لدي عمل ثنائي مع علاء الزلزلي العاشق للجزائر وأريد أن أكون خير سفيرة لبلادي اشتهرت بنوعها الخاص، المعروف ب "الراي الشرقي"، واستطاعت أن تكون اسما لنفسها، في وقت كانت الشابة "خيرة" و"جنات" و"الزهوانية" تسيطرن على الساحة الرايوية. اشتهرت بإعادتها للعديد من الأغاني الشرقية بكلمات جزائرية، كما عرفت بالديوهات الكثيرة التي سجلتها مع عدد من نجوم الأغنية في الجزائر وخارجها. "النهار" التقت الشابة "سهام" ونقلت لكم هذا الحوار. * جل الجمهور يعرف أغاني الشابة "سهام" الآن، إلا أنه لا يعرف بداياتها في الميدان الفني؟ - كانت بداياتي عادية ومتواضعة في المناسبات الصغيرة والأعراس، إلى أن بدأت أظهر في التلفزيون والإذاعة، ومن ثمة سجلت أول ألبوم بعنوان "راها تالفة"، الذي نجح بشكل كبير، كما وجدت كل التشجيع من العائلة والأصدقاء الذين آمنوا بموهبتي الفنية، حيث بدأت احتراف الغناء وعرفت في الساحة الفنية رغم المنافسة الشديدة التي كانت آنذاك من أصوات كبيرة مثل الشابة "خيرة" و"جنات " في أعز نجاحها بأغنية "ما تجبدوليش"، وأكثر الأغاني التي اشتهرت بها "أنا نوليلو"، "تعيا تولي وتحلل فيا" "خلي تخلى خلي" و"واه واه". ** هل وجدت الجو المناسب، خاصة أن أغنية الراي صعبة على المرأة عكس الحوزي أو العصامي والقبائلي؟ في الواقع وجدت صعوبة كبيرة في بادئ الأمر، خصوصا أنني عرفت في الأفراح بالطابع العصامي العريق، إلا أنني أميل بشكل كبير إلى نوع الراي، ولكنني أحاول جاهدة أن أجد لنفسي أسلوبا خاصا بإدخال النوع الشرقي في أغاني الخاصة، بما أنني من هواة الأغنية الشرقية. ** هل وجدت صعوبة ومنافسة في هذا النوع؟ بالعكس، وجدت كل الراحة، كوني أحب هذا الطابع، إلى جانب تقبل الجمهور لي ولأسلوبي الغنائي الجديد الذي لم ألمحه من قبل، بل انزعجت كثيرا لأنني لم أجد منافسة من طرف مطربات أخريات، بينما كان هناك فنانون مثل هواري الدوفان، أنور، ومحمد لامين الذين أضافوا ألحانا شرقية على أغانيهم الخاصة. ** أنت تميلين كثرا للديوهات، هل تستغل سهام نجومية وأصوات هؤلاء الفنانين في الظهور والتألق؟ أبدا، لا أحاول استغلال الآخرين لأن لي شخصيا اسم وجمهور وصوت وصلت به إلى القمة، الكثير من هؤلاء الذي غنيت معهم هم الذين اتصلوا بي للغناء معي، وطبعا هذا شيء يشرفني ويسعدني، ومن الأكيد أني استفدت منهم، لكنهم هم كذلك استفادوا من اسمي وشعبيتي. وكان غنائي ديو مع الشاب "عقيل" كفكرة جاءت بعد تسجيلي لديه في أستوديو "أرابيكا"، كما سجلت مع "رضا سيتي 16" وفرقة "راب فرنسية 113". ** عرفت في الساحة الفنية مند فترة قصيرة، إلا أنك استطعت تقديم العديد من الألبومات الناجحة، يا ترى كم ألبوم في حوزة الشابة سهام؟ (تبتسم)، اللهم لا حسد، في الحقيقة لا أتذكر جيدا، خصوصا أنني قدمت أعمالا كثيرة في السنوات الأخيرة، إن لم تخني الذاكرة، عندي حوالي 23 إلى 24 ألبوما. وأنا أسجل معدل شريطين أو ثلاثة، تقريبا في كل سنة، أتعامل فيها مع عدة شعراء وملحنين ليكون التنويع في إنتاجي. ** معظم مطربي اليوم يقولون إنهم مغنيون ومؤلفون ومنتجون وووو.. هل تنتمي سهام لهذه الفئة؟ تعاملت مع عبد القادر الناير من وهران وبلقاسم زيطوط وعبد الرحمان جودي، ولكن هذا لم يمنعني من خوض تجربة الكتابة في العديد من الأعمال، فالفنان في نظري يجب أن يكون متكاملا ومتمكنا في جل الميادين الفنية من تلحين، كتابة، ولما لا في التوزيع، وكانت لي تجربة في أغنية "أنا نوليلو"، التي أعدتها بكلمات جزائرية ولحن "مبقاش أنا" لأصالة وحظيت بنجاح كبير. ** بما أنك متأثرة بالأغاني العربية، هل فكرت في التعامل مع مطربين عرب أو شركة إنتاج عربية؟ أنا بصدد إنتاج عمل مشترك مع الفنان اللبناني "علاء الزلزلي"، الذي سأسجل معه أغنية ثنائية يمثل فيها كل واحد منا بلده بطريقته الخاصة. المطرب علاء الزلزلي معروف بحبه للجزائر وتسجيله لعدة أغاني جزائرية، كما كانت لي اتصالات مع شركة "روتانا"، التي كان من المفترض أن أتعاقد معها إلا أننا لم نتفق حول بنود العقد. ** هل لنا أن نعرف ما هي شروط شركة "روتانا" التي لم تتوافق مع مبادئ الشابة سهام؟ لا أستطيع الإفصاح عن شروط العقد، باعتبارها أسرار خاصة بالشركة الفنية، وإن لم نتفق فهذا لا يعني أنني ضد مبادئها، لكنني أحرص دائما على تمثيل الجزائر أحسن تمثيل، وأن أكون في المستوى الذي يشرفني ويشرف الأغنية الجزائرية. إذا انتقلت إلى شركة خارج الوطن أريد أن أكون خير سفيرة للفن الجزائري لأكون خير خلف لخير سلف مثل الفنانة وردة الجزائرية، خالد، مامي وفلة الذين وضعوا بصمتهم في المشرق العربي وزادوا في رقي الفن الجزائري. ** ونحن في فصل الصيف، فصل الأعراس والمهرجانات والسهرات، ماذا حضرت الشابة سهام لجمهورها؟ انتهيت من تحضير ألبومي الأخير الذي يحمل عنوان "أهدر أوديكلاري"، الذي نزل الأسواق الجزائرية منذ حوالي أسبوعين، والذي يحتوي على ثماني أغاني، من بينها أغنية كتبت كلماتها بعنوان "ساي بروحي أتهنيت" أعدت فيها أحد الألحان الشرقية، وهي بالضبط مصرية، وأترك اكتشاف صاحبه للجمهور، كما تعاملت مع الكاتب سفيان بن سعدون، إلى جانب بلقاسم زيطوط، الذي كتب ولحن أغنية "الغربة" لنفس الألبوم. ** بما أنك تحدثت عن الغربة، هل تفكرين في الاستقرار في الخارج، لا سيما أن أغلب مغني الراي يعيشون خارج البلاد؟ لم يسبق لي وأن فكرت في الاستقرار خارج البلاد رغم أن عائلتي تعيش في فرنسا، إلا أنني أتنقل باستمرار إلى هناك بسبب ارتباطي بالأعمال والعديد من الحفلات بفرنسا وأوروبا، إلى جانب زيارة الأهل. كما أفضل الاستقرار داخل الجزائر لأنني ملك هذا الجمهور الذي صنعني. ** بعد مهرجان تيمڤاد الذي تألقت فيه وتجاوب الجمهور مع أغانيك إلى حد كبير، ما هي محطاتك الفنية القادمة؟ هناك مشاركة بمسرح الهواء الطلق في "الكازيف"، كما سأشارك في مهرجان أغنية الراي بوهران ما بين 2 إلى 8 أوت القادم، بالإضافة إلى عدة حفلات خارج البلاد. كما لا يخفى عليكم أنا مطربة أعراس، مما يجعل برنامجي لهذه الصيفية مكتظا بالأفراح والليالي الملاح. ** نهنئك بمناسبة نزول ألبومك الجديد إلى السوق، وما هي كلمتك لجمهورك المحب؟ في بداية الأمر أشكر جريدة "النهار" التي فتحت لي مجال التقرب والتواصل مع جمهوري أكثر، كما أشكر كل من وثق بفني وبقدراتي الصوتية، وأهدي قراء "النهار" حصريا كلمات أغاني الجديدة التي كتبت كلماتها: "ساي بروحي أتهنيت" ساي بروحي أتهنيت كويت قلبي ونسيت نوليلك يا غير هاذي وما تجي في بالك نحكيلك ولا ناسي ياخي نيتي أعطيتهالك.