اعتقل ريسام إرهابى جزائرى عشية الألفية الجديدة فى سيارة مستأجرة محملة بالمتفجرات، حكم عليه مرتين أمام قاض فيدرالى .وفى كل مرة، يحكم القاضى بالمحكمة الجزئية جون سى كوينور عليه بالسجن لمدة اثنين وعشرين سنة على خلفية خطته لتفجير مطار لوس أنجلوس الدولى.ومن المقرر أن يواجه ريسام حكما بالسجن للمرة الثالثة الشهرالمقبل، أما الاختلاف هذه المرة فيتمثل فى أنه يتوقع بأن يعاقب بالسجن لمدة تزيد عن اثنين وعشرين سنة.وقد ألغيت العقوبتان السابقتان بعد استئناف المدعى العام، ومؤخرا دفعت محكمة استئناف الدائرة الأمريكية التاسعة، بأن عقوبة السجن لمدة اثنين وعشرين عاما تعد أقل بكثير من جريمة القتل الكبرى، التى حاول ريسام ارتكابها، وبأن العقوبة كانت ستقضى بإطلاق سراحه عند سن الحادية والخمسين، وهى سن صغيرة بدرجة كافية لتجعله يظل يمثل خطرا على المواطنين الأمريكيين.وأقر فريق الدفاع عن ريسام، الذى أوصى فى وقت سابق بالحكم عليه بالسجن لمدة أقل من اثنى عشر عاما، بضرورة أن يواجه الإرهابى الجزائرى عقوبة مدتها ثلاثة عقود على الأقل لإرضاء محاكم الاستئناف، لكن ليس أكثر من أربع وثلاثين سنة.وأشاروا إلى أنه سيشكل تهديدا ضعيفا فى المستقبل على المواطنين لأن شركاءه السابقين يعرفون إنه تعاون مع المحققين لبعض الوقت.وكتب محامى الدفاع الفيدرالى العام فى سياتل توم هيلير فى مذكرة حكم قائلا "السيد ريسام انقلب على شركائه الوحشيين، وهؤلاء الشركاء يعرفون إنه خائن، وهم يعرفون إنه مسئول عن سجن الكثير من جماعتهم.. حياة السيد ريسام فى خطر دائم".وتسعى وزارة العدل إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ففى عريضة رفعت إلى المحكمة، قالت مساعدة النائب العام الأمريكى هيلين برونر، إنه فى السنوات التى مرت منذ إدانة ريسام والتى تربو على الإحدى عشر عاما "عانت الولاياتالمتحدة من سوء حظ شديد فى استقاء معلومات مباشرة عن المخاطر التى كانت ستحققها مخططات رسام لو لم يتدخل إنفاذ القانون والحظ الحسن".وقال مسئول فى الجمارك بميناء بورت أنجلوس بشبه الجزيرة الأوليمبية إن ريسام بدا مشتبها به عندما استقل عبارة من كولومبيا البريطانية فى السادس عشر من ديسمبر عام 1999 وتم توقيفه لمزيد من التفتيش. وأثار اعتقاله مخاوف من هجوم إرهابى وتسبب فى إلغاء الاحتفالات بالألعاب النارية فى سياتل بمناسبة العام الجديد.وكانت قضية ريسام أمرا مزعجا، حيث إنه بدأ فى التعاون بعدما أدين وتم استجوابه أكثر من 70 مرة على يد محققين فى جرائم الإرهاب من الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا. وساعدت المعلومات التى قدمها فى إدانة عدة مشتبه بهم فى الضلوع بالإرهاب واعتقال أبو زبيدة المقرب من بن لادن والمعتقل حاليا بجوانتانامو من دون تهمة محددة.إلا أن ريسام تراجع عن تعاونه عندما بدا واضحا أن ممثلى الادعاء لن يقدموا توصية له بأن يقضى أقل من سبعة وعشرين عاما فى السجن. دفع ذلك وزارة العدل إلى إسقاط التهم عن اثنين من المتآمرين المشتبه بهم وهما سمير عطا الله محمد وأبو ضحى.وفى حكم سابق، ذكر كوينور أنه قبل أن يمثل للمحاكمة عرضت عليه الحكومة عقوبة مدتها خمسة وعشرين عاما إذا ما اقر بذنبه من دون وجود ضرورة للتعاون، إلا أن ريسام رفض ذلك، لكن كوينور قال إن أى تقليص فى حجم تعاون ريسام يجب أن يبدأ من عرض الخمسة وعشرين عاما، ومن ثم كان حكم الاثنين وعشرين عاما.ورفضت محكمة الاستئناف عرض حيثيات الحكم، و من المقرر النطق بالحكم ضد ريسام فى الرابع والعشرين من أكتوبر.