قرر المكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، رسميا، إقصاء الحكمين محمد لمين رزقين وشكري بيشيران من سلك التحكيم مدى الحياة، بعد تقرير لجنة الانضباط التابعة للفاف، والتي تورطهما في قضية طلب رشوة تقدر ب600 مليون من مسؤول في فريق نصر حسين داي لتسهيل مهمة الفريق في الفوز على شباب قسنطينة ضمن الرابطة المحترفة الأولى قبل أيام،قام المكتب الفدرالي بإرسال إنذار أخير شديد اللهجة لرئيس فرع كرة القدم في نادي نصر حسين داي كمال سعودي قبل إقصائه مدى الحياة، لرفضه التقدم بشكوى رسمية ضد الحكمين أمام وكيل الجمهورية، رغم امتلاك «الفاف» للدلائل الصوتية ضد الحكام في القضية، حيث أكدت مصادر مطلعة ل«النهار» أن وكيل الجمهورية طلب تأسس نادي نصر حسين داي كطرف في القضية على اعتبار مسؤوليه هم من كشفوا عملية الرشوة وهم من قدموا الدلائل في القضية رفقة رئيس لجنة الحكام خليل حموم، وهو ما دفع «الفاف» إلى الاتصال بكمال سعودي لتقديم شهادته ضد الحكام وأيضا ليقدم الشكوى بصفة رسمية لوكيل الجمهورية، غير أن سعودي غاب عن الاجتماع الذي كان مقررا الإثنين الماضي دون تبريرات وأغلق هاتفه النقال، وهو ما جعل «الفاف» تعرض قضية لجنة الانضباط أمام المكتب الفدرالي الذي قرر إقصاء الحكمين مدى الحياة وهدد بإقصاء سعودي مدى الحياة في حال رفضه الحضور لاجتماع لجنة الانضباط يوم الإثنين 27 أفريل، وفي حال تواصل رفضه تقديم الشكوى لوكيل الجمهورية. هذا وقامت لجنة الانضباط بالاستماع إلى التسجيلات الصوتية التي قدمها مسؤولو نادي نصر حسين داي ورئيس لجنة الحكام خليل حموم، كما استمعت إلى الحكام وكل الأطراف في القضية باستثناء رئيس فرع كرة القدم في نادي نصر حسين داي كمال سعودي، كما قررت إبقاء ملف قضية نصر حسين داي وشباب قسنطينة مفتوحا إلى إشعار آخر، فيما أكدت مصادرنا أن رئيس «الفاف» محمد روراوة في قمة الغضب بسبب قضية الحكام وقد توعد خلال أشغال المكتب الفدرالي بتشديد الرقابة على المباريات وإصدار عقوبات قاسية ضد كل من يثبت تورطه في قضايا تمس بمباريات كرة القدم في كل الأقسام والمستويات خاصة المحترف الأول والثاني. تجدر الإشارة إلى أن «النهار» كانت سباقة لنشر خبر تورط الحكم رزقان في مباراة النصرية و«السياسي» ونشرت كل حيثيات الواقعة، علما أن الفخ الذي نصبه حموم وسعودي للحكمين كان بعد وصول أخبار إليهما حول تلقيهما وعودا بمبلغ 300 مليون سنتيم من أحد الأندية التي تصارع للبقاء من أجل التسبب في هزيمة نصر حسين داي وإسقاطه إلى القسم الثاني. هذا ويواصل الحكم رزقان ورئيس لجنة الحكام خليل حموم إغلاق هاتفيهما لتفادي الحديث عن القضية.