لا يزال سكان بلدية الخميس بالجلفة، الواقعة على بعد 130 كلم عن مقر عاصمة الولاية، يعيشون حياة بدائية رغم الحركة الإنمائية التي تعرفها الولاية في الآونة الأخيرة، حيث لا يزال الثالوث الأسود والمتمثل في بطالة خانقة، عوز وفقر مدقع وما نتج عنه من غياب كلي لضروريات الحياة والذي أصبح يخيم على سكان المنطقة الذين استقبلونا بصدر رحب وبمطلب واحد أصروا على ضرورة نقله إلى المسؤولين والمنتخبين الذين لا يزورونهم إلا في المواعيد الانتخابية فقط. هذه القرية الصغيرة الرعوية بالدرجة الأولى والهادئة في نفس الوقت، لا تزال تتسم بملامح البداوة بكل أشكالها وتنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة، مما دفع بالبعض من سكانها إلى تسميتها بالقرية المنسية، فلا تهيئة عمرانية ولا إنارة عمومية ولا تغطية صحية. المتجه نحو البلدية يتراءى له من الوهلة الأولى أنها ذات طابع فلاحي مترامية الأطراف عبر مشاتيها المتوزعة في أطرافها ورغم أنها تعد عاملا في تنمية المردود الفلاحي وتساهم في حركية الإنتاج المحلي، لكن الظروف القاسية حالت دون تحقيق المبتغى، خاصة وأن المنطقة شهدت حركة هجرة للسكان غير عادية ساهمت فيها الظروف الأمنية التي عانتها البلاد خلال العشرية السوداء. هذه الهجرة التي كانت نحو أقرب المناطق كسيدي لعجال، قصر الشلالة وعين وسارة. "النهار" وقفت على معاناة السكان في إحدى خرجاتها الميدانية، حيث ذكر المواطنون أن تلبية الاحتياجات اليومية من أغراض منزلية يعد ضربا من الخيال في حال نفادها، إذ تتم عملية التسوق من جهات تبعد عنهم ب 30 كليومتر كاملة مما جعل الكثير منهم يفكر في الهجرة. كما تنعدم المواصلات لتشكل سيارات الكلوندستان الميزة الأساسية في التنقل، أما عن الصحة فحدث ولا حرج، حيث يروي السكان معاناتهم مع حالات الوضع، إذ تلد أغلب النساء في الخلاء. وفي ذات الصدد، يقول هؤلاء إن انعدام التغطية الصحية تسببت في إحداث إعاقات في جل العائلات نظرا لعدم أخذ التلقيحات الأولية. أما التلاميذ ورغم المراسلات العديدة التي وجهت للسلطات المعنية إلا أنهم يعانون ندرة في وسائل النقل المدرسي مما يشكل خطرا عليهم بسبب تضاريس المنطقة. وفي هذا الصدد يطالب سكان الخميس بضرورة تدخل السلطات البلدية والولائية من أجل توفير أبسط ضروريات العيش الكريم .