اعتقلت قوات الأمن التونسية حوالي 90 شخصا بينهم سلفيون ومنحرفون، إثر احتجاجات عارمة شهدتها العاصمة تونس، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، بعد خروج سلفيين في مظاهرات ضد معرض للفن التشكيلي نظم بالعاصمة تونس وعرضت فيه رسومات تمثل الذات الإلهية والرسول الكريم ورسم لفظ الجلالة بحشرات ميتة، وفق ما نقلته تقارير إعلامية. قال لطفي الحيدوري، المسؤول بمكتب الإعلام في الوزارة لوكالة الأنباء الفرنسية: ''تم اعتقال 90 شخصا ينتمون إلى تيار السلفية الجهادية وآخرين من أوساط الانحراف وذوي السوابق العدلية من المتورطين في أعمال العنف''. وأثارت لوحات فنية في معرض بعنوان ''ربيع الفنون'' بقصر العبدلية بالمرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة استياء كبيرا لدى الرأي العام، لما تتضمنه بعض اللوحات من تجسيد للذات الإلهية وللرسول محمد والمحجبات، والملتحين. وخرج مئات من أنصار التيار السلفي إلى عدة مناطق بالعاصمة تونس احتجاجا على المعرض الذي يمس بالدين الإسلامي، وفق ما قال السلفيون. وقال شهود إن المحتجين أغلقوا الشوارع وأشعلوا النار في عجلات السيارات في منطقتي التضامن وسيدي حسين وحي الانطلاقة في العاصمة ورشق المحتجون قوات الأمن بالقنابل الحارقة ''مولوتوف''، بعد محاولتها تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء، واستهدف المحتجون مقرات حكومية من بينها محكمة السيجومي التي تم تخريبها وسرقة معدات إعلام آلي، كما جرح خلال هذه المواجهات 7 أفراد من الشرطة. كما شهدت مدينة جندوبة توترات أمنية حادة في أعقاب قيام أشخاص بحرق مقر الاتحاد الجهوي للشغل ومقر الحزب الجمهوري ومقر حركة الوطنيين الديمقراطيين ومحاولة نهب وسرقة محلات تجارية ما استوجب تدخل وحدات من الجيش والأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع. ودعا أبو أيوب الذي يعتبر من أبرز قياديي ''السلفية الجهادية'' في تونس في شريط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك''، التونسيين إلى أن ''ينتفضوا'' بعد صلاة يوم الجمعة المقبل ردا على ''المرتدين واستهزائهم بديننا الحنيف''، معتبراً أن هذا الأمر ''يزيد يوما بعد يوم''. من جانبها طالبت كتلة ''حركة النهضة'' الإسلامية في المجلس الوطني التأسيسي أمس بتضمين دستور تونس الجديد بندا ''يجرم الاعتداء على المقدسات الدينية''، وذلك بعد اندلاع الاحتجاجات، واعتبرت أن ''حرية التعبير وحرية الإبداع الفني وإن كانتا من الحريات التى نقرها فإنهما ليستا مطلقتين من كل الضوابط ويجب على من يمارسهما أن يستحضر عقيدة وأخلاق الشعب'' التونسي الذي يدين بالإسلام.