تمردت عناصر الشرطة في بنغازي بليبيا، ورفضت العمل تحت قيادة الضابط الذي عينته الحكومة لتولي مسؤولية الأمن في المدينة بعد اقتحام القنصلية الأمريكية الأسبوع الماضي ومقتل السفير مع 3 أمريكيين آخرين.وفي ظل عدم وجود مرجع مسؤول بشكل واضح في بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا وميناء النفط الرئيسي، قال الضابط صلاح دغمان الذي حل محل قائد شرطة بنغازي ونائب وزير الداخلية المسؤول عن المنطقة الشرقية، إنه طالب بإرسال الجيش إذا لم يتمكن من بدء العمل، بحسب ما أشارت وكالة "رويترز".ولكن دغمان الذي تحدث منذ أيام قليلة كشف أن الشرطة هددت بالانسحاب بشكل جماعي إذا أجبرت على تغيير القيادة، واتهمت الحكومة المركزية في العاصمة بجعل المسؤولين المحليين كبش فداء لفشلها.وكانت وزارة الداخلية الليبية عزلت ونيس الشريف، نائب وزير الداخلية في شرق البلاد وحسين بو حميدة رئيس شرطة بنغازي في أعقاب الهجوم، وعينت دغمان لتولي منصبيهما، لكن لم يترك الشريف ولا حميدة موقعهما، بحيث أكد دغمان أنه لم يتمكن من تسلم أي من الوظيفتين.إلى ذلك، وصف دغمان الظروف الحالية بأنها شديدة الخطورة وفوضوية. وأضاف عندما تذهب إلى مقر الشرطة لن تجد شرطة، فالأشخاص المسؤولون ليسوا في مكاتبهم وقد رفضوا أن أتسلم وظيفتي.يذكر أن مسألة الأمن في بنغازي تبلورت بشكل كبير، مثيرة للاهتمام العالمي منذ 11 سبتمبر عندما تعرضت فيلا سكنية تستخدمها البعثة الأمريكية للاقتحام خلال احتجاجات عنيفة على الفيلم الذي أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم. وكان كريستوفر ستيفنز، السفير الأمريكي، توفي إثر استنشاق الدخان، عندما حوصر داخل مبنى السفارة بمفرده وقتل ثلاثة أمريكيين آخرين في الهجوم خلال محاولة إنقاذه التي أعقبت ذلك.وسلط الحادث الضوء على المسألة الأمنية في ليبيا وافتقار البلاد إلى قوى أمنية مركزية في ظل انتشار الميليشيات بعد عام من سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.