قال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي اليوم السبت، ان صفقة السلاح بين العراق وروسيا بقيمة 4.2 مليار دولار لم يتم إلغاؤها، لكن الجانبين يراجعان فيها. و أشار الموسوي إلى أن الجانب الروسي على علم بالموضوع ومتفق على هذا الأمر، لكن نتيجة المراجعات بين الطرفين هي التي ستحدد نجاح الصفقة أو إلغاءها. و أكد المستشار انه حتى في حالة إلغاء الصفقة فان العراق بحاجة الى السلاح من روسيا، وقد تكون هنالك صفقات أكبر حتى من الصفقة الحالية. كما أكد حرص العراق على استمرار التعاون مع روسيا في مجال التسلح. و أشار الموسوي كذلك الى ان هناك معلومات بوجود فساد في الصفقة. وفي وقت سابق من هذا اليوم نقلت وكالة "فرانس برس" عن علي الموسوي قوله ان "الصفقة الغيت". و أوضح المستشار ان المالكي قرر "بعد عودته من السفر (من موسكو) ونظرا إلى بعض شبهات الفساد التي شابت الصفقة، قرر إلغاءها و إعادتها بصورة كاملة ابتداء من التعاقد و الأسلحة ونوعيتها إلى اللجنة المشرفة على العقود". وقال الموسوي ان "رئيس الوزراء قرر فتح تحقيق في هذه الشبهات" رافضا الكشف عن اسم أي مسؤول متورط في هذه الملف بالوقت الحالي. بدوره كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية في تصريح لجريدة "الشرق الأوسط" إن المالكي أوقف العمل بلجنة العقود في وزارة الدفاع التي يرأسها ضابط كبير وعدد آخر من أعضائها من رتب ومستويات مختلفة بعد أن اتضح أن هناك شبهات فساد شابت هذه الصفقة. و أضاف المصدر "أن العراق لم يدفع شيئا حتى الآن بشأن هذه الصفقة ولكن ما حصل من كلام بشأن حصول عمليات فساد من قبل الوفد المفاوض ولجنة العقود هي التي دفعت المالكي إلى اتخاذ قرار استباقي بهذا الشأن". و من جانبه صرح مسؤول رفيع المستوى في المجمع الصناعي العسكري الروسي بان إلغاء الصفقة (إن تم بالفعل) هو نتيجة لضغط الولاياتالمتحدة على السلطات العراقية. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية للأنباء عن المسؤول قوله أن "وراء رفض العراق تنفيذ العقود لتوريد الأسلحة السلطات الأمريكية التي تسعى إلى عدم السماح بتطبيق الاتفاقيات الروسية العراقية". هذا ولم يصدر حتى الآن عن الجانب الروسي أي تعليق رسمي على الموضوع. و كانت الوثائق التي أعدها المكتب الصحفي للحكومة الروسية لزيارة نوري المالكي إلى روسيا الشهر الماضي أشارت بان العراق وروسيا وقعا خلال النصف الثاني من السنة الجارية عددا من العقود في مجال التعاون العسكري – التقني بقيمة تزيد على 4.2 مليار دولار. ولقد شهدت الفترة من شهر افريل ولغاية نهاية أوت عدة زيارات لروسيا قامت بها وفود عسكرية عراقية برئاسة سعدون الدليمي القائم باعمال وزير الدفاع وكالة "حيث تعرف أعضاء الوفد على المعدات العسكرية الروسية الحديثة وناقشوا العروض التجارية لتوريدها الى العراق مع ممثلي مؤسسة "روس ابورون ايكسبورت"، ووقعوا عددا من العقود بقيمة اجمالية تزيد على 4.2 مليار دولار".