فرقت قوات الأمن التونسية بالقوة السبت في حي السيجومي الشعبي بوسط العاصمة مئات من السلفيين المتشددين الذين حاولوا تحدي قرار وزارة الداخلية منع نصب خيام دعوية غير مرخص لها في الفضاءات العامة بالبلاد. وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية إن عناصر الأمن استعملوا قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق حوالي 300 سلفي حاولوا نصب خيمة دعوية غير مرخص لها أمام مسجد بلال في السيجومي. وأضاف أن السلفيين ردوا برشق قوات الأمن بالحجارة وبزجاجتين حارقتين. وقال فؤاد المؤدب رئيس مركز شرطة السيجومي في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي إن السلفيين "حاولوا إحراق سيارات الأمن" وأن الشرطة ضبطت لديهم "أسلحة بيضاء وسيوفا وزجاجات حارقة". والأربعاء الماضي أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) أن الوزارة لن تتسامح مستقبلا مع الخيمات الدعوية غير المرخص بها، بعدما تحولت هذه الخيام إلى منابر لتكفير الشرطة والجيش والتحريض عليهما.وقال الوزير إن الوزارة ستمنع أيضا "رفع الأعلام غير التونسية" فوق المؤسسات العامة بالبلادويشير الوزير على الأرجح إلى أعلام تنظيم القاعدة ("العقاب") التي اعتاد سلفيو تونس حملها خلال تحركاتهم، ورفعها فوق المؤسسات العمومية (المساجد والمدارس..) التي يتجمعون قربها.وأعلن سلفيون متشددون في وقت سابق إنهم لا يعترفون بعلم تونس ودعوا إلى استبداله براية التوحيد.ومؤخرا، شجبت نقابات الأمن التونسية تحويل السلفيين الخيام الدعوية إلى منابر للدعوة إلى "الجهاد" ضد قوات الشرطة والجيش ووصفهم ب"الطواغيت".ومطلع ماي الحالي قتل سلفيون متطرفون ضابط شرطة في منطقة جبل الجلود جنوب العاصمة تونس. وقالت "النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي" في بيان إن الضابط تعرض لعملية "ذبح". وينصب السلفيون الذين يرتدون ملابس أفغانية، خيامهم الدعوية بالخصوص في الأسواق وأمام المدارس الثانوية ويستعملون مكبرات الصوت لإلقاء خطبهم. وفي افريل الماضي نشرت "المنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ" غير الحكومية نتائج دراسة قالت فيها إن حوالي 25 ألف طالب في 14 ولاية تونسية من جملة 24 يتعرضون إلى "اغتصاب فكري" بسبب الخيمات الدعوية التي ينصبها السلفيون أمام مدارسهم وأحيانا داخلها. وأفادت المنظمة أن الخطب التي يلقيها السلفيون أمام المدارس باستعمال مكبرات الصوت أصبحت مصدر تشويش كبير على المدرسين والطلاب. وحذرت من أن هذه الخطب قد تغرس "التعصب والكراهية" في صفوف طلاب المدارس وتدفعهم إلى ارتكاب "أعمال عنف". ولم يكن السلفيون يجرؤون على التحرك في وقت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خشية من بطش أجهزة الأمن.