اتصلت "النهار"، أول أمس، بعدد من المعتقلين الجزائريين في أحد السجون العراقية بإقليم كردستان العراق في الناحية الشمالية، حيث أكدوا على المعاناة الكبيرة التي يقاسيها الجزائريون هناك مع في كل يوم يقبعونه فيه خلف أسوار هذا المعتقل الحربي منذ أزيد من 4 سنوات، دون أن يتصلوا بأهاليهم وذويهم في الجزائر * المعتقل الأول الذي تحدثت إليه "النهار" هو جلال باديس الذي غادر بيته وسنه لم يتجاوز 22 سنة، من أجل الدراسة في جامعة كفتارو بسوريا، وهو اليوم يبلغ 26 سنة، لم يصدق نفسه وهو يتحدث إلى جريدة جزائرية بعد أن فقد رفقة غيره من الجزائريين المعتقلين في كردستان، الأمل في السؤال عنهم، حيث أوضح هذا الأخير أنه يقبع في هذا المعتقل منذ أزيد من 3 سنوات، بعد أن تم القبض عليه في الحدود العراقية السورية من طرف الأمن السوري، وتحديدا خلال صائفة سنة 2005، قبل أن يتم تسليمه إلى جنود "المارينز" بالقوات الأمريكية، التي حاولت إرغامهم على الإعتراف بكونهم مقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ليتم بعد ذلك تسليمهم إلى السلطات العراقية التي برأتهم من تهم الإرهاب، وأصدرت في حقهم أحكاما قضائية بعد التأكد من حقيقة عدم وجود صلة لهم بالجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث أدانتهم بأحكام الحبس لمدة أقصاها 3 سنوات، تحت طائلة الأحكام التي تخص تهم الدخول إلى أراضي الجمهورية العراقية دون الحيازة على رخصة تسمح بذلك. * جلال باديس أكد أن عدد الجزائريين المتواجدين معه في العنبر، في إشارة إلى قاعة السجن، بلغ حوالي 15 جزائريا يتوزعون كالتالي: 4 من العاصمة وضواحيها مثل الحراش، حسين داي، الرغاية وباب الوادي، معتقل واحد من ولاية الشلف وخمسة آخرون من ولاية المسيلة، ينحدرون من مسيف وعين الحجل، بالإضافة إلى معتقلين من ولاية برج بوعريريج * * الحاج أحمد وابد.. رحلة من وادي سلي بالشلف إلى كردستان * ناشد عدد من المعتقلين الجزائريين في سجن سوسة الحربي بكردستان العراق، الذين تحدثت إليهم "النهار" السلطات الجزائرية بالتدخل السريع وترحيلهم إلى الأراضي الجزائرية، حيث قال الحاج أحمد وابد، وهو أحد الجزائريين المنسيين في المعتقل، من منطقة وادي سلي بالشلف، أنه حي يرزق رغم أن أخباره انقطعت عن أفراد عائلته منذ أزيد من 3 سنوات، وأضاف أحمد وابد البالغ من العمر 35 سنة، أن أفراد عائلته ظنوا أنه قُتل سنة 2005. * واغتنم محدثنا الفرصة من خلال صفحات "النهار" التي تنفرد بكشف تفاصيل المعتقلين الجزائريين في سجون كردستان العراق والحديث إليهم، ليطالب بتدخل كل جزائري غيور على دماء الجزائريين وكرامتهم وإنقاذهم من الدوس والإهانة. وقد بدا واضحا التأثر الكبير للمعتقلين الجزائريين وهم يتحدثون إلينا، من خلال نبرات البكاء الهستيري لدى حديثهم عن الجزائر وشوقهم إلى رؤية أهاليهم، الذين حرموا منهم لمدة فاقت الأربع سنوات ، كما هو الحال لبعضهم، خاصة وأن حديثنا عليهم تزامن مع عيد الأضحى المبارك.