القضاء البريطاني كشف تبييض الأموال وفتح حسابات في الخارج تورّط إطار سابق بمجمع اتّصالات الجزائر في إبرام صفقات مشبوهة وتبييض أموال كبّدت مجمع اتصالات الجزائر خسائر فادحة؛ بسبب قبضه إلى جانب رجل أعمال جزائري رشاوٍ من مؤسستين صينيتين هما ''زاد. تي. أو ألجيري'' و''هواوي ألجيري''، من أجل إبرام صفقات مشبوهة على حساب مجمع اتّصالات الجزائر. التحقيق في فضيحة الطريق السيّار تكشف تلاعبات في مؤسسة اتّصالات الجزائر انفجرت القضية خلال التحقيق في إطار ملف الطريق السيار شرق غرب؛ عقب لجنة الإنابة القضائية الدولية التي قادها قاضي التحقيق التابع للغرفة 9 بالقرب من القطب القضائي لسيدي محمد؛ إلى لوكسمبورغ، حيث كشف التحقيق عن أن ''محمد. ب'' و''ش. م'' قد تلقيا رشوة في الخارج في لوكسمبورغ، وعلى علاقة بالصفقات المشبوهة في مجال الاتّصالات السلكية واللاسلكية والأنترنت، والتي أبرمتها مؤسسة اتّصالات الجزائر والشركتين الصينيتين ''زاد. تي. أو الجزائر'' و''هواوي الجزائر''، ومقابل هذه الصفقات المبرمة مع اتصالات الجزائر، قامت الشركتان الصينيتان بدفع عمولات لفائدة شركتي الاستشارة التي يملكها المتّهمان في حسابهما بالخارج. 10 ملايين أورو عمولة عقد صفقات لصالح مؤسسة صينية كما جاء في ملف القضية، أن المتهم ''ش.م''،''ب.م'' قد تلقّيا رشاوٍ بالخارج لها علاقة بمناقصات مبرمة بين االمؤسسة العمومية ''اتصالات الجزائر'' مع الشركتين الصينيتين ''zte'' و''huawei''، وأن المبلغ الإجمالي لهذه الرشوة بلغ 10 ملايين أورو، حيث قام ''ب. م'' و''ش. م'' خلال سنة 2003 بإنشاء شركتين غير مقيمتين، ويتعلّق الأمر ب''TRACO BUSINESS LTD'' و''DONEY BUSINESS CORP''، موطنتين بالجزر البريطانية العذراء، حيث كان للمتهمين سلطة في التصرّف في الحسابات البنكية للشركتين في لوكسمبروغ؛ وقاما بعدّة تحويلات بمبالغ مالية معتبرة من طرف الشركتين الصينيتين ''zte و''huawei''. القضاء البريطاني يكشف تبييض أموال كانت تحوّل إلى بنك ''ناتكسيس'' في لوكسمبورغ كما جاء في الملف أيضا أن قاضي التحقيق لدى محكمة القطب بسيدي امحمد؛ تلقّى من السلطات القضائية في لوكمسبورغ محاضر تنفيذ إنابة دولية صادرة عنه، وكذا وثائق بنكية لحسابات شركات غير مقيمة، وحسابات شخصية كان المستفيد منها الوكيل عنها، ويقصد بها المتهم ''ش. محمد''، الموجود في المستشفى حاليا لإصابته بوعكة صحية، بالإضافة إلى أشخاص آخرين منهم ''ب. م''.وقد كشف التحقيق عن أن الحسابات المذكورة كانت كلّها مفتوحة ببنك ''ناتكسيس'' في لوكسمبورغ، كما توصّلت التحرّيات إلى أن كلا الشركتين تابعتين للمدعو ''ب. م'' ، وأن الموكل هو ''ش. م'' الموجود رهن الحبس، بعد أن أبلغ قاضي التحقيق نيابة الجمهورية من أجل فتح تحقيق ثان ضد ''ش. م'' بجنحة تبييض الأموال إلى جانب ''ب، م'' بجنحة الرشوة واستغلال النفوذ واستغلال الوظيفة وتبييض الأموال. التحقيق يكشف دفع عمولات لشركتي استشارة في الخارج وفي إطار التحقيق القضائي اتّضح أن كل من ''ب. محمد'' و''ش. م''، قد تلقّيا رشوة في الخارج على علاقة بالصفقات المشبوهة التي أبرمتها مؤسسة اتّصالات الجزائر، والشركتين الصينيتين''zte'' و''huawei''، ومقابل هذه الصفقات المبرمة مع اتصالات الجزائر، قامت الشركتان الصينيتان بدفع عمولات لفائدة شركتي الاستشارة التي يملكها كلا المتهمين في حسابات في لوكسمبورغ، وكان المتّهم ''ب. محمد''، قد اعترف خلال المحاكمة يوم 23 ماي الفارط، أنه تقاضى 10 ملايين دولار مقابل المشاورات التي كان يقوم بها لفائدة الشركتين الصينيتين ''zte'' و''huawei'' فيما يخصّ الآفاق الاقتصادية في الجزائر، وهو يشغل في الوقت نفسه منصب إطار مسيّر بمؤسسة اتصالات الجزائر، كما اعترف المتهم ''ش. م'' المتورّط كذلك في ملف الطريق السيار شرق-غرب، بأنه قام بفتح حسابات لفائدة شركتي المشاورات خارج البلاد، ولكنه نفى أية علاقة له بالصفقات التي تحصّلت عليها الشركتان الصينيتان مع اتصالات الجزائر. والجدير بالذكر، أن المتهمين سبق وأن أدانتهما محكمة القطب في السادس من شهر جوان الفارط، حيث أدين إطار ''ألجيري تليكوم'' ''ب. محمد'' بعقوبة 18سنة سجنا نافذا، مع دفع غرامة مالية مقدّرة ب5 ملايين دينار، فيما أدانت مؤسستي ''zte'' و''huawei''، كأشخاص معنوية بغرامة مالية قدرها 3 ملايين دينار، مع إقصاء من الصفقات العمومية لمدّة عامين، كما أصدرت ذات الجهة أمرا دوليا بالقبض الجسدي ضدّ 3 إطارات بشركة صينية، ويتعلّق الأمر بالمتهمين ''ڤزياو شهفا'' و''دونڤ تاو، شان زيو''، مع إدانتهم غيابيا ب10 سنوات سجنا، وهو الحكم الذي تم استئنافه، حيث برمج النظر فيه أمس، بالغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة والتي قرّر القاضي الجزائي إرجاء الفصل فيه إلى جلسة 14 من الشهر الجاري، وهذا بسبب غياب الشهود وغياب المتّهم ''ب. م'' الموجود في المستشفى.