فر عشرات الاف الاكراد من شمال سوريا الى تركيا المجاورة امام تقدم جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في وقت حذرت فيه المعارضة السورية من حصول عمليات "تطهير اتني".وفي واشنطن، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيغتنم فرصة اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل للدعوة الى اوسع تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في معركة سيكون "لكل الدول بما فيها ايران" دور فيها، بحسب وزير الخارجية الاميركي جون كيري.وفي حين تتحمل هذه المجموعة المتطرفة مسؤولية عمليات الاغتصاب والخطف وقطع الرؤوس في المناطق التي تسيطر عليها في سورياوالعراق، فقد استعاد 46 تركيا كانت تحتجزهم في العراق، حريتهم في ختام "عملية انقاذ" قامت بها القوات الخاصة التركية بحسب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.ومنذ الاربعاء، تقدم جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية في شمال شرق سوريا حيث سيطروا على 60 قرية كردية، في اتجاه عين العرب (كوباني باللغة الكردية) وهي ثالث اكبر المدن الكردية في البلاد وتقع قرب الحدود التركية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.وامام تقدم الجهاديين، عبر حوالى 300 مقاتل كردي الحدود التركية الى سوريا ليل الجمعة السبت لمحاربة الدولة الاسلامية، بحسب ما افاد المرصد.وبسبب المعارك والخشية من تجاوزات فظيعة يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية، فر حوالى 60 الف كردي للجوء الى تركيا منذ الخميس، كما اعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش.وقام الجنود الاتراك بفتح الاسلاك الشائكة التي تفصل بين حدود البلدين لتسهيل مرور اللاجئين.واليوم السبت ايضا، تمكن الاف الاكراد الاتين من كوباني من عبور الحدود. وكان قرويون اخرون بينهم العديد من الاطفال والمسنين ويحملون امتعتهم وحقائبهم وترافقهم احيانا قطعان الماعز، ينتظرون تحت اشعة الشمس والغبار للتمكن من عبور الحدود هم ايضا.وقال احد اللاجئين ويدعى احمد عمر هادي (37 عاما) "لقد استغرق الامر خمس ساعات مشيا من قريتنا للتمكن من عبور الحدود".واضاف "نحن هنا الان لكن لا نعلم ما سنفعل، لقد تركنا كل شيء خلفنا".من جهته قال محمد عيسى الذي عبر الحدود مع سبعة اشخاص من عائلته ان "الجهاديين وصلوا الى قريتنا وهددوا كل الناس". واضاف "لقد قصفوا قريتنا ودمروا منازلنا. وقطعوا رأس الذين فضلوا البقاء، ولهذا الامر ارغمنا على الرحيل".وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، فان مصير 800 شخص من القرى (التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية) مجهول. وقد اعدم التنظيم المتطرف 11 مدنيا على الاقل، كما قال.ودعت المعارضة السورية في المنفى المجتمع الدولي "الى التحرك بصورة عاجلة لتفادي عمليات تطهير اتني" في كوباني.واتهمت الاممالمتحدة تنظيم الدولة الاسلامية بتنفيذ تنظيف عرقي وارتكاب جرائم ضد الانسانية وخصوصا بعد تقدمه قي شمال العراق ما دفع مئات الاف العراقيين الى الفرار وخصوصا من الاقليات.وفي استراتيجيته لمحاربة الجهاديين والتي اعلنت في العاشر من سبتمبر، اكد اوباما الذي تشن بلاده ضربات ضد مواقع التنظيم في العراق منذ الثامن من اوت، انه على استعداد للقيام بالامر نفسه في سوريا، لكن اي عمل عسكري لم ينفذ بعد في هذا البلد.والرئيس الاميركي الذي استبعد انزال قوات على الارض في العراق وفي وسوريا، حصل ايضا على موافقة الكونغرس لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة لكي تتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.واعتبر ان اكثر من 40 دولة عرضت المشاركة في التحالف الذي طرحت بلاده تشكيله بهدف "تدمير" المجموعة الجهادية التي قطعت ايضا رؤوس صحافيين اميركيين وعامل انساني بريطاني.وراى وزير خارجيته جون كيري ان ايران التي كانت تعتبر بمثابة احد الد اعداء الولاياتالمتحدة، لها "دور" تضطلع به في محاربة التنظيم المتطرف حتى ولو انه من غير الوارد اشراكها في التحالف.وبين شركاء الولاياتالمتحدة، كانت فرنسا اول دولة تنضم الى الحملة الجوية الاميركية في شمال العراق.وفي هذه المنطقة، في الموصل، خطف 46 تركيا في الايام الاولى للهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وقد تم الافراج عنهم ووصلوا صباح اليوم الى تركيا سالمين، كما اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو.وبين الرهائن القنصل العام وزوجته والعديد من الدبلوماسيين واطفالهم بالاضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية.ورفضت تركيا الاسبوع الماضي طلب التحالف الدولي بقيادة واشنطن للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية متذرعة برغبتها في حماية الرهائن.واتهمت الحكومة التركية مرارا بانها تدعم المعارضة السورية وسلحت مجموعات اسلامية معادية لنظام الرئيس بشار الاسد وبينها تنظيم "الدولة الاسلامية".لكن انقره نفت باستمرار تقديم مثل هذا الدعم.