مؤشّر جديد على تحسّن وضعه الصحّي بوتفليقة يلتقي سلال ومدلسي استقبل رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد بالجزائر العاصمة الوزير الأوّل عبد المالك سلال ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، وهي المرّة الأولى التي يكون فيها مدلسي (طرفا) في لقاء (عملي) يجريه الرئيس مع وزيره الأوّل منذ إصابته بالوعكة الصحّية. خلال اللّقاء الذي يأتي بعد سلسلة من اللّقاءات المشابهة، قدّم سلال لرئيس الجمهورية عرضا حول عمل الحكومة فيما يتعلّق بالدخول الاجتماعي بمختلف جوانبه. أمّا وزير الخارجية فقد قدّم للرئيس عرضا حول نشاطات الدبلوماسية الجزائرية، سيّما ما تعلّق منها بالقضايا الدولية الرّاهنة. ويبدو أن التحدّيات الإقليمية الخطيرة التي تواجهها الجزائر بالنّظر إلى حالة اللاّ استقرار التي تشهدها العديد من البلدان الجارة، خصوصا تونس وليبيا ومالي، كانت الدافع الأساسي وراء (استدعاء) مدلسي لهذا اللّقاء الذي يؤشّر على مواصلة تحسّن الوضع الصحّي للرئيس بوتفليقة. وقد أظهرت الصور الأخيرة التي بثّها التلفزيون الجزائري تحسّنا واضحا في الحالة الصحّية لرئيس الجمهورية بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل بضعة أسابيع، ويبدو الرئيس حريصا على استئناف عمله بشكل تدريجي وحريصا كذلك على إسداء التعليمات اللاّزمة لضمان السير الحسن لشؤون البلاد. وبعد قيامه باستقبال قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح منتصف الأسبوع الفارط، استقبل رئيس الجمهورية يوم الخميس بالجزائر العاصمة الوزير الأوّل عبد المالك سلال، قبل أن يعيد استقباله أمس مرفوقا هذه المرّة بوزير الخارجية. وفي لقاء الخميس الفارط كان سلال قد قدّم للرئيس عرضا مفصّلا عن الزيارات الأخيرة التي قام بها إلى عديد ولايات الوطن، آخرها ولاية النعامة. ووفق المصادر نفسها فقد أعطى رئيس الدولة بهذه المناسبة تعليمات للحكومة من أجل التحضير الجيّد للدخول الاجتماعي وإنجاح الدخول المدرسي على وجه الخصوص. وكان الرئيس بوتفليقة قد استقبل قبل ذلك فايد صالح قائد أركان المؤسسة العسكرية، وشدّد خلال اللّقاء على ضرورة مواصلة اليقظة بهدف الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر وحماية سيادتها والقضاء على ما تبقّى من جماعات الإرهاب، لا سيّما في الوضع الأمني الذي تشهده العديد من بلدان الجوار. وأفادت بعض المصادر بأن اللّقاء الذي جمع الرئيس بوتفليقة والفريق فايد صالح توصّل إلى تبنّي مخطّط أمني جديد يعتمد على عمليات استباقية تتمثّل في تعقّب العناصر الإرهابية في المدن الكبرى وعبر جميع المناطق الحدودية. وتؤكّد النشاطات الأخيرة للرئيس بوتفليقة تحسّن وضعه الصحّي، وهو ما بدا جليا بمناسبة استقباله للوزير الأوّل، حيث بدا (أكثر حيوية)، وهو ما يراه متتبّعون مؤشّرا على وشوك استئنافه أداء مهامه بشكل كامل بعد أسابيع من دخوله في فترة نقاهة أعقبت رحلته العلاجية بفرنسا. وقد نقل رئيس الجمهورية على عجل نهاية أفريل المنصرم، وبالضبط في 27 منه إلى إلى مستشفى (فال دو غراس) العسكري في باريس بعد تعرّضه لنوبة إفقارية عابرة، على حد تعبير أطبّائه وبيان رئاسة الجمهورية بخصوص وضعه الصحّي، والذي لفت حينذاك إلى أنه لا يدعو إلى القلق. وفي 21 ماي الماضي خرج الرئيس من المستشفى المذكور ونقل إلى مركز (ليزانفاليد) لقضاء فترة نقاهة هناك تحت إشراف أطبّاء متخصّصين. وعاد رئيس الجمهورية، منتصف شهر جويلية الفارط، إلى أرض الوطن على متن طائرة خاصّة بعد فترة علاج دامت 80 يوما في المستشفى العسكري (فال دوغراس) ومؤسسة (ليزانفاليد) بفرنسا، وقد كان في استقباله بمطار بوفاريك العسكري الوزير الأوّل عبد المالك سلال وخمسة مسؤولين آخرين في الدولة. وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا مباشرة بعد عودته إلى أرض الوطن، وهو البيان الثالث من نوعه الذي تصدره الرئاسة منذ إصابة الرئيس بوتفليقة بالنوبة الإقفارية تؤكّد فيه أن رئيس الجمهورية عاد إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا، على أن يتابع فترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر.