تحتفل هيئة الإغاثة الإسلامية الفرنسية بمرور عشرين سنة على تأسيسها معتزة بدعم الجالية الإسلامية المحلية الذي أهلها أن تصبح واحدة من بين أبرز خمس منظمات فرنسية عاملة في الحقل الإنساني. وبهذه المناسبة، أطلقت الهيئة حملة واسعة تشمل تنظيم تظاهرات ومعارض، في خمس مدن فرنسية كبرى على مدار ثلاثة أشهر، لتعريف قاعدتها العريضة من المواطنين الفرنسيين بأنشطتها وحثهم على المساهمة في تمويلها. وقد بدأت تلك الحملة من باريس حيث نصبت المنظمة الإنسانية أربع خيام في باحة محطة قطارات مونبارناس الواقعة في قلب العاصمة الفرنسية. و تهدف هذه "القرية الإنسانية"، التي يتوسطها معرض صور، للتعريف بتاريخ الهيئة وإنجازاتها التي شملت، حتى الآن، عشرين بلدا من بينها الأراضي الفلسطينية المحتلة والبوسنة وهايتي والصومال ومنطقة الساحل الأفريقي. وينوي المنظمون نقل "القرية الإنسانية" إلى مدينة ليون بوسط البلاد ومنها إلى سان دنيس بضاحية باريس، على أن تتجه لاحقا إلى مارسيليا على الضفة المتوسطية لفرنسا ثم إلى بوردو في الجنوب الغربي للبلاد. استقلالية وعالمية وقال رئيس هيئة الإغاثة الإسلامية الفرنسية رشيد لحلو إن هيئته، التي تجاوزت ميزانيتها السنوية 21 مليون يورو، ظلت حتى الآن معتمدة على تبرعات مسلمي فرنسا، منوها بأن أقل من 10% من تمويلها يأتي من المؤسسات العامة في فرنسا ومن الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر ممول للعمل الإنساني في العالم. وأوضح الناشط الخيري أن المنظمة الإسلامية ستظل حريصة على ألا تتجاوز المنح العامة نسبة 30% من ميزانية هيئة الإغاثة "التي تسعى إلى صون استقلالها وعالمية مقصدها الرامي إلى إغاثة المنكوبين والمحتاجين بغض النظر عن أصولهم العرقية أو معتقداتهم الدينية". وقد بلغ عدد المتبرعين للهيئة ثمانين ألف شخص، قدم كل واحد منهم ما معدله ثمانون يورو مما مكن المنظمة الخيرية من الاضطلاع بمهماتها الإنسانية التي يسهر على القيام بها أكثر من خمسمائة متطوع و115 موظفا. وأوضح لحلو -في حوار مع الجزيرة نت- أن الهيئة تراهن، في العقدين المقبلين، على توسيع قاعدة متبرعيها لتشمل مزيدا من الفرنسيين غير المسلمين، منوها بأن البعض من هؤلاء بدؤوا في السنوات الأخيرة يساهمون في تمويل أنشطة الهيئة الخيرية. وأضاف مؤسس المنظمة أن فكرة إنشاء هيئة فرنسية للإغاثة الإسلامية رأت النور نهاية 1991، مشيرا إلى أن أول حملة إغاثة شاركت فيها منظمته كانت في البوسنة. وتابع الناشط الإنساني الذي ولد بمدينة فاس في المغرب أن الهيئة لبت لاحقا نداء المنكوبين في إندونيسيا بعد تسونامي 2004، كما هبت لإغاثة سكان هايتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها في 2010 وقامت بتقديم العون للمتضررين من الفيضانات بإقليم السند الباكستاني في العام نفسه. وتساهم الهيئة الإسلامية في جهود المنظمات الإنسانية الساعية لتخفيف آثار الجفاف في منطقة الساحل الأفريقي، إذ مولت حفر أكثر من ثلاثمائة بئر في تشاد. أما في الأراضي الفلسطينية فقد قامت الهيئة بتمويل إعادة بناء أكثر من مائة منزل دمره العدوان الإسرائيلي على غزة في 2008، كما تشرف على برنامج للمساعدة الغذائية يستفيد منه عشرة آلاف طفل في القطاع. وفي داخل فرنسا، تدير المنظمة الخيرية مراكز إيواء للمشردين كما تقدم معونات مالية وعينية للعائلات المحتاجة إضافة لمساعدة المساكين في رمضان، وتوزيع وجبات إفطار توضع في متناول كل المساكين مهما كانت معتقداتهم الروحية طيلة شهر الصيام.