فتح مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "إف بي آي" تحقيقا حول عمل إجرامي الذي وقع مساء الامس الاثنين في بوسطن و الذي اسفر عن مقتل 3 اشخاص و جرح المئات. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي توجه بكلمة للأمريكيين مباشرة بعد الاعتداءين "لا نعرف بعد من الفاعل وما هي أسبابه ولا يمكننا التسرع في استخلاص الأمور". وأضاف "سنعثر على المسؤولين وسنعرف دوافعهم" و"سيواجهون عدالتنا ". وأكد رئيس شرطة بوسطن "آد ديفيس" أن عبوتين، تبعد الأولى عن الثانية بمسافة تتراوح ما بين 50 و100 متر، انفجرتا "في نفس الوقت" في وسط بوسطن قرب خط وصول الماراتون. وتتكون العبوتان من كويرات وقطع معدنية أخرى كان يهدف من ورائها "إلحاق أكبر ضرر ممكن" حسب ما أكد لوكالة رويترز للأنباء رجل أمن مطلع على تفاصيل التحقيق تحفظ على هويته. ورفض مكتب ال "إف بي آي" خلال ندوة صحفية التعليق على معلومات أوردتها بعض وسائل الإعلام حول عثور الشرطة على متفجرات أخرى في بوسطن لكنها لم تنفجر، وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، عثر المحققون على خمسة عبوات. و لم تعتقل الشرطة إلى الآن أي مشتبه به ولم تتبن أي جهة الاعتداء. وأضاف رئيس شرطة بوسطن آد ديفيس "لم نوقف أي شخص حتى هذه المرحلة" مشيرا إلى غياب "أي معلومة خاصة" حول تهديد باعتداء قبل وقوعه. أما صحيفة "نيويورك بوست" فأفادت في وقت سابق بأن شرطة بوسطن تعرفت على مشتبه به يحمل الجنسية السعودية، قامت باحتجازه في إحدى المستشفيات. لكن الشرطة كذبت الخبر. وحسب موقعي ار. تي .كوم و نيوز بيكر فإن الشرطة فتشت شقة في ريفيري وهي إحدى الضواحي الشمالية في بوسطن دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.ودعا رئيس الشرطة الأهالي إلى الحذر ونصحهم بالبقاء في بيوتهم. وقدم حاكم ولاية ماساتشوستس ديفال باتريك نفس النصائح لسكان بوسطن طالبا منهم أن يمدوا الشرطة بأي معلومة قد تساهم في تقدم التحقيق. ويرجح ال "إف بي آي" في الوقت الراهن احتمالين: الأول يقوم على تاريخ اليوم الذي اختير لتنفيذ العملية والموافق ل "يوم الوطنيين" وهو آخر مهلة لإرسال الإدلاء بالضرائب. وقد يقود هذا الاحتمال نحو افتراض ضلوع متطرفون من اليمين الأمريكي على غرار ناشطين مناهضين لدفع الضرائب. أما الاحتمال الثاني فيتعلق باعتداء إسلامي، فانفجار عبوتين في نفس الوقت تقريبا يذكر ب "النموذج" الذي تقدمه مجلة "انسبير" التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب حسب ريشار ديلورييه أحد عناصر ال "إف بي آي" المكلف بالتحقيق. أما طالبان باكستان الضالعين في اعتداء فاشل بالسيارة المفخخة على حديقة "تايمز سكوار" بنيويورك في 2010 فقد نفوا الثلاثاء أي مسؤولية في الانفجاريين. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم حركة "تحريك طالبان باكستان" لفرانس برس "نحن نؤيد الاعتداءات على الولاياتالمتحدة وحلفائها لكننا لسنا ضالعين في هذا الاعتداء".