرناندو جوميز واعتمدت على تشكيلٍ من أسماء مغمورة لم يسبق أن لعبت خارج حدود البرتغال.كانت الأمور تسير وفق التوقعات حين تقدم بايرن في التسجيل بكل جدارة واستحقاق بعد أن بسط سيطرته على الأطوار الأولى من المباراة؛ وبدت التمريرة الطويلة التي تلقاها لودويج كوجل خالية من أي خطر، غير أنه انبرى إليها بحركة هوائية وسدد رأسية مركزة على بعد 13 ياردة استقرت في قلب شباك جوزيف مليناركزيك.ولعل نادي بورتو كان ممتناً في تلك المباراة لهذا الحارس البولندي الذي دافع عن عرينه بكل شراسة ولم يتلق سوى هدف وحيد قبل نهاية الشوط الأول بعد أن صدّ محاولات ديتر هونيس ومايكل رومينيجيه الخطيرة.وقد بدت حظوظ النادي ضئيلة في قلب النتيجة مع انطلاق الجولة الثانية، خاصة وأن بايرن أحكم سيطرته على مجريات الشوط الثاني وكان هو المرشح لإضافة أهداف أخرى رغم أن نهائياً وحيداً فقط خلال السنوات العشر الأخيرة من تاريخ البطولة شهد تسجيل أكثر من هدف. وكان ذلك الذي جمع بين ليفربول وروما سنة 1984 وانتهى بالتعادل (1-1) ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي أعطت الفوز للكتيبة الإنجليزية.غير أن ربان سفينة بورتو خورخي أبى إلا أن يُكذّب كل التكهنات؛ فقد عَمِد إلى إجراء تبديلين جريئين مع بداية الشوط الثاني، حيث أدخل وسط الميدان أنتونيو فراسكو والمهاجم جواري عوض المدافع الأيسر أوجوستو إيناسيو ووسط الميدان الدفاعي كيم.ورغم أن ثمار هذين التغييرين تأخرت في الظهور، إلا أنها كانت ذات جودة عالية؛ فعلى بعد 12 دقيقة من نهاية النزال، مرر جواري كرة عالية لفراسكو الذي تخلص من الرقابة اللصيقة واستلم التمريرة قبل أن يُعيدها للبرازيلي المتألق. ومن تم مرر جواري الكرة لتتخطى بفاف وتصل لرابح ماجر الذي حولها بالكعب إلى هدف جميل. صحيح أن لاعبين قلاقل يملكون الشجاعة لتنفيذ مثل هذه الحركة العجيبة، إلا أن ماجر تحلى بالجرأة واستغل تقنياته العالية ليسجل أحد أروع الأهداف في تاريخ المسابقة القارية.وقد علّق ماجر لاحقاً على ذلك متحدثاً إلى موقع فيفا.كوم: "كان ذلك رد فعل عفوي وفعلتها ببساطة. لم يكن لدي ما يكفي من الوقت لأفكر في ذلك. حاولتُ أن أنفذ نفس الضربة في مباراة دوري خضتها مباشرة بعد ذلك النهائي ونجحت في ذلك مجدداً. لقد أصبحت علامة مسجلة."لم تمر سوى دقائق قليلة حتى تمكن ماجر من أن يخادع هيلموت وينكلهوفر ويتجاوزه قبل أن يمرر كرة عرضية تخطّت بفاف لتصل إلى جواري في القائم الثاني ويحولها إلى هدف الفوز الذي تُوّج نادي بورتو ملكاً على أوروبا.وعن هذا النهائي قال ماجر: "سأذكر دائماً تلك المباراة على أنها الأفضل في مسيرتي الكروية. كنتُ أتساءل في اليوم الذي سبق ذلك النهائي كيف سيكون أدائي. وقد كان زميلي في الغرفة جوزيف مليناركزيك قلقاً جداً. وقلتُ له حينها أننا سنفوز بحصة 2-1. ومن حسن الحظ أن الله استجاب لأمنيتي."