أدانت الحكومة الموريتانية اليوم الاثنين مقتل 16 شخصا فى وسط مالى أمس الأحد إثر تعرضهم لإطلاق نار، مؤكدة أن غالبيتهم موريتانيون من الدعاة العزل الذين قضوا فى "مذبحة جماعية" ارتكبها الجيش، ومطالبة بإشراكها فى التحقيق فيها.وقالت الحكومة الموريتانية فى بيان إنها "علمت ببالغ الحزن والاستنكار بالجريمة البشعة التى ارتكبتها وحدة من الجيش المالى ضد 16 من الدعاة المسلمين المسالمين أغلبهم مواطنون موريتانيون كانوا فى طريقهم إلى باماكو".وأضاف البيان الذى نشرته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية أن نواكشوط "تعبر عن استيائها الشديد من هذه الجريمة النكراء التى ارتكبت بدم بارد دون سابق إنذار أو استجواب أو توقيف فى حق دعاة لا يملكون من سلاح سوى إيمانهم، جاءوا يحملون رسالة سلام وأخوة وتسامح إلى بلد فى أمس الحاجة إليها"، مطالبة بالاشتراك فى التحقيق فيها.وأضاف البيان أن الحكومة "تدين بشدة بشاعة هذه المذبحة الجماعية المفزعة التى راح ضحيتها دعاة بريئون عزل على يد جنود يرتدون البذلة العسكرية للجيش النظامى لدولتهم".وتابعت الحكومة الموريتانية أنها "تطالب بإلحاح بإجراء تحقيق مستقل فورى للوقوف على ملابسات هذه الجريمة البشعة وتحديد مرتكبيها بغية تقديمهم إلى محاكمة نزيهة، وتعبر عن رغبتها فى المشاركة فى هذا التحقيق الذى يجب أن يتم بأقصى أنواع المهنية والنزاهة والصرامة".وكانت الحكومة المالية أمرت بإجراء تحقيق بعد إطلاق نار قتل فيه 16 عنصرا مفترضا فى طائفة إسلامية هم ثمانية ماليين وثمانية موريتانيين بيد الجيش فى وسط مالى، وتحديدا جنوب المنطقة الشمالية التى يسيطر عليها إسلاميون منذ أكثر من خمسة أشهر.وأفادت مصادر عسكرية عدة وعناصر فى الدرك ومسئول فى وزارة الأمن المالية أن الجيش لم يتكبد أى خسائر فى صفوفه وقد أطلق النار على آلية هؤلاء الإسلاميين المفترضين بعدما رفضت التوقف فى بلدة ديابالى حوالى 175 كلم شمال سيجو.وتبعد سيجو 235 كلم شمال شرق باماكو، وتقع فى محاذاة المناطق الشمالية التى تسيطر عليها منذ خمسة أشهر حركات إسلامية مسلحة بينها جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا المتحالفتان مع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.