كشفت مصادر دبلوماسية اليوم الثلاثاء بالكويت أن أشغال القمة العربية العادية ال 25 التي إنطلقت اليوم بالعاصمة الكويتية قد قلصت مدة انعقادها من يومين إلى يوم واحد على أن تتولى الكويت إلقاء (إعلان الكويت) المقرر صدوره عن القمة اليوم بعد الانتهاء من جلسات المناقشات. وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد العبدالله أن "مجلس الوزراء أحيط علما في اجتماعه الأسبوعي أمس الاثنين باستعدادات البلاد لاستضافة الدورة ال(25) للقمة العربية والتي تحظى باهتمام كبير على جميع المستويات العربية الدولية لاسيما أنها المرة الأولى التي تعقد بالكويت معربا عن أمله في تحقيق النجاح المنشود فيما يخدم القضايا العربية ويحقق للشعوب العربية مصالحها في ضوء التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة". من جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في تصريح للصحافة أن "الخلافات موجودة في جميع الاجتماعات العربية لتباين مواقف الدول لكن في النهاية نصل إلى توافق حول القضايا" نافيا إن يكون الخلاف العربي قائما حول مسألة الإرهاب مشيرا إلى أن "موضوع الإرهاب عولج في إطار عام في إحدى الفقرات المهمة في (إعلان الكويت) لأنه يخص جميع الدول العربية وأنه تمت إضافة بعض الأفكار التي طرحتها مصر وننتظر إقراره في اجتماع القادة اليوم". واعتبر بن حلي أن موضوع المقعد السوري "تم حسمه سياسيا" بقرار في السابق بإعطائه للائتلاف السوري المعارض "لكن من الناحية العملية والإجرائية لا تزال الأمور لم تحسم" مبرزا تكليف الأمين العام للجامعة العربية من وزراء الخارجية بمتابعة الاتصالات وتقديم تقرير في اجتماع استثنائي أو عادي في سبتمبر المقبل. كما شدد على أهمية إصلاح الجامعة العربية لتواكب وتتماشى مع التطورات سواء من جهة تعديل الميثاق أو إنشاء آلية جديدة مثل مجلس الأمن والسلم مشيرا إلى أن هناك ما ستقره قمة الكويت بخصوص إصلاح الجامعة وهناك أمور أخرى ستوجه القمة إلى دراستها. وكشف عن أن إعلان الكويت سيتضمن "إنشاء آلية لتجميع المساعدات الإنسانية على مستوى العالم العربي وبالتنسيق مع المنظمات الرسمية والأهلية".واعتبر بن حلي في تصريحه أن محكمة حقوق الإنسان "أصبحت تشكل أولوية على المستويين العربي والدولي".وعن المصالحات العربية - العربية أكد بن حلي أن الجامعة العربية تعطي الفرصة للتنظيمات الإقليمية سواء الاتحاد المغاربي أو مجلس التعاون الخليجي لمعالجة ما يطرأ في داخلها وإذا رفعت للجامعة فستقوم بواجبها معتبرا أن إزالة الشوائب من مهام الجامعة العربية وبالذات رئاسة القمة وبالتالي فإن قمة الكويت " فرصة كبيرة لتقريب وجهات النظر من خلال اللقاءات في الكواليس والغرف المغلقة إضافة إلى الاجتماعات الرسمية" كما قال.وعما إذا كانت هناك بوادر للمصالحات أكد بن حلي أنه قد "بدأ ترطيب الأجواء" وكذلك إزالة التوترات واجتماع وزراء الخارجية كان "مريحا وأخويا وصريحا" وتم الاتفاق على جميع المشاريع التي سترفع للقادة مضيفا أن "الأجواء تؤكد أن هناك تقدما في إيجاد المناخ الأخوي الضروري لأن تكون القمة ناجحة لكن الرأي العام العربي يرفع السقف لأن تحل هذه القمة جميع الخلافات". وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية "هناك قواسم مشتركة وهناك سقف خصوصا عندما تكون هناك حدة في المشاكل ولابد من حلها بشكل عقلاني ومتدرج" مشيرا إلى أن انعقاد القمة في الكويت في هذه الظروف في حد ذاته "يخلق المناخ لحل المشاكل حتى لو لم تحل بالكامل ويعطي الانطلاق للمزيد من التنسيق لرفع الشوائب وإعادة الزخم للتضامن العربي والعمل المشترك".