صرحت وزيرة البيئة و تهيئة الاقليم دليلة بوجمعة لوأج أن المياه المستعملة التي مصدرها المصانع الموجودة بالمناطق الصناعية لكل من وادي السمار و بابا علي و الحراش و الكاليتوس بولاية الجزائر و المتسببة في تلوث وادي الحراش ستتم معالجتها على مستوى محطتين للتطهير ابتداء من سنة 2015. في هذا الصدد أكدت الوزيرة أنه "سيتم انشاء محطتين لمعالجة المياه المستعملة الصناعية بكل من بابا علي و وادي السمار" و ستكون عمليتين في سنة 2015. و قبل ذلك ستتلقى الوزارة "في ظرف شهرين الى ثلاثة أشهر" دراسة حول الموضوع قبل الاعلان عن عروض المناقصة. و من المرتقب أن تتراوح طاقة معالجة المياه لكل من هاتين المحطتين من 1500 الى 3000 متر مكعب في الساعة حسب الوزيرة. و أوضحت السيدة بوجمعة أن 400 مؤسسة سيتم انشاؤها على طول الحوض السائل لوادي الحراش الذي ينبع من منطقة حمام ملوان (البليدة). غير أن قرابة 70 وحدة تقع بالمناطق الصناعية لوادي السمار و بابا علي و الحراش و الكاليتوس هي الأكثر تلويثا. من جهة أخرى تم تحديد العديد من الوحدات الاقتصادية في مختلف المجالات مسببة لمياه مستعملة و غير معالجة في الوادي اضافة الى روائح كريهة. و من بين هذه الوحدات تلك التي تنشط في قطاع الكمياء و الميكانيك و الدباغة و الصناعة الغذائية. و حسب الوزارة ستسمح معالجة النفايات السائلة للمترددين على الوادي بايجاد نوعية المياه التي كان يتميز بها ذات الوادي في مطلع الخمسينيات. في تلك الآونة سمح عمدة فرنسي لصاحب مصنع للخميرة الذي أغلق مصنعه فيما بعد حسب السيدة بوجمعة بصب النفايات السائلة بالوادي. و منذ ذلك التاريخ أصبح الأمر عاديا بالنسبة للوحدات الصناعية أن لا تعير اهتماما أبدا للتلوث المسجل لأنها لا تتوفر على الأليات الخاصة بالمعالجة بهدف أخذ عينات خاصة بالعناصر الأكثر تلويثا مثل الزئبق و التي تصبح في شكل رواسب في عمق الوادي. و حسب مخطط وزارة البيئة فان بعض الصناعات الاكثر تلويثا يجب عليها القيام بمعالجة مسبقة لنفاياتها قبل الترخيص لها بالربط بشبكات المحطتين. كما تعتزم الوزارة مستقبلا التزود بألية أكثر نجاعة لمكافحة التلوث علما أن الوحدات الجديدة يتعين عليها المثول للقانون الصادر في سنة 2002 حول حماية البيئة و الذي يلزمها بالشروع في دراسة التأثير على البيئة قبل الحصول على ترخيص بالاستغلال. كما يجب عليها التزود بجهاز مضاد للتلوث و تكنولوجيات نظيفة. و لا تقتصر عملية معالجة المياه المستعملة الصناعية على وادي الحراش لأن الوزارة تتوقع اعادة هذه التجربة مع وادي الشلف و سيبوس بعنابة حسب الوزيرة.