كلف الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي الجمعة، بشكل رسمي، مهدي جمعة بتشكيل حكومة مستقلين "وفق القانون المؤقت لتنظيم السلطة العمومية وخارطة الطريق" التي طرحتها المركزية النقابية لإخراج البلاد من أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر يأتي هذا غداة تقديم الإسلامي علي العريض استقالة حكومته الخميس.والمهندس مهدي جمعة الذي كلفه الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي الجمعة، رسميا، بتشكيل حكومة مستقلة يفترض ان تقود البلاد حتى إجراء انتخابات عامة، مولود في 21 افريل 1962 بمدينة المهدية على الساحل الشرقي التونسي.وتابع جمعة تعليمه العالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس التي حصل منها سنة 1988 على شهادة "مهندس أول" وسنة 1989 على شهادة الدراسات المعمقة في الميكانيك والنمذجة بحسب وكالة الانباء الحكومية التونسية التي قالت انه "متخصص في مجال التكوين على تطوير المؤهلات العلمية في الاعمال والتدريب في مخطط الاعمال والاستراتيجيا والتسويق".وشغل جمعة منذ 1990 مسؤوليات في مجال تخصصه بعدة شركات خاصة.وقد عمل مديرا في قسم "هاتشينسون" وهو فرع من المجموعة الفرنسية العملاقة "توتال" مرتبط بالصناعات الفضائية من ابرز زبائنه ايرباص ويوركوبتر والمجموعة الاوروبية للصناعات الجوية والدفاعية.لم يشغل جمعة مناصب سياسية قبل أن يتم تعيينه وزيرا للصناعة في حكومه علي العريض ،القيادي في حركة النهضة الاسلامية، الذي قدم الخميس استقالته الى الرئيس التونسي وفقا ل "خارطة طريق" طرحتها المركزية النقابية القوية لإخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 جويلية 2013.وكانت حكومة العريض تسلمت مهامها بشكل رسمي منتصف مارس 2013 خلفا لحكومة حمادي الجبالي (الامين العام لحركة النهضة) الذي استقال إثر اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد يوم 6 فيفري 2013. ولم يكن مهدي جمعة الذي ليس له انتماءات سياسية معلنة، شخصية معروفة في تونس قبل أن ترشحه أحزاب سياسية بينها حركة النهضة لرئاسة الحكومة المستقلة. ولم يعرف لجمعة نشاط سياسي في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطاحت به انتفاضة شعبية في جانفي 2011. ومن تعيينه وزيرا للصناعة لم يدل باي تعليقات سياسية او يشارك في المعارك التي تقسم الطبقة السياسية، مكتفيا بالحديث عن مجال اختصاصه في تصريحاته العلنية. وفي اجواء الاضطراب الاجتماعي في البلاد، سعى لدى الشركات واصحاب القرار الاوروبيين للحصول على استثمارات جديدة من اجل المساعدة على اعادة بناء الاقتصاد التونسي، بينما تبقى نسبة البطالة التي كانت من اسباب انتفاضة 2011، مرتفعة.كما عبر عن تأييده لاصلاحات لا تلقى شعبية في تونس وتتعلق خصوصا بزيادة اسعار المحروقات في 2014 وهو اجراء برر بالنفقات الكبيرة التي تدفعها الدولة لدعم المواد، حسب السلطات وعدد من المنظمات بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.وعلق العريض قبيل استقالته تنفيذ هذه الاجراءات التي صوت عليها المجلس التاسيسي ضمن ميزانية الدولة لعام 2014.الا ان جمعة لا يملك اي خبرة في مجال الامن وهو موضوع اساسي منذ الثورة بسبب انتعاش جماعات اسلامية مسلحة مسؤولة عن عدد كبير من الهجمات، كما تقول السلطات.ويأتي تكليف جمعة بتشكيل الحكومة ورئاستها في خضم ازمة سياسية بدأت في 25 جويلية 2013 بعد اغتيال المعارض محمد البراهمي في عملية نسبتها وزارة الداخلية إلى "تكفيريين" من جماعة "انصار الشريعة بتونس" التي صنفتها السلطات في اوت 2013 تنظيما "إرهابيا" وأصدرت بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين الملقب ب"أبو عياض". كما صنفتها الولاياتالمتحدة اليوم تنظيما ارهابيا. ومهدي جمعة متزوج وأب لخمسة أبناء.