في الوقت الذي دعا فيه علماء الأمة الإسلامية و رجال الدين المعروفين في العالم عناصر تنظيم القاعدة لتوجيه سلاحهم إلى الأعداء و الصهاينة حاولت إمارة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من خلال خرجة إعلامية يائسة . استمالة للرأي العام ببيان أسماه الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود "حول أحداث غزة الأخيرة"،حاول من خلاله و توجيه الأنظار عن عجز عناصره عن تنفيذ عمليات و كذا التستر بما يحدث من مجازر في الأرضي الفلسطينية على أعمال الجماعات الإرهابية في الجزائر. و تعرض بيان درودكال إلى المجازر الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بنوع من إثارة العواطف ، لإعطاء الانطباع لمتصفحي البيان أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يهتم بما يحدث من مأساة في فلسطين لكن في الواقع ليس هناك أي شكل للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هذا التصرف من أبو مصعب عبد الودود درودكال طرح العديد من الأسئلة بسبب امتناعه عن التنسيق مع "القاعدة" الأم في نشر البيانات الصوتية أو المرئية في هذا الظرف بذات،حيث تم تسجيل بيانا لأبو مصعب عبد الودود منذ الأيام الأولى للاجتياح الإسرائيلي لغزة في حين قدم أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الأم أول أمس فقط بيانا صوتيا ،و هو ما أرجعه مراقبون إلى الخلاف غير المعلن بين فرع المغرب و أيمن الظواهري بسبب ما ورد من معلومات كانت "النهار" قد أشارت إليها من قبل حول التوصية التي قدمها أيمن الظواهري في عزل أبو مصعب عبد الودود من إمارة فرع القاعدة و تعيين أحد قدامى الجيا المقاتلين في أفغانستان. هذا واعتبر مراقبون أن الطلاق بين فرع المغرب و القاعدة الأم مسألة وقت بسبب السخط على شرعية بعض العمليات التي استهدفت المدنيين في الجزائر بإسم "القاعدة" تحت غطاء الشرعية الدينية ، و هو ما يجعل فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ينتمي بصورة الشكلية فقط لقاعدة بن لادن، رغم إعلان هذه الأخيرة انضمام الجماعة السلفية للدعوة و القتال لها منذ سنوات. وحاول كلا البيانين التملص من إلزام فتاوى علماء المسلمين لعناصر القاعدة من الكف عن تقتيل الأبرياء في البلاد العربية و الإسلامية، وذلك عن طريق تحويل أنظار المتتبعين من أراضي البلاد العربية إلى الأراضي المحتلة في فلسطين .