كشفت المنظمة الحقوقية غير الحكومية "هيومن رايتس ووتش" أن الجزائر شاركت في صياغة اتفاقية خاصة بحظر استخدام الأسلحة العنقودية، من بين 12 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أنها لم توقع على الاتفاقية الخاصة بذلك• ودعت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، حكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما فيها الجزائر، إلى المصادقة على المعاهدة الدولية لحظر استخدام الذخائر العنقودية ، التي بدأ التوقيع عليها في ديسمبر الفارط والتحقت بها 94 دولة بالمنطقة• وأشارت "رايتس" في بيان أصدرته، إلى أن البلدان التي صاغت الاتفاقية مع الجزائر ولم تصادق عليها، وهي البحرين، مصر، العراق ،الأردن الكويت، ليبيا، المغرب، قطر، السعودية، الإمارات واليمن ورفضت المشاركة في صياغتها، كل من إيران وإسرائيل وسوريا، كما أنها لم توقع على الاتفاق• وكانت المنظمة قد نشطت بالتعاون مع منظمات أخرى حملة تحسيس بأهمية صياغة معاهدة دولية لمنع استعمال الأسلحة العنقودية، على خلفية الكوارث الإنسانية التي خلفها الاستخدام الإسرائيلي الموسع للذخائر العنقودية في اعتدائه على جنوب لبنان في حرب 2006، والتي تركت قنابل مؤجلة الانفجار، أصابت أطفالا ونساء بعد أيام من انتهاء العدوان• ونقل تقرير المنظمة عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنطقة، سارة ليا ويتس، قولها "إن الدول العربية لم تستخدم القنابل العنقودية منذ 15 سنة ماضية، وعليها الآن أن تعد بعدم استخدامها في المستقبل وأن تنضم إلى أعضاء المعاهدة"، في إشارة منها إلى عزل إسرائيل• وكانت هيومن رايتس ووتش، قد أدانت بشدة استخدام إسرائيل لهذا النوع من الأسلحة غداة اعتدائها على جنوب لبنان بدعوى القضاء على حزب الله• وقالت في تقرير لها "إن إسرائيل انتهكت قوانين الحرب في هجماتها العشوائية وغير المتناسبة بالذخائر العنقودية على جنوب لبنان، في حرب 2006 مع حزب الله"• ورأت أن الدمار الإنساني الذي تسبب فيه استخدام إسرائيل الموسع للذخائر العنقودية يوضح الحاجة الملحة لإبرام معاهدة دولية لحظر هذا السلاح• وتقرير استخدام إسرائيل للذخائر العنقودية في لبنان، الذي جاء في 140 صفحة، ونقلت فيه "هيومن رايتس ووتش" طبيعة وأثر استخدام الذخائر العنقودية من قِبل الجيش الإسرائيلي على المدنيين اللبنانيين والاقتصاد اللبناني• وكشفت أن إسرائيل أطلقت أعداداً هائلة من القنابل العنقودية على لبنان، ما خلف قنابل صغيرة تسببت في مقتل وتشويه قرابة 200 شخص منذ انتهاء الحرب• وشاركت أكثر من 100 دولة في مؤتمر تم عقده آنذاك لمناقشة إبرام المعاهدة المذكورة• وبحسب المنظمة فإن اتفاقية الذخائر العنقودية هذه تحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية، كما تدعو الاتفاقية الدول إلى تطهير المناطق المصابة بها خلال 10 سنوات، وإلى تدمير المخزون من الذخائر العنقودية لدى الدول خلال 8 سنوات• وتشمل الاتفاقية أيضا أحكاما تنص على مساعدة الدول في التطهير ودعم الضحايا المتأثرين من الأشخاص، على أن تنشط الدول الأعضاء فيها في تثبيط عزم الدول الأخرى عن استخدام الذخائر العنقودية في العمليات العسكرية• جدير بالذكر أن هذا السلاح القاتل، الذي يخلف قنابل عنقودية صغيرة، تؤدي إلى قتل الإنسان بعد سنوات وتم استخدامه في لبنان والعراق•