أكد مستشار الأمن القومي الوطني في العراق موفق الربيعي وجود معتقلين جزائريين في السجون العراقية، وقال بأن حكومته تحاول معالجة هذا الملف العالق، من خلال فتح قنوات توثيق استخباراتي مع الجانب الجزائري من أجل إنهاء معاناة العشرات من الشباب الجزائريين الذين تم اعتقالهم في الحدود العراقية السورية من قبل القوات الامريكية. * * وأوضح المصدر ذاته في تصريح له نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد، بأن السجون العراقية تحصي ما بين أسوارها العشرات من الشباب العرب الذين ينتمون على وجه الخصوص إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وكذا مصر واليمن وليبيا وتونس والمغرب إلى جانب الجزائر، مؤكدا المعلومة التي كانت "الشروق اليومي" قد نشرتها، حينما أثارت لأول مرة ملف المساجين الجزائريين في العراق، من خلال رسالة قاموا بتسريبها من السجن الذي يقيمون به إلى رابطة حقوق الإنسان. * ولم يعط المسؤول العراقي تفاصيل أخرى حول وضعية هؤلاء المساجين أو التهم الموجهة إليهم، مكتفيا بالتلميح إلى رغبة بلاده في طي هذا الملف نهائيا، من خلال إيجاد طرق للتعاون مع البلدان العربية المعنية بهؤلاء المعتقلين من ضمنها الجزائر. * علما بأن السجناء الجزائريين المتواجدين بسجن سوسة الحربي بكردستان العراق، شنوا مؤخرا إضرابا عن الطعام إلى جانب السجناء العرب، من أجل إيصال صوتهم إلى مسؤولي حكوماتهم، وكذا إلى المنظمات الحقوقية، وهم يصرون على أن قدومهم إلى العراق لم يكن أبدا من أجل الانضمام إلى المقاومة، بل بغرض الدراسة، ذلك أن جلهم قصدوا سوريا خلال سنوات التسعينات لإتمام دراستهم العليا. * ويجهل لحد الآن العدد الحقيقي للمعتقلين الجزائريين المتواجدين في السجون العراقية، وكذا المراكز الموزعين عبرها، وهو ما تسعى رابطة حقوق الإنسان التي يرأسها بوجمعة غشير الوصول إليه، وهي ترى بأنه ينبغي الفصل ما بين معنى الإرهاب والمقاومة قبل إلقاء التهمة على هؤلاء. * كما تطرق موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي إلى قضية جد شائكة سبق وأن أثارها الوزير الأول العراقي نوري المالكي، وهي الهجرة العكسية للإرهابيين، التي بدأت حسبه من بلاده باتجاه أوروبا وشمال إفريقيا، ومجلس التعاون الخليجي، وعلى حد تعبيره فإن "الحفلة انتهت في العراق"، لذلك فهم يسعون للانتشار في دول عربية أخرى ماتزال الأوضاع الأمنية بها غير مستقرة.