دولة في منطقة القبائل ودولتان في الجنوب وأخرى في منطقة "الشاوية" بتاريخ السادس من شهر أفريل الجاري، عقد فرحات مهني رئيس ما يسمى بحركة «الماك» الداعية إلى فصل منطقة القبائل عن الجزائر، اجتماعا ل«حكومته»، وقد خرج الاجتماع الذي لم يتم الإعلان عن نتائجه عبر المواقع الالكترونية للحركة، مثل العادة، بالدعوة إلى العمل على إقامة «ربيع بربري» في الجزائر، وذلك يوم 20 أفريل المقبل. ودعا «الماك» إلى تأجيج الحركات الاحتجاجية في مناطق الشرق «الشاوية»، وفي الجنوب وتحديدا في غرداية والتشجيع على إقامة «دولة مستقلة» في المنطقة تحت مسمى «هضبة الميزاب» وأخرى في أقصى الجنوب للأزواد. وقد سبق لحركة «الماك» التي قالت إنها أقامت دولة مستقلة خاصة بها، أن أعلنت عن عزمها إصدار وثائق هوية موازية في منطقة القبائل، لا تحمل حروف اللغة العربية، وتكتفي فقط باللغتين الفرنسية والأمازيغية، إلى جانب إطلاقها دعوات للتقدم بمقترحات حول ألوان وشكل علم دولة فرحات مهني "القبائل المستقلة" . "بركات".. مرآة ل "الماك" تحت غطاء إسقاط النظام وبالبحث في هويات الناشطين في كافة الحركات الاحتجاجية وعلاقة هذه الأخيرة ببعضها البعض، تبين أنه رغم كثرة وتعدد تلك الحركات، التي أخذت في ظاهرها طابع معارضة العهدة الرابعة وإسقاط النظام، إلا أنها كانت لها أهداف أخرى غير معلنة. البداية كانت بحركة «بركات» التي يعتقد جل الجزائريين أنها وليدة الأسابيع الماضية، غير أن واقع الحال يثبت أن النشطاء فيها كقياديين ومؤسسين، سبق لهم النشاط في حركات ومنظمات أخرى شبيهة، منذ سنوات، ويكفي العلم أن الحركة تضم في صفوفها 15 صحافيا، وعددا آخر من المثقفين، معظمهم ذوو ميولات متعاطفة مع حركة «الماك» الانفصالية، حتى ندرك أن حركة بركات ما هي إلا امتداد ل«الماك» لكن تحت غطاء المطالبة بالديمقراطية وإسقاط النظام، وليس تفتيت الجزائر إلى دويلات. ولأن فرحات مهني، هو مناضل سابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ولأن كثيرا من نشطاء حركته وأعضاء دولته المزعومة، هم في الأصل مناضلون في الأرسيدي، وما يزالون، فإن العلاقة العضوية بين «الماك» و»الأرسيدي» يمكن إيجادها دون بذل عناء كبير، وقد تجسدت هذه العلاقة على الميدان، في عدة مناسبات على أرض الميدان، عندما قام نشطاء ومناضلون من الأرسيدي و»الماك» بالعمل على عرقلة تنظيم أنشطة سياسية في إطار الحملة الانتخابية لعدة مترشيحن، في بعض مناطق الوطن، مثلما جرى في بجاية والبويرة وتيزي وزو. عندما يلتقي مقري وجاب الله بسعيد سعدي ويتقاطع الأرسيدي وحركة «الماك» في قرارهما بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والعمل على منع إجرائها في منطقة القبائل، ومعهما تشترك أحزاب إسلامية في المقاطعة، تحت غطاء تنسيقية الاحزاب والشخصيات الست المقاطعة للرئاسيات، والتي تضم في صفوفها عبد الله جاب زعيم جبهة العدالة والتنمية، عبد الرزاق مقري زعيم حركة مجتمع السلم، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، إلى جانب رئيس حزب الأرسيدي محسن بلعباس والأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي. وقد أثارت تركيبة اللجنة من حيث أنها تضم 3 أحزاب إسلامية لم تتفق في يوم ما حول فكرة واحدة، إلى جانب تحالفها مع حزب علماني وهو الأرسيدي، الكثير من الجدل والتعاليق.. فهل حقا معارضة عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة هي ما تجمع بين جاب الله الإسلامي وسعيد سعدي العلماني، أم أن تحالف الأضداد والمتناقضات يخفي وراءه أسرارا أخرى؟ اعتداء تيڤنتورين.. حزب جاب الله وانتخابات 2012 في نهاية شهر أفريل 2012، أعلنت مصالح وزارة الداخلية عن القوائم النهائية للمترشحين الاحرار ومرشحي الأحزاب للانتخابات التشريعية التي جرت في 10 ماي من نفس السنة، ومثلما جرت العادة، فإن التحقيقات الأمنية التي أجرتها المصالح المختصة، أقصت عددا من المترشحين، لعدم توفرهم على شروط الترشح، فتبين أن بعضهم مسبوقون قضائيا، أو لم يستوفوا التوقيعات المطلوبة بالنسبة للأحرار، غير أن المفاجأة كانت عندما تبين أن قائمة حزب جاب الله في ولاية ايليزي، قد تم رفضها من طرف الوالي، طبقا للمادة 90 من قانون الانتخابات، وهي المادة التي تحظر على المتورطين والمسبوقين في قضايا الإرهاب من الترشح أو ممارسة النشاط السياسي. بعد ذلك بأيام، بدأت أولى خيوط القضية تتضح للرأي العام، حيث تبين أن المعني بقرار الإقصاء هو المدعو طرمون عبد السلام، الذي قدمه جاب الله ليكون متصدر قائمة حزبه في ولاية إليزي، حيث أظهرت التحريات الأمنية أن عبد السلام طرمون إرهابي تائب واستفاد من تدابير قانون المصالحة الوطنية. ولم تكد تلك القضية تُنسى حتى عاد هذا الإسم للظهور مجددا، وذلك على خلفية ورود اسمه ضمن قائمة المتهمين في التدبير والتخطيط للاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر القيادة الجهوية للدرك الوطني في ورڤلة، والذي خلّف استشهاد ضابط وإصابة 10 آخرين من زملائه. في تلك الأثناء، كان طرمون عبد السلام، قد اختفى عن الأنظار مجددا، ليتبين أنه عاد والتحق مجددا بالنشاط الإرهابي، قبل أن يظهر في عدة تسجيلات مرئية حاملا أسلحة ويتحدث تارة باسم حركة أبناء الجنوب التي تقف وراء اعتداء تيڤنتورين، وفي مرة أخرى باسم تنظيم جديد يطلق عليه اسم حركة أحرار الصحراء. ناشط حقوقي + صحافي + سياسي معارض يساوي «التخلاط» وبالتطرق إلى التنظيمات الإرهابية الناشطة في الصحراء ومنطقة الساحل، وتحديدا حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية، منفذة اعتداء تيڤنتورين واعتداءات ارهابية أخرى، فإن الحديث لا يمكن أن يجانب قضية العلاقة المشبوهة بين حفناوي غول، الناشط الحقوقي والصحافي ورئيس تحرير قناة «الأطلس تيفي» والعضو المؤسس في حركة بركات ثم حركة «بركات 52» وبين بعض قادة حركة أبناء الصحراء. وقد سبق لعدة وسائل إعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، أن كشفت عن صور تجمع بين حفناوي غول ومحمد الأمين بوشنب وعبد السلام طرمون، حيث أن الأول كان من بين مؤسسى حركة أبناء الجنوب في طبعتها الأولى، سنة 2004، حيث أصدر حفناوي غول رفقة يوسف بوشنب شقيق محمد الأمين بوشنب، الذي قُضي عليه في اعتداء تيڤنتورين بيانا من 33 مطلبا، بتاريخ 5 جوان 2004. وبعد عملية حوار ومفاوضات بين السلطات المحلية ومؤسسي الحركة، تم العفو عنهما، قبل أن يعاود يوسف وشقيقه محمد الامين بوشنب النشاط من جديد، لكن عبر حمل السلاح والالتحاق بمعاقل الإرهاب، بعد التحالف كتيبة الموقعين بالدماء التي يقودها الإرهابي مختار بلمختار المعروف باسم «بلعور». ولأن حفناوي غول يتخذ لنفسه عدة تسميات في إطار الحركة والنشاط، بداية من النشاط الحقوقي، مرورا بالصحافي وصولا الى المعارض السياسي، فإن علاقاته تشعبت وتنوعت، لدرجة أنه بات اليوم يقود حملة انتخابية لصالح المترشح الحر علي بن فليس، ويجاهر بذلك. كما تم رصد عدة اتصالات بين غول وبين ناشطين حقوقيين آخرين في مناطق أخرى وبالأخص في غرداية والأغواط، هده الأخيرة التي تحولت على مدار الأشهر القليلة الماضية، حسبما تكشف عنه تقارير أمنية، إلى نقطة التواصل بين حركة «الماك» وباقي الحركات الاحتجاجية والناشطين الحقوقيين العاملين بالجنوب. قدامى «الفيس» في غليزان وأقدام التدخل الأجنبي في غرداية نفس التقارير الأمنية، تكشف عن وجود عملية «تفريخ» للحركات والمنظمات الاحتجاجية في نفس المنطقة بنفس شبكة الأشخاص لكن بمسميات عديدة ومتنوعة، مثل حركة رفض، الناشطة في ولايتي البيض والوادي، بشكل خاص، وحركة رشاد الناشطة في العاصمة والواديوغليزان، وحركة بركات 52 الناشطة في الجلفةوالجزائر العاصمة، إلى جانب حركة بركات الناشطة في العاصمة ومنطقة القبائل وقسنطينة وعنابة، وحركة «بزايد» الناشطة في ولايات الشرق الجزائري. وبالحديث عن علاقات حفناوي غول بنشاطين حقوقيين آخرين، فإن الحديث ينتقل بنا إلى موضوع كمال الدين فخار الناشط السابق في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان والقيادي السابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية، والذي كان على مدار السنوات القليلة الماضية محل تساؤلات في غرداية بشأن نشاطاته المريبة ودعواته إلى تأجيج الوضع في المنطقة، قبل أن ينتقل إلى سرعة أخرى عقب نجاحه في تفجير الوضع في غرداية، وهي الدعوة إلى تدويل أزمة غرداية، والمطالبة بالتدخل الأجنبي تحت غطاء حماية ما يمسى بالأٌقلية المزابية، ثم دعوة الإباضيين في غرداية الى تأسيس دولة مستقلة تحت اسم «هضبة الميزاب». البطالون.. سجل تجاري لممارسة «التخلاط» أما بالنسبة لحركة «رفض» الناشئة حديثا، فإنها تضم في تشكيلتها 4 حركات تتميز كلها بأن معاقلها في الجنوب الشرقي، وولايتي البويرة وغليزان وبعض مناطق العاصمة.وتضم حركة رفض في صفوفها نشطاء في الجبهة الوطنية ضد الفساد وتنسيقية عائلات المفقودين، المتركزة بشكل خاص في قسنطينةوالجزائر العاصمة، وحركة شباب 8 ماي 1945 الناشطة بولاية البويرة والجزائر العاصمة، إلى جانب تنسيقية الدفاع عن حقوق البطالين التي يقودها الجمركي المفصول رشيد عوين، وهو أصيل مدينة الوادي، والذي تمكن من تأسيس معقل لتنسيقيته في الوادي وورڤلة. ولحركة رفض ناطق رسمي هو رشيد عوين ويسانده في مهامه المدعو عبد الله بن نعوم ورفيقه عبد الله خالدي، وهما من قدماء المتعاطفين مع حزب الفيس المحل، ويتخذان من مدينة وادي ارهيو في غليزان معقلا لنشاطاتهما، كما أنهما معروفان بنشاطهما الأصلي ضمن ما يعرف بحركة «رشاد» التي يقودها قياديون سابقون في «الفيس» يقيمون في سويسرا وبريطانيا. تقرير أسود من بروكسل ووسط كل هذه الشبكة العنكبوتية المقعدة من العلاقات بين الإسلاميين المعتدلين وقدامى «الفيس» ومقاطعي الرئاسيات، والأحزاب العلمانية وحركة «الماك»، كانت المؤشرات على مدار الأسابيع القليلة الماضية توحي بوجود تحركات لعناصر أجنبية وافدة الى الجزائر تحت عدة غطاءات ومسميات، أحيانا باسم السياحة وفي أحيان أخرى باسم معاينة أوضاع حقوق الإنسان في الجزائر أو أوضاع اللاجئين السوريين. وفي هذا الإطار، تحصلت «النهار» على معطيات بشأن تقرير أسود رفعه سفير الجزائر في بروكسل يوم 25 ماي من سنة 2011، حول وججود أنشطة مشبوهة لمنظمة تحمل اسم RMDH تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وتركز على منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط. وجاء في التقرير الذي اطلعت «النهار» على نسخة منه، أن المنظمة التي يمولها الاتحاد الاوروبي تحصلت على رخص لفتح مكاتب لها في كل من تونس ومصر، كما أنها كانت تمارس أنشطة في السر بالجزائر، من خلال تمويل رحلات وأسفار لنقابيين وحقوقيين جزائريين إلى أوروبا، على غرار مسؤولين في نقابة السناباب، وناشطين في عائلات المفقودين. كما كان لعدد من المسؤولين في منظمة RMDH عدة زيارات للجزائر، تحت غطاء الساحة، حيث سبق وأن تم تسجيل عدة رحلات نحو الجنوب منذ سنة 2011. المخطط بدأ تنفيذه أمس قام منتمون لحركة تطلق على نفسها اسم «أحرار الصحراء»، أمس، بتنظيم احتجاج ضد العهدة الرابعة أمام مقر ولاية إليزي. وقد رفع متظاهرون شعارات باسم الحركة التي يقودها الإرهابي بوخامي باي السوقي الذي أعلن قبل أسابيع عن تحالفه مع الإرهابي عبد السلام طرمون مؤسس حركة ابناء الجنوب للعدالة الإسلامية. وقد تزامنت تلك الاحتجاجات مع انطلاق اولى القوافل المخصصة للاقتراع في المكاتب المتنقلة المخصصة للبدو الرحل في ولاية إليزي. وبالموازاة مع ذلك، نظم، أمس، نشطاء في اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين احتجاجا في مدينة ورڤلة، تزامنا مع زيارة قامت بها لويزة حنون زعيمة حزب العمال ومرشحة الحزب للرئاسيات المقبلة للمدينة لتنشيط حملتها الانتخابية. وقد طالب المتظاهرون حنون بمغادرة المدينة بعد التشويش على تجمعها، وأصروا على منع تنظيم التجمع رغم فتحها قنوات الحوار معهم.