عادت أجواء الأفراح والانتصار لملعب النار بعد الفوز الثمين الذي حققه الوفاق على ميدانه أمام الرجاء البيضاوي، حامل الطبعة الثالثة لدوري أبطال العرب، برنار سيموندي يلتحق اليوم ويكون ملاحظا أمام بلوزداد تأكد رسميا اسم المدرب الجديد للوفاق ويتعلق الأمر بالفرنسي برنار سيموندي كما جاء على لسان رئيس الفريق عبد الحكيم سرار في حديث مع مراسل "النهار". سيموندي الذي سبق له أن أشرف على عديد النوادي الأوربية ومنتخب وطني إفريقي، يحل اليوم بالجزائر وسيكون له لقاء مع المكتب المسير لنادي وفاق سطيف لاستكمال بنود العقد الذي يربط المدرب بالفريق، ولم يحدد سرار مدة التعاقد مع المدرب الفرنسي ولا قيمة منحة التعاقد والحوافز المادية. سرار تحدث بمرارة عن الظروف التي مر بها الفريق، وأشار الى الضغط النفسي الكبير الذي مر به وأجبره على إقالة سعدي عن غير قناعة، ووصف ذلك بالفوضى والارتجالية التي تسود الكرة الجزائرية، كما أكد أن جلب مدرب جديد في ظرف زمني قياسي للبطولة الوطنية يعتبر تبديدا للأموال ويدخل في إطار سوء التسيير، أما عن سبب اختيار مدرب أجنبي، قال سرار، إن اللاعب الجزائري لم يعد سهل التحكم فيه من طرف المدرب المحلي لافتقاد الاحترافية في ذهن اللاعب. وأضاف، أن المشكل في عدم قدرة اللاعبين على التجاوب مع المدرب وعقليته وليس العكس. وعن سؤال حول مصير المدرب المساعد بوفنارة، أكد سرار أن الوفاق لا يمكنه الاستغناء عن خدمات الرجل الذي وقف مع الفريق في لحظاته الحالكة وحقق معه نتائج كبيرة، وهو مدرب يستحق أن يكون أساسيا لا مساعداً إذا منحت له الفرصة كاملة، وهي إشارة ربما، إلى أن بوفنارة سيبقى مدربا مساعدا مع الفرنسي سيموندي. للتذكير، فإن إدارة الوفاق حجزت التأشيرة والتذاكر للمدرب الفرنسي للسفر الى عمان لمواجهة الفيصلي الأردني. وهو ما يوحي بمراوغة سرار للرأي العام وتوجهيه حفاظا على سرية المفاوضات التي أجراها مع المدرب الجديد. ف.خ فوز مكّن الفوارة من الحفاظ على حظوظه كاملة في لعب الأدوار الأساسية في المنافسة العربية، ويرفع من معنويات الطاقم الفني واللاعبين أيام قبل إجراء اللقاء المتأخر أمام شباب بلوزداد.
الفرصة للصغار والتأكيد من الكبار بدت تشكيلة بوفنارة غريبة في بداية الأمر من خلال إقحام دمبري ومومن كأساسيين وترك طويل، أليكس وزياية على مقعد الاحتياط لكن وبعد مرور الربع ساعة الأول تبيّن أن تشكيلة الكحلة فرضت سيطرتها على وسط الميدان واعتمدت الهجمات الخاطفة مما خلق ارتباكا في خطوط الرجاء، واعتمد بوفنارة على مساندة الدفاع للهجوم، وهو ما جعل الحلول تأتي من الوراء، وتمكّن معيزة عادل من مباغتة الفريق المغربي في الدقيقة ال 31 بهدف جميل سجله برأسية محكمة ثم عاد بوفنارة لاستغلال حنكة وخبرة الكبار، فأقحم زياية وطويل ثم أليكس في الشوط الثاني، وكانت لطويل كلمة الفصل بعد أن حذر الجميع بهدف قاتل دقيقة واحدة قبل نهاية المباراة. القائد بن شادي ظهير أيسر عكس ما كان متوقعا، فضل المدرب بوفنارة ترك اللاعب بن شعيرة في وسط الميدان، واعتمد على بن شادي لخلافة يخلف محمد. وقد عرف قائد الوفاق كيف يصد جميع محاولات الظهير الأيمن للرجاء رشيد سلمياني ولو أن ذلك كلفه إنذارا في الشوط الثاني، وهو الإنذار الثاني لبن شادي في المنافسة العربية. دلهوم .. وكأن رحو لم يكن غائبا من جهته، أدى مراد دلهوم مباراة في القمة كلاعب أساسي لخلافة رحو سليمان، وبالرغم من افتقاده للسرعة والقامة التي تميز رحو إلا أن دلهوم غطى ذلك بذكائه الشديد وقد ساهم في خلق العديد من الفرص ومنح كرات على طبق لأديكو المتعود كثيرا على اللعب مع رحو سليمان. مناش ملاح.. الشبكة يا أديكو عودة أديكو ريمي ودخوله كأساسي ألهبت المدرجات وطمأنت الأنصار، و راح الجميع يهتف باسمه منذ البداية وحتى أثناء المباراة. أديكو لعب كرأس حربة في الشوط الأول ثم تحوّل الى الأجنحة عند دخول زياية قبل أن يترك مكانه لفريد طويل في الربع ساعة الأخير. بوفنارة والقوة التكتيكية فوز الوفاق على الرجاء البيضاوي كانت وراءه لمسة فنية واضحة للمدرب بوفنارة سواء على صعيد اختيار التشكيلة أو تسيير مختلف أطوار المقابلة، وأظهر قوة كبيرة في مجابهة كل الحلول التي بحث عنها شاي مدرب الرجاء البيضاوي، وعرف كيف يستغل نقاط ضغف الخصم، وكثيرا ما نجده على خط التماس يوجه اللاعبين بحديثه مع بن شادي.. وهكذا يرفع بوفنارة التحدي ويوفق في خرجتين صعبتين للوفاق أولاهما بسعيدة حيث عاد بتعادل يحمل طعم الفوز وثانيهما فوزه على الرجاء البيضاوي. أصداء من المباراة الوفاق والبذلة الرمادية خرجة أخرى من خرجات الكحلة لأنصارها، ظهور اللاعبين ببذلة رمادية اللون مع أرقام سوداء على القمصان، وهي المرة الأولى التي يرتدي فيها الوفاق هذا اللون منذ سنوات عديدة، وأجمل ذكرى بهذا الاختيار تعود الى سنة 1991 بالعاصمة القطرية الدوحة حينما تحصل الوفاق على الكأس الآفرو آسيوية وكان آنذاك سرار لاعبا في صفوف الكحلة، فهل هي رغبة من رئيس الفريق لاسترجاع ذكريات الانتصار، أم هو تعبير على رمادية الأوضاع والظروف التي يمر بها الوفاق؟! محافظ اللقاء بالمنصة الشرفية على غير عادة المحافظين بسطيف، فضل السيد أحمد عبد المجيد، المراقب الليبي للقاء، ممارسة مهامه من على المنصة الشرفية لملعب 8 ماي 45، تاركاً الحكم الرابع وحده على التماس. هذا الاختيار جعله يشاهد ما يحدث على أرضية الميدان بشكل جيد متجنبا البرودة الشديدة، وقد كانت الأمور تسير على ما يرام دون أي تجاوز يذكر. المبادرة للإذاعة الوطنية التعليق الرياضي موضوع ندوة وطنية بسطيف تحتضن دار الثقافة هواري بومدين بسطيف، غدا الأحد، ندوة وطنية حول التعليق الرياضي بالإذاعة والتلفزيون، وهذا بمبادرة للمديرية العامة للإذاعة الوطنية وبمشاركة التلفزيون الجزائري والقنوات الإذاعية الوطنية والجهوية. الندوة تحضرها شخصيات إعلامية وطنية بارزة وناشطة في حقل التعليق الرياضي بالإذاعة والتلفزيون، من أبناء الجيل القديم والعناصر الشابة التي لا تزال تمارس المهنة، أمثال المعلق المعروف عبد الرزاق زواوي، إضافة إلى محمد صلاح، لخضر حمدة، حفيظ دراجي وغيرهم ممن يكتسب تجارب كبيرة في الميدان، كما ستعرف حضور طلبة معهد الإعلام والاتصال لجامعة سطيف ليستفيدوا من خبرات هؤلاء المعلقين والتعرف على أساليب وخصوصيات ومتاعب مهنة التعليق الرياضي. المناسبة ستكون فرصة للمشاركين لتوحيد الرؤى والمصطلحات المستعملة والخروج بتوصيات تعتمد في الميدان، كما ستسمح بتكريم بعض الوجوه الإعلامية والرياضية بينها شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي وعميد المعلقين عبد الرزاق زواوي، إضافة إلى إطارات إعلامية قدمت الكثير لقطاع الإعلام الرياضي. الأضواء الكاشفة.. كاشفة مباراة بعد مباراة، تتحسن وضعية الأضواء الكاشفة لملعب 8 ماي وقد ظهرت في أحسن حالتها خلال مباراة الرجاء بعد أن كانت تنعت بالشموع بداية الموسم. هذا التحسن يمنح للجمهور الحاضر والصحافة إمكانية أوفر لمتابعة كل صغيرة وكبيرة للمباراة. كما يجعل الصورة التلفزية أوضح وأكثر احترافية وذلك من شروط الراعي الرسمي للمنافسة، فكلمة تقدير لتقنيي ومسيري المركب الرياضي على ما بذلوه من مجهود. دقيقة صمت على أرواح الضحايا كما كان منتظرا، وقف الجميع دقيقة صمت قبل بداية المباراة ترحماً على أرواح ضحايا تفجيرات العاصمة الأخيرة. صاحب هذه الدقيقة ترديد النشيد الوطني وعبارات "تحيا الجزائر" من مدرجات الملعب، وعند نهاية المباراة أهدأغلب لاعبي الوفاق الفوز لعائلات الضحايا، واستبشر الجميع بعودة الفرحة للجزائر من خلال هذا الانتصار الرياضي. الأنصار دائما في الموعد بالرغم من كل محاولات المشككين في إمكانيات الوفاق وقدراته على تجاوز مراحل الفراغ، وبالرغم من توقعات تخلي الأنصار عن فريقهم خاصة بعد مهزلة الخروب، حضر الأنصار بقوة الى مدرجات ملعب 8 ماي وسط أجواء باردة سبقها تساقط الثلوج بمدينة سطيف. حضور الأنصار بالعدد الهائل، وإشعالهم للألعاب النارية ومؤازرتهم للفريق إلى آخر لحظة من اللقاء، رسالة واضحة لا غبار عليها إلى كل الذين بيّتوا بإرادة خفية في كسر شوكة الوفاق وتحطيم الإرادات النبيلة، وهي جواب ناطق لمن حاول حفر هوة عميقة بين وفاق اليوم ووفاق الأمس، تماما كأن يأتي في سنوات الألفين من ينفي على الوفاق حصوله على ستة كؤوس جزائرية وبطولة إفريقية وكأس أفرو آسيوية خلال السنوات الغابرة، والتاريخ يعيد نفسه حيث توارث الأنصار حب الوفاق لا حب الأشخاص، لأن النتائج والألقاب تحفظ في الصدور قبل أن توضع في سجل النادي الذهبي.. وما أشبه اليوم بالأمس وغدا لناظره قريب. تصريحات بوفنارة: عند نهاية المباراة صرح بوفنارة أنه سعيد بهذا الفوز الذي يعود حسبه، إلى مجهودات جماعية للاعبين والطاقم الفني. وقال بوفنارة إنه نجح في تطبيق خطته على الميدان وأن النتيجة تعكس استجابة اللاعبين واستعدادهم الكلي لتنفيذ الخطة. وعن سؤال عن مستقبل بوفنارة مع الوفاق، أجاب أنه رهن إشارة إدارة الوفاق التي وضعت فيه الثقة الكاملة بعد مغادرة سعدي، وللسيد سرار ومكتبه كامل الحرية في اتخاذ القرار المناسب. شاي راض على أداء اللاعبين والنتيجة مستحقة للوفاق اعترف جون إيف شاي بقوة وأحقية الفوز بالرغم من الحظ كما قال الذي لعب دورا في تجسيد فرص الفريق المحلي والأخطاء الدفاعية التي ارتكبها الحارس الدولي فوهامي. وعلى العموم قال شاي، الوفاق يؤدي لعبا نظيفا مفتوحا تماما كما تركته عند مغادرتي الجزائر، لكن جديده هو التنظيم المحكم داخل أرضية الميدان والتفاهم الكبير بين الخطوط. وأضاف شاي "فريقي شاب ونحن نستثمر للمستقبل ولا زالت حظوظنا قائمة في المنافسة لأن كرة القدم لا تعرف المستحيل". حمزة دمبري: "لقد سعدت كثيرا بدخولي كأساسي في هذه المباراة الدولية، وأشكر المدرب الذي وضع فيّ هذه الثقة، وأعتقد أني أديت واجبي وتركت مكاني في الشوط الثاني لمن هو أكثر خبرة مني. المباراة ذاتها صعبة والضغط النفسي الذي عشناه لم يكن من السهل تجاوزه، والمهم أننا أرضينا الجمهور السطايفي والجزائري".