حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم الأربعاء، السلطات السورية لإنهاء إطلاق النار "العشوائي" ضد المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يحاولون الفرار إلى الأردن والدول المجاورة.وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن الجنود السوريون على الحدود مع الأردن يطلقون النار عشوائيا على أي شخص، بما في ذلك النساء والأطفال، الذين يحاولون الفرار من سوريا".وأضافت انه "ينبغي على السلطات السورية أن تأمر فورا قواتها المسلحة على الحدود لوضع حد لجميع الهجمات العشوائية واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين الذين يعبرون إلى البلدان المجاورة، واحترام حقهم في مغادرة البلاد".ويقول الأردن أن أكثر من 120 ألف سوري لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في سوريا في مارس 2011.وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومسؤولين من تلك الدول فأن هناك أكثر من 20 ألف لاجىء سوري مسجلين في الأردن و38 ألف لاجئ في تركيا و22 ألف لاجئ في لبنان و3129 لاجئ في العراق. وقال جيري سيمبسون الباحث في شؤون اللاجئين في المنظمة الدولية أن "سوريا تقول أنها تحارب الإرهابيين المسلحين، ولكن يبدو أن قواتها على الحدود تطلق النار على كل شخص يعبر الحدود دون تمييز، وتهاجم المدنيين من الرجال والنساء والأطفال والجرحى بنفس الطريقة التي تهاجم فيها المقاتلين".وأضاف انه "من خلال مهاجمة المدنيين الفارين عبر حدودها من دون تمييز، فأن سوريا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في الحياة، والحق في مغادرة البلاد، والحق في طلب اللجوء في بلد آخر".وقالت المنظمة أنها تحدثت مع عشرات اللاجئين السوريين في الأردن والعراق، من الذين تعرضوا لإطلاق النار خلال محاولتهم الهروب من بلادهم.وقال البيان أن "كل اللاجئين وصفوا تلك الحوادث وكيف قام الجيش السوري بفتح النار دون سابق إنذار، مستهدفا كل من كان يحاول عبور الحدود، من مقاتلي الجيش الحر والمدنيين من الرجال والنساء والأطفال على حد سواء".وقال منشق من الجيش السوري ل"هيومن رايتس ووتش" أن الجنود على الحدود لديهم أوامر "بإطلاق النار على أي شخص يحاول مغادرة أو دخول البلاد من دون المرور عبر نقاط الحدود الرسمية"، مشيرا إلى أن "بعض الجنود رفضوا تنفيذ هذه الأوامر".وبحسب "هيومن رايتس ووتش" فأن بعض العائلات تمكنت من رشوة حرس الحدود السورية مع الأردن للسماح لهم بمغادرة سوريا، ودفعوا حوالي 470 دولار لكل عائلة.وقال سيمبسون أن "سوريا تجبر مواطنيها اليائسين على الزحف للخروج من بلادهم تحت وابل من الرصاص ".