قال وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، إن دور الجزائر في الأزمة الليبية يتمثل في تسهيل الحوار الليبي–الليبي، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ومن ثم إجراء حوار سواء في الجزائر أو ليبيا .وأشار لعمامرة في ندوة صحافية نشطها مع الوزير الأرجنتيني للعلاقات الخارجية والديانة، هيكتور ماركوس تيمرمان، إلى أن القرارات الخاصة بتحضير الحوار بين الفرقاء الليبيين تستدعي بناء توافق ليبي-ليبي حولها، ولا يمكن لأي طرف خارجي أن يأتي بالحلول في غياب الليبيين أو باستثنائهم. وأضاف لعمامرة في رده عن سؤال حول تحضيرات الحوار الليبي-الليبي والدور الذي ستلعبه الجزائر، أن طبيعة الأوضاع في ليبيا وتعقيد الأمور بها تتطلب هذا البناء المثابر للتوافق، حتى يستند الحوار عند انطلاقه إلى أسس مشتركة ومبادئ وأهداف مقبولة من طرف الجميع، وقال في هذا الصدد، «بما أن دور الجزائر يكمن في تسهيل الحوار والتوصل إلى أراء متقاربة، فلا بد لنا أن نستمع إلى الفرقاء الليبيين ثم نقرّب بين وجهات النظر المطروحة، ليتم انطلاق الحوار في الجزائر أو ليبيا»، مؤكدا أنه في حال تمكن الليبيين من تنظيم الحوار على أرض ليبيا فسيكون هو الأفضل .من جهة أخرى، نوّه لعمامرة بكون الخطاب الدبلوماسي الدولي الحالي المتعلق بحل الأزمة الليبية، أصبح يركز على الحوار والمصالحة الوطنية وعلى تعزيز المؤسسات الليبية، معتبرا هذا بمثابة خطوة حاسمة على الطريق الصحيح. وحول احتمال وجود خلافات بين الجزائر ومصر فيما يخص حل الأزمة الليبية، أكد الوزير أن هناك تشاورا وتنسيقا ووجهات نظر بين البلدين وليس خلافات بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، مضيفا أن البلدين مدعوان لأداء دور أساسي فيما يتعلق بتسهيل ودعم وتشجيع الأطراف الليبية على الحوار والخروج من هذه الأزمة، مذكرا بأن التوجيه الإستراتيجي لرئيسي البلدين لدبلوماسيتهما هو العمل سويا على كل الجبهات العربية والإفريقية وغيرها من المحاور الاستراتيجية، كما ذكّر بأن مجموعة بلدان الجوار التي أنشئت في ماي الماضي بالجزائر، على هامش المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز، كلفت الجزائر بتنسيق اللجنة الأمنية والعسكرية لبلدان الجوار، في حين كلفت مصر بتنسيق اللجنة السياسية، مؤكدا أن هذه المهام تتطلب تنسيقا مستمر بين البلدين، وأضاف أنه الوضع في ليبيا يصعب فيه الفصل بين الشؤون العسكرية والأمنية والشؤون السياسية، وأن الحوار يتطلب مشاركة مسلحين ومسؤولين عسكريين، كما يتطلب مشاركة شخصيات سياسية مرموقة ومعروفة على اختلاف مشاربها، كما ألح على تنسيق مستمر مع الأشقاء في مصر.