سقط قتلى وجرحى في اشتباكات متواصلة في سوريا بين مئات المقاتلين المعارضين والأكراد في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد على الحدود التركية.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تسعة مقاتلين "بينهم ثمانية من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام" الإسلاميتين، قتلوا جراء الاشتباكات التي اندلعت بعد ظهر اليوم في مدينة رأس العين وتستمر متقطعة مساء.وبدأت الاشتباكات بعد ظهر اليوم إثر حشد متبادل من وحدات حماية الشعب في شرق المدينة وشمالها، ومقاتلين إسلاميين معارضين يسيطرون على المعبر الحدودي غرب المدينة وعلى جنوبها.ونقل المرصد عن ناشطين قولهم ان "جبهة النصرة" استقدمت نحو مائتي مقاتل من مدينة تل أبيض الحدودية الواقعة الى الغرب من رأس العين التي يسيطر عليها المقاتلون، في حين استقدمت "غرباء الشام" أكثر من مائة مقاتل وثلاث دبابات كانت استولت عليها في اشتباكات بمحافظة الرقة. في المقابل وصل نحو 400 مقاتل كردي "من المناطق الكردية في سوريا" إلى المدينة.وأظهر شريط مصور بثه ناشطون على شبكة الإنترنت ما يقارب 50 مقاتلا معارضا بعضهم يعتلي دبابة رفع عليها علم الثورة السورية، بينما يتلو أحدهم بيانا باسم "تجمع كتائب غرباء الشام"، يدعو فيه الجيش الحر للتوجه إلى المنطقة لتحرير مدينة الحسكة" بهدف "تخفيف الضغط" عن باقي المحافظات. وما زالت القوات النظامية تفرض سيطرتها على مدينتي الحسكة والقامشلي في محافظة الحسكة.ودعا قارئ البيان "إخواننا الأكراد الذين يقفون مع الثورة وساهموا فيها" إلى التوحد ضد نظام الرئيس بشار الأسد، محذرا كل من "رفعوا السلاح في وجهنا، خاصة حزب العمال الكردستاني و(فرعه السوري) حزب الاتحاد الديمقراطي"، من أي عمل "يتعارض مع مسار الثورة".وكانت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين أكراد أسفرت الاثنين الماضي عن مقتل 34 شخصا بينهم 29 مقاتلا من النصرة وغرباء الشام، إضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الكردي لمدينة رأس العين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.ويتبع مقاتلو "لجان حماية الشعب الكردي" الذين يقاتلون الجيش الحر في رأس العين، للهيئة الكردية العليا التي يعد حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز مكوناتها. ويضم شمال وشمال شرق سوريا معظم الأكراد السوريين البالغ عددهم زهاء مليونين.وبات المقاتلون الأكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من "التواطؤ" بين النظام وأبرز قوة كردية على الأرض لاستدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية إلى تركيا.