تحرّكت أمان واستيقظت مبررات الكثير من المواطنين والسياسيين والإداريين، على مستوى عدة دوائر، مع عودة الحديث عن التقسيم الإداري الجديد... الذي تضمنه آخر اجتماع لمجلس الوزراء، وقد حاولت "الشروق" في هذا الملف، الوقوف عند "رغبة" وتشخيص سكان عدد من "الولايات" التي لم ترسّم، وظلت مطلبا جوهريا لدى قاطنيها ممن يؤكدون أن دوائرهم الحالية هي مشاريع لولايات مستحقة ومشروعة مقارنة بولايات أخرى، مع الإشارة إلى أننا لن نستطع إحصاء كل الدوائر التي تطمح وتستحق صفة "الولاية" عبر كل مناطق الوطن. عين وسارة ومسعد.. حلم قديم قد يتحقق؟ يتطلع سكان بلديتي عين وسارة ومسعد بولاية الجلفة إلى ترقيتهما إلى مصاف الولايات، في ظل عزم السلطات المركزية على إعادة التقسيم الإداري، حيث شكل هذا الانشغال مطلب السكان خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات، وذلك بتأكيد مواطني بلدية عين وسارة على ضرورة ترقيتها إلى ولاية، فيما يرى سكان بلدية مسعد الواقعة جنوب الولاية أنها من البلديات التي يفترض أن تدرج ضمن التقسيم الإداري بفعل المساحة الشاسعة من جهة، وكثرة البلديات الجنوبية التي يمكن أن تكون تابعة لها مستقبلا من جهة أخرى. ويصل التعداد السكاني لدوائر عين وسارة، سيدي لعجال، البيرين، حد الصحاري إلى حوالي 300 ألف نسمة، وهو الرقم الذي تسعى بلدية عين وسارة للاستثمار فيه للحصول على مركز متقدم ضمن التقسيم الإداري المرتقب.
قايس وششار.. أنا أو لا أحد في خنشلة يصر سكان العديد من الدوائر على أن عاصمة الولاية في بؤس، ولا يمكن للبائس أن يساعد البقية، وسيجد المشرفون على التقسيم الإداري الجديد صعوبة في التعامل مع مدينتي قايس التي تبعد عن خنشلة ب 27 كلم، أو ششار التي تبعد جنوبا عن عاصمة الولاية ب56 كلم، لأن كلتيهما تريد التحول إلى ولاية، بل إن الحل هو رفعهما إلى مقام ولاية منتدبة، أو ولاية قائمة بذاتها أو حرمانهما معا، لأن اختيار واحدة دون الأخرى هو لعب بالنار، الأصداء الواردة من المنطقة تقول إن الدولة ستمنح لقب ولاية منتدبة للاثنتين، ولكن قايس ستتحول إلى ولاية منتدبة تابعة لولاية باتنة، يبقى السؤال هل يتحكم الشعب في هذا التقسيم على طريقة ما يطلبه المستمعون، أم سيكون منظما كما يحصل في كل دول العالم حسب الجغرافيا وعدد السكان والتاريخ والإمكانيات المادية؟
ولايات حدودية في بئر العاتر لا حديث هذه الأيام في مدينة بئر العاتر الحدودية التي تبعد عن تبسة ب90 كيلومتر والتي تمتلك ثروات باطنية وكثافة سكانية قوية، إلا عن لقب الولاية، وكان البرلماني جميعي قد وعد أهل المدينة بترقية ولائية، وهو نفس الوعد الذي يعيش عليه سكان الشريعة في نفس الولاية، يدعمهم في ذلك ابن المنطقة الوزير السابق أبو جرة سلطاني، كما تلقى سكان الونزة وعودا من السيناتر خالد بوجابر يريدون تحقيقها في التقسيم المفترض قريبا.
بريكة في انتظار حلم عمره 30 سنة يعيش سكان دائرة بريكة 90 كلم جنوب غرب باتنة على الأعصاب بسبب مشروع التقسيم الإداري الجديد الذي لطالما إنتظروه للارتقاء لمصف ولاية. المشروع الحلم الذي راود سكانها منذ 30 سنة تقريبا، فبدأ منذ الشاذلي مرورا ببوضياف ثم زروال وأخيرا بوتفليقة دون أن يتجسد في العهدات الثلاث رغم أن الوعاء الإنتخابي للمنطقة منحه أكثر من 80 بالمائة من الأصوات خلال انتخابات العهدة الرابعة. وقد ظلت بريكة تستفيد من مشاريع في شتى المجالات لتعدادها السكاني الكبير، لكن المشروع الحقيقي هو ترقيتها إلى ولاية حتى تتحصل على مشاريع تأهيلية كبرى، ولا حديث لمواطنيها هذه الأيام سوى في أن تكون بريكة ولاية كما يرددون لا مجرد دائرة إنتخابية أو وعاء مصوتين. كما يطمح سكان آريس ومروانة ونڤاوس منذ وقت طويل للارتقاء إلى مصاف الولايات.
عين البيضاءوالعلمة.. الحق يعود لأصحابه سكان العلمة مقتنعون أكثر من أي وقت مضى بأنهم سيستقلون عن ولاية سطيف، مدينة تحولت إلى قطب تجاري وطني، لا ترى أي سبب لأن يسقط إسم مدينتهم التي تكافح من أجل إنجاز المدينة التجارية الكبرى، والمشكلة هي أن البلدية التي تجاورها وهي تاجنانت ترفض أن تنتقل من ميلة إلى ولاية جديدة هي العلمة هي أيضا تبحث عن لقب ولاية، لأنها ترى نفسها الأقدم في عالم التجارة بفضل سوقها الأسبوعي الذي أخذ أبعادا دولية، وتجد ميلة نفسها في ورطة بسبب عدد كبير من البلديات التي تطالب بالاستقلال أو بالتحول إلى ولايات أخرى مثل شلغوم العيد والڤرارم ڤوڤة والتلاغمة وتاجنانت، وكانت ميلة قد ترقت إلى ولاية في عهد ابن المدينة عبد الحميد براهيمي.
فرحة بفرندة وخيبة أمل في سوڤر وقصر الشلالة خلف الإعلان عن ترقية دائرة فرندة إلى ولاية رد فعل إيجابي لدى السكان المعنيين، وخيبة أمل لدى مواطني سوڤر وقصر الشلالة الذين يعانون أكثر من غيرهم ظروف العزلة والبعد عن عاصمة الولاية. فرغم أن فرندة تبعد عن عاصمة الولاية ب50 كلم، ويقطنها 105 ألف نسمة، أغلبهم بعاصمة الدائرة وبها نسيج صناعي متواضع، إلا أنها اختيرت ولاية ناشئة، وقد يكون ذلك لاعتبارات تاريخية فهي حاضنة ابن خلدون وجاك بارك، ولها مآثر مجيدة خلال الثورة التحريرية، كما كانت من أولى البلديات المختلطة في العهد الاستعماري بعد إنشائها سنة 1957 بقانون لاكوست.
تڤرت.. السكان يترقبون تعتبر مدينة تڤرت، إحدى المدن المرشحة للارتقاء إلى ولاية في التقسيم الإداري الجديد، وهي تابعة حاليا لولاية ورڤلة وتبعد عنها بحوالي 160 كلم، توجد 4 بلديات رئيسية تابعة لدائرة تڤرت وهي بلدية تڤرت، النزلة، الزاوية، تبسبست، وكذا مناطق أخرى تابعة لمنطقة تڤرت الكبرى، الممتدة تاريخيا من بلدية عمر جنوبا، إلى مدينة المغير شمالا، أو ما كان يعرف بولاية وادي ريغ، ثاني ولايات الجنوب بعد الساورة في الحقبة الاستعمارية. منطقة تڤرت منطقة صناعية، نظرا للعدد الكبير للمصانع المتواجدة على ترابها خصوصا في المنطقة الصناعية، كما تمتلك مؤهلات كبيرة كخط السكة الحديدية، وتملك مطارا بمنطقة سيد مهدي ومقومات مطار دولي، إضافة لعدة هياكل قاعدية وبنية تحتية كبيرة بتعداد سكاني بلغ 149 ألف نسمة، من جهتهم السكان يطمحون إلى تحقيق حلم الولاية، نظرا لما يمكن أن يقدموه للمدينة من تطوير كبير على مستوى البنية التحتية، وتقريب الإدارة وفك الضغط عن الولاية الأم ورڤلة.
تيميمون.. لؤلؤة سياحية في طريق الولاية دائرة تيميمون أيقونة السياحة الصحراوية في الجنوبالجزائري، تقع على بعد 220 كلم عن ولاية أدرار، يحدّها من الشمال دائرة تينركوك وولاية البيّض، ويحدها من الجنوب دائرة أوقروت، من الشرق دائرة المنيعة ولاية غرداية ومن الغرب دائرة كرزاز ولاية بشار، تحوي بين دفتيها بلديتين هما: تيميمون وأولاد سعيد وينضوي تحتها أكثر من خمسين تجمّعا سكانيا تسمى بالقصور، منها تاورسيت الواجدة بدريان والكاف، تحوي حوالي 33060 نسمة (إحصاء 2008)، في مساحة قدّرت ب9936كم 2، وقد بنيت وسط مدينة تيميمون في الفترة الكولونية الممتدة من 1900م، فيما تعود التجمعات السكانية إلى قرون خلت تعاقبت عليها العديد من الحضارات.
الأبيض سيدي الشيخ.. مازالت تنتظر تجددت أحلام أولاد سيدي الشيخ بترقية دائرتهم بعد نصف قرن من الانتظار بمصاف الولايات الجديدة، وبعد عزلة خانقة جعلت عاصمة الثورات تعيش خارج عتبة التاريخ وأبطالها هم من صنعوا التاريخ الثوري بمنطقة الجنوب الغربي ككل، ومن مفارقات التقسيم الإداري السابق، أن مدينة الأبيض سيد الشيخ أو القرمامي، كانت مصنفة ومنذ الحقبة الاستعمارية أي منذ 1948، كدائرة إدارية وبفضل صيت وسمعة شيخ الطريقة الشيخية عبد القادر بن محمد وتظاهرة الركب، أصبحت مزارا دينياً وسياحياً، فضلاً على كونها بوابة تربط بين ولايات الشمال والجنوب، خصوصاً بعد تدشين الطريق العملاق الرابط بين بلدية البنود ودائرة تيرنكوك زاوية الدباغ من جهة واكتشاف ثروة هائلة من مادة الإسمنت عجلت بمباشرة مجمع جيكا أعمال حفر وتنقيب، على أن تنطلق أعمال إنجاز المصنع مطلع سنة 2015، لتتحول هذه المؤشرات إلى جدوى حقيقية من شأنها إعادة التوازن بين عدد من البلديات التابعة لدائرة الأبيض سيد الشيخ والمقدرة ب4 بلديات كون أن بعضها يبعد عن مقر الولاية بأكثر من 180 كلم.
جبل العمور.. مشروع قديم لم يتجسد أصبح حلم ترقية آفلو عاصمة جبل العمور إلى مصاف الولايات، حديث العام والخاص في هاته المدينة التي تعتبر من أقدم مدن الجزائر وأكثرها تجذرا في التاريخ، حيث عثر فيها على جمجمة الإنسان "المشتي أفلي" الذي يعتبر من أقدم سكان "الأرض"، إذ استمدت تسميتها منه، هذا فضلا عن النقوش الصخرية المنتشرة بالمنطقة والتي تؤكد على قدم المدينة التي حولها المستعمر إلى سجن ومنفى للجزائريين المعارضين لفرنسا ولعل أبرزهم الشيخ الإبراهيمي، وقد شكلت جبالها أكبر شوكة في حلق الاستعمار، بعدما تحولت لقاعدة خلفية للمجاهدين، خاصة المنطقة الخامسة لناحية وهران، ومن بين أبرز معاركها "معركة الشوابير" التي قتل فيها أكثر من ألف جندي فرنسي، أما عن خصائصها الجغرافية فهي ثاني بلدية بالولاية بتعداد سكاني يقارب 105 آلاف ساكن وبمساحة تقارب 30 ألف هكتار.
عين الصفراء..ولاية بأثر رجعي أصبح حديث المقاهي والجلسات والمنازل، ترقية عين الصفراء إلى ولاية، وحجتهم في ذلك استرداد حق ضاع منذ 30 سنة، بعد أن نالت عين الصفراء ولاية رقم 45 بعد عين الدفلى وعين تموشنت، واليوم وبعد حديث بوتفليقة عن التقسيم الإداري الجديد يطمح كل سكان البلدية إلى ترقية دائرتهم إلى ولاية منتدبة، كونها تبعد عن مقر الولاية النعامة ب 70 كلم وتقع جنوبها، لها حدود تصل إلى 160 كلم مع المغرب وحدود شرقية مع ولاية البيض وجنوبية مع بشار وقريبا أخرى مع ولاية أدرار، بالتماس مع بلدية البنود من ولاية البيض، تضاف إلى ذلك كل المؤهلات التي تناولتها وسائل الإعلام مؤخرا الاقتصادية والاجتماعية البلدية الأكبر الأخرى مشرية، لكنها تبعد على مقر الولاية بحوالي 25 كلم أما باقي الدوائر فهي صغيرة لا ترقى لأن تكون ولاية.
عين صالح..ولاية أم لا؟ يتطلع سكان دائرة عين صالح، ببلديتها الثلاث اينغر وفقارة الزوى وعين صالح إلى تحقيق حلم تجاوز عمره نصف قرن، وذلك بترقية أقدم دائرة على مستوى الوطن إلى مصاف ولاية، بعد عزم الحكومة تقسيم إداري جديد، وذلك بتعيين ولايات جديدة تتوفر فيها الشروط...سكان عين صالح وفي كل الأماكن لا يخلو حديثهم إلا عن ترقية عاصمة الماء والغاز إلى ولاية جديدة، خاصة في ظل المتاعب في استخراج الوثائق، نظرا لبعد الدائرة عن مقر الولاية بحوالي 700 كم، علما أن عدد سكان منطقة تديكلت تجاوز 60 ألف نسمة، وتتوفر على أكبر احتاطي عالمي في الغاز الطبيعي، وثروة هائلة من المياه الباطنية وأغلبية الإطارات على مستوى المصالح الإدارية بعاصمة الولاية هم من أبناء عين صالح.
المنيعة.. مدينة الغاز والحمضيات ضمن القائمة تعد دائرة المنيعة الواقعة 270 كلم عن عاصمة الولاية غرداية من المناطق المرجح أن ترتقي إلى مرتبة ولاية، وتعتبر هذه الأخيرة همزة وصل بين الشمال والجنوب وهي من أكبر المدن الصحراوية التي تحتوي على احتياطي من المياه الجوفية العذبة، حيث يشهد لها عبر التاريخ أنها كانت حاضرة العديد من القبائل العربية والأمازيغية، وشارك سكانها في طرد الاستعمار الفرنسي من مقاومة أولاد سيدي الشيخ إلى الشيخ عابدين بن سيدي محمد الكنتي بين سنتي إلى مأثر جيش التحرير وتقديمها لعدد كبير من أبنائها ضمن قوافل الشهداء، أدرجت المنيعة كدائرة إدارية في يوم واحد مع وهران وبقيت تابعة إلى ولايتي ورڤلة ثم الأغواط حتى التقسيم الإداري سنة 1984 أين أصبحت تابعة إلى عاصمة ميزاب، ويقطن المنيعة 50 ألف نسمة بمعدل نمو 3.62 وتضم مركب الخشيبة المصنف ضمن أكبر المواقع المنتجة للغاز الطبيعي في الجنوب، كما تتوفر على مساحة 49.000 كيلومتر مربع من الأراضي الفلاحية.