بدا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، من خلال اللقطات المصورة التي ظهر فيها لدى استقباله الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الخارجية مراد مدلسي، في حالة أحسن من تلك التي كان عليها على مدار الأيام الماضية، حيث بدا الرئيس بوتفليقة مرتاحا وهو يرتدي زيا رياضيا، ويخاطب الوزير الاول ووزير الخارجية، بينما يرمق كاميرات المصورين من حين لآخر بابتسامة خفيفة .ويبدو من خلال المظهر الذي بدا عليه الرئيس بوتفليقة أمس، عندما ارتدى زيا رياضيا، بماركة عالمية، وكأنه أراد قوله أشياء دون التلفظ بها، وهي الرسالة التي يكون قد نجح الجزائريون في فهمها، والتي أريد بها الرد على مروّجي وصنّاع الإشاعات المتعلقة بالوضع الصحي للرئيس. كما يبدو من خلال تكرار اللقاءات التي حرص الرئيس على إجرائها مع كبار المسؤولين في الدولة، على مدار الأيام القليلة الماضية، أن الوضع الصحي لساكن قصر المرادية، قد بات خارج دائرة الشكوك، حيث أن الرئيس أجرى ثلاثة لقاءات متتالية في ظرف خمسة أيام، أين استقبل في اللقاء الأول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، ثم الوزير الأول عبد المالك سلال، قبل أن يلتقي أمس هذا الاخير مجددا، وبرفقته وزير الخارجية مراد مدلسي.وبالعودة الى تسارع وتيرة الظهور الرسمي للرئيس بوتفليقة، خلال الآونة الاخيرة، بعكس الأسابيع الماضية، عندما كان ظهوره نادر الحدوث، فإن الواضح هو أن رئيس الجمهورية قد بدأ في استرجاع كامل عافيته، بعد الوعكة الصحية التي أصيب بها، وهو ما يكون بمثابة رد على المشككين في تعافيه، والداعين إلى تفعيل المادة 88 من الدستور المتعلقة بكيفيات إعلان حالة الشغور في منصب رئيس الجمهورية.هذه المستجدات والقراءات التي حملتها اللقطات المصورة للرئيس، أمس، تصب في مجملها في إطار تأكيد قدرة الرئيس بوتفليقة على إكمال عهدته الرئاسية، إلى غاية أفريل من العام المقبل، كما من شأنها أن تزرع «السوسبانس» داخل الطبقة السياسية وفي أوساط معارضي الصالونات، كون الرئيس لم يعلن بعد رغبته أو زهده في الترشح لعهدة رابعة، الأمر الذي يجعل من الأيام المقبلة ملأى بالتوتر والتوجس، وهو الوضع الذي عُرف عن الرئيس بوتفليقة أنه يُفضّل صناعته قبل اتخاد قرارات مصيرية وهامة.