جرت اليوم الأربعاء بسد بني هارون بولاية ميلة مناورة ميدانية وطنية للحماية المدنية في مجال البحث و الإنقاذ في الوسط المائي ( سدود) و ذلك بإشراف المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى الهبيري.وتمثلت هذه المناورة -التي شارك فيها 81 غطاسا من بين 86 يشاركون منذ يومين في تربص وطني للغطاسين بالمنطقة -في التدخل السريع إثر افتراض وقوع حادث مرور خطيرلاصطدام بين شاحنة لنقل المحروقات من الوزن الثقيل و سيارة سياحية بجسر وادي الذيب لتسقط المركبتان في مياه سد بني هارون الموجود أسفل الجسر. وتابع الحاضرون ومن بينهم والي ولاية ميلة والسلطات المحلية وإطارات الحماية المدنية أطوار هذه المناورة المحبكة التي استدعت تدخل فرق الغطس التابعة للحماية المدنية في جو من التنظيم و سرعة الحركة. و تضمنت مراحل المناورة إخراج سائق الشاحنة العالق والبحث عن 5 أشخاص مفقودين و تحديد أماكن تواجدهم وانتشال المركبتين الغارقتين و كذا مكافحة التلوث الناجم عن تسرب كميات من المحروقات من صهريج الشاحنة و في الأخير ضمان أكبر قدر من التنسيق بين فرق الغطاسين المتدخلة. و قد نوه الحضور بفعالية التدخل في هذه المناورة الوطنية التي اختير لإجرائها سد بني هارون لكونه أكبر سد بالجزائر إضافة لما يتوفر لديه من خصائص هامة وفي مقدمتها العمق و برودة الماء -كما أفاد بذلك المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بميلة. و من جهته صرح المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى الهبيري أمام الصحافة بالمناسبة أن إجراء هذه المناورة الوطنية الهامة يندرج ضمن تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المسطرة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية في مجال ضمان التكوين المستمر لجميع أفراد التدخل التابعين لهذا السلك "بغية تحقيق أكبر قدر من الجاهزية للتصدي لأي طارئ وكذا تحسين نجاعة التدخلات خاصة على مستوى السدود و الأوساط المائية الأخرى مثل البرك و الآبار".وشدد العقيد الهبيري على جانب تعزيز التنسيق بين فرق وأفراد التدخل و الالتزام بقواعد الأمن لاسيما في اطار التحضيرات الخاصة بالفترة الصيفية المقبلة. ومن بين المحاور التقنية للمناورة -كما أوضح بدوره مسؤول بالحماية المدنية بميلة- التمرن على كيفية الغطس و انعدام الرؤية و استيعاب أكثر لتقنيات البحث داخل السدود و الوقاية من حوادث الغطس و التكفل بحوادث الغطس بالإضافة إلى القيام بعمليات الإنعاش التنفسي القلبي في الميدان. و أشارت إحصائيات للحماية المدنية إلى "ارتفاع واضح" في أعداد ضحايا الغرق في السدود و الأوساط المائية "و هو ما يفرض على السلك تحسين قدراته على التدخل الفعال للبحث و الإسعاف"-كما تم التأكيد عليه. و قد تعزز قطاع الحماية المدنية بولاية ميلة مؤخرا بتجهيزات للتدخل في الوسط المائي إلى جانب تكوين 5 غطاسين للتدخل السريع في هذه الأوساط فضلا عن إنجاز جار لوحدة بحرية قرب "القرارم قوقة" على مشارف سد بني هارون الذي بلغ منسوبه المائي مؤخرا 1 مليار متر مكعب. جدير بالذكر أن تجمعا وطنيا للغطاسين كان قد انطلق بسد بني هارون يوم الأحد الماضي ليستمر إلى غاية 26 أفريل بحضور غطاسين من 31 ولاية.