تواصلت، للأسبوع الثالث على التوالي، المسيرات والاحتجاجات ببلدية العين الصفراء، للمطالبة بترقية المدينة إلى مصاف ولاية منتدبة خلال سنة 2015 وليس سنة 2016، حيث كانت التنسيقية المنصّبة من قبل ساكني وأعيان المدينة، قد دعت المحتجين إلى ضرورة التزام التعقل وعدم السماح للانتهازيين بشق صفوفهم والتشويش على المسيرة وأهدافها والتي لا تخرج عن المطالبة بترقية المدينة إلى ولاية منتدبة وإرجاع الحق المهضوم منذ سنة 1984. هذا وقد حمل المحتجون مناشدة صريحة لرئيس الجمهورية يناشدونه فيها الموافقة على مطلبهم، على الأقل تكريما للتاريخ النضالي لهذه المنطقة والتي قدّمت الكثير للثورة التحريرية الكبرى، وقد تعهدوا بأنهم لن يتوقفوا عن تنظيم هذه المسيرات إلا بتعهدات مكتوبة من القاضي الأول في البلاد. وقد باتت ترقية مدينة العين الصفراء إلى مصاف ولاية هاجسا يؤرق السكان بالجهة الجنوبية لولاية النعامة، حيث لا يخرج الحديث هذه الأيام بين الأهالي إلا عن الولاية المنتظرة والتي منحوها ترقيم 54 وهذا أملا في تجسد الحلم المنشود للنهوض بالمنطقة ككل من العزلة والفقر على الرغم مما تكتنزه المنطقة من مقومات ثقافية، اقتصادية وسياحية إلى جانب موقعها الاستراتيجي كبوابة للصحراء، حيث تبعد عن الولايات المجاورة لها سعيدة بشار البيض بنفس القدر من المسافة 250 كلم، حيث أضحت تتجدد آليا وعشية كل سبت الاحتجاجات بمدينة العين الصفراء بسبب المطالبة بترقية دائرتهم إلى ولاية منتدبة، حيث يتجمع سكان الدائرة أمام مقر منظمة المجاهدين رافعين شعارات المطالبة بترقية دائرتهم لولاية منتدبة على اعتبار أن المطلب «حق مكتسب بالتقادم» لا يمكن التنازل عنه أو النقاش فيه مطلقا -حسب جموع الغاضبين- وقد استعملوا عدة وسائل ودعائم إعلامية يسعون من خلالها إلى إيصال مطلبهم إلى أعلى هرم في السلطة. وقد شارك في الاحتجاجات الثلاثة العديد من الفاعلين في المدنية على غرار جمعيات الأحياء والأعيان ونواب في البرلمان إلى جانب منتخبين من عديد البلديات الواقعة جنوبا، كما طالبوا رئيس الجمهورية بالاستجابة وتلبية مطالب ساكني عين الصفراء المجاهدة وضمها إلى صفوف الولايات الجديدة، وأكد مئات المواطنين الذين حضروا مسيرة السبت الثالثة والمتجددة بشكل دوري بأنهم لن يتراجعوا عن تنظيم المسيرات حتى تستجيب الوصاية لمطلبهم وتعلن في الإعلام العمومي عن ترقية عين الصفراء إلى ولاية منتدبة مضيفين بأن المدينة تحتوي على كافة الامتيازات والخصائص التي تؤهلها لأن تكون قطبا فاعلا في التنمية الوطنية، ومن ضمن هذه المؤهلات نجد الكثافة السكانية التي تفوق 60 ألف نسمة والموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية والفلاحية والموارد المائية إلى جانب المواقع السياحية التي تزخر بها المنطقة على غرار الصخور المنقوشة والقصور العتيقة والمنابع الحموية ومواقع بقايا الديناصورات المنقرضة إلى جانب أنها تمتلك إرثا تاريخيا كبيرا كونها قلعة الثوار ومهد الثورة الشعبية للقائد الفذ الشيخ بوعمامة، يضاف إلى ذلك غنى المنطقة بالمعادن غير المستغلة والبنية التحتية والتي تعجل في تطور ونماء الولاية الجديدة عكس بلدية النعامة -حسب المحتجين- والتي تم ترقيتها كولاية وتعداد سكانها آنذاك لا يتعدى 1890 ساكن فقط، وقد استهلكت الملايير لبناء مؤسسات الدولة ومساكن المواطنين ومازالت عبارة عن قرية كبيرة تفتقد لخصائص الولاية. هذا ويرى السيد سليمان السعداوي برلماني، أن الترقية إلى مصاف ولاية هو في الحقيقة تكفير عن ذنب سابق ارتكبته السلطات العمومية في حق المدينة المجاهدة لعين الصفراء كونها منطقة حدودية فإننا نعتبر المشروع سيادي ويعزز هيبة الدولة واهتمامها بالمناطق الحدودية، كما أن المدينة ذات موقع استراتيجي تتوسط ثلاثة ولايات بشار وسعيدة والبيض ولها إمكانيات كبيرة في مختلف الميادين، مياه جوفية هائلة إلى جانب سد حجاج قد تعطي دفعة غير مسبوقة لإنجاح الزراعات المسقية كالقمح والذرة ناهيك عن معادن غير مستغلة بمناطق ورڤلة والعين الصفراء وجنين منها الآجر، الحديد، الزجاج إلى جانب الرخام ناهيك عن ثروة حيوانية لا تقل عن مليون رأس.