لا يزال عمال شركة (إم. أي الجزائر) بحاسي مسعود ينتظرون منذ أكثر من سنة الرد على الرسالة التي وجهوها لمكتب مفتشية العمل بحاسي مسعود من أجل التدخل لدى إدارة الشركة لمساعدتهم على إنشاء مجلس نقابي يدافع عن حقوقهم. وحسب رسالة العمال التي تحمل لهجة الاستغاثة، فإن إدارة شركة (إم.أي الجزائر) تواصل تجاهلها لمطلبهم الذي يعتبرونه شرعيا والمتمثل أساسا في سعيهم لتشكيل فرع نقابي للدفاع عن حقوق العمال خاصة وأنهم قاموا بتقديم طلب مرفوق بقائمة ممضاة باسم أكثر من 140 عامل منذ أكثر من سنة للاتحاد المحلي يدعمون مطلب تشكيل فرع نقابي. ورغم أن هذا الأخير وعملا بالقوانين التنظيمية قام بمراسلة الرئيس المدير العام لشركة (إم.أي الجزائر) عدة مرات طالبا الموافقة على عقد جمعية عامة للعمال لكي يتسنى لهم اختيار ممثليهم من النقابين، إلا أن إدارة الشركة لم تستجب لرغبة العمال ولم ترد على مراسلة الاتحاد المحلي للعمال الجزائريين مما جعل سعي الجميع لتشكيل فرع نقابي كمن يصرخ في واد سحيق، لأن صمت الإدارة وتماطلها في الرد على الجهات التي راسلتها بشأن موضوع الفرع النقابي جعل العمال الذين يسعون الى إدخال النشاط النقابي لشركتهم يدركون بأن إدارة الشركة ترفض مطلب العمال وتقف ضد رغبتهم من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه. وينتظر العمال الراغبين في تشكيل فرع نقابي وفق ما تنص عليه القوانين التنظيمية من مفتشية العمل فتح تحقيق للوقوف على الأوضاع الخطيرة والمتأزمة، حسب ما ورد في رسالة العمال عن تعسفات الشركة ضد العمال الجزائريين، وإن كان أصحاب الرسالة لم يحددوا طبيعة التعسفات التي يتعرضون لها، إلا أن هناك ما يشير الى أن التعسفات تمارس ضد العمال الجزائريين دون الأجانب. وإن تأكدت أقوال العمال فمن دون شك أن هذا الوضع هو الذي يحول دون موافقة إدارة الشركة على سعي العمال الرامي الى تشكيل فرع نقابي، رغم أنهم هيأوا كل الإجراءات القانونية لذلك، حيث قاموا بعقد جلسة بنادي الشركة بحضور أكثر من 20٪ من العمال أي أنهم تمكّنوا من توفير النصاب القانوني الذي يسمح بإنشاء فرع نقابي، كما قاموا باقتناء بطاقات الانخراط من الاتحاد المحلي للعمال الجزائريين. وفي خطوة تؤكد جدية العمال، قاموا بمراسلة الجهات المعنية من أجل عقد الجمعية لانتخاب ممثليهم، لكن عدم رد الإدارة كان حجر عثرة في وجه رغبة العمال. وفيما يبدو، فإن صمت إدارة شركة (إم.أي الجزائر) وإحجامها عن الرد أدخل رغبة العمال في إنشاء الفرع النقابي الى قاعة انتظار مغلقة، ولا شيء في الأفق يلوح ويدل على أن العمل النقابي سيعرف طريقه الى هذه الشركة.