بينما تستعد وكالة الفضاء الأمريكية لإيصال مسبارها الجديد إلى المريخ يدرس علماء جامعة ولاية فلوريدا نموذجا أوليا لغلاف المريخ ويتمثل في نيزك فريد من نوعه. يقوم أستاذ المختبر القومي للمجالات المغناطيسية القوية في الجامعة المذكورة منير همايون بأبحاثه على أساس تحليل النيزك الذي قدم من المريخ وعثر عليه البدو في الصحراء الكبرى العام الماضي. يحتوي هذا النيزك على حجم هائل من المعلومات حول نشوء غلاف الكوكب الأحمر وعمره. اضطر العالم وفريقه لإجراء تحليل متكامل للنيزك بواسطة أجهزة بالغة التعقيد منها سبكترومترات كتلية في سبيل دراسة كميات متناهية الصغر من المواد الكيميائية الموجودة في ذلك النيزك. تدل نسب تركيز عالية من المعادن الثقيلة مثل الإيريديوم والأوسميوم والنيكل على أن هذا النيزك، على الأغلب، كان جزء من البراكين المتواجدة في الهضبة الجنوبية من الكوكب. برأي الأستاذ همايون لو كانت هناك حياة في المريخ لتطورت في تلك المنطقة بالذات. بناء على دراسة التركيب الكيميائي لدقائق تراب المريخ تمكن العلماء من حساب سمك غلاف الكوكب الأحمر، بينما مكنهم مسبار ذو قدرة هائلة من تحديد عمر النيزك حيث يعادل 4.4 مليار عام. هذا يعني أن هذا النيزك تشكل بعد مرور 100 مليون عام على ظهور السحب الأولى من الغبار في المنظومة الشمسية، أي تشكل غلاف المريخ خلال ال100 مليون سنة الأولى من بداية تشكل الكوكب، ما يتزامن مع تشكل أقدم الطبقات لغلافي الأرض والقمر.