اعتبر الدكتور رشوان ضياء خبير في شؤون الجماعات الإسلامية أن هناك "تجنيد ذاتي لصالح تنظيم القاعدة في الجزائر" مشيرا إلى أن تنظيم "القاعدة" الأم تحت إمارة أسامة بن لادن لم يرسل مؤخرا مندوبين عنه إلى الجزائر لتفعيل النشاط المسلح و أن ما يقوم به تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" النشطة في الجزائر طموح لأن تكون تنظيما مغاربيا وإقليميا تحت راية "القاعدة" لكنه شدد في تحليله لتطورات الوضع الأمني مؤخرا في الجزائر على "أننا نعيش حالة جزائرية وليس تنظيما إقليميا " بمعنى أن الاعتداءات التي تم تنفيذها مؤخرا و تميزت خاصة بالعمليات الانتحارية باستعمال سيارات مفخخة هي من تنفيذ تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال و ليس تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مؤكدا أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليست في الواقع إلا الجماعة السلفية للدعوة و القتال في الجزائر. وأضاف الدكتور رشوان ضياء المتخصص المصري في شؤون الإرهاب و التنظيمات المسلحة خلال تدخله سهرة أول أمس في حصة خصصتها القناة القطرية "الجزيرة" حول تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، لماذا الجزائر؟ أن تصعيد ما يعرف بالفرع المغاربي لتنظيم "القاعدة" يعود إلى تراجع نشاط فروع "القاعدة"في العالم حيث سجل تراجع نشاط فرع جزيرة العرب و تواجه "القاعدة في بلاد الرافدين" في العراق مشاكل حتى قبل مصرع أميرها أبو مصعب الزرقاوي و لا يختلف الوضع في أفغانستان في ظل استمرار المواجهات مع حركة "طالبان" و لذلك كانت قيادة "القاعدة" تراهن على المغرب العربي خاصة الجزائر لموقعها الاستراتيحي و شساعة حدودها إضافة إلى ما وصفه "الحالة الجزائرية " التي عرفت منذ عشريات نشاط تنظيمات مسلحة أبرزها الجماعة الإسلامية المسلحة التي انشقت و أنشئت الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيرت اسمها إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " وتسعى قيادتها إلى أن تكون تنظيما إقليميا في المنطقة من خلال استغلال هذه الأوضاع و حالة الفروع الأخرى لتنظيم "القاعدة" كما أشار الدكتور رشوان إضافة إلى التميز الجغرافي للجزائر ،فإنها أيضا أكثر البؤر اشتعالا في المنطقة. وذهب سعيد الأكحل باحث في الجماعات المسلحة في نفس السياق عندما أشار إلى أن الجماعات المسلحة في الجزائر متكونة مقارنة بما وصفه "التنظيمات الفتية" في تونس أو المغرب لكنه لم يؤكد وجود صلة بين الجماعة المسلحة النشطة في المغرب و الجزائر و تحدث فقط عن علاقتها بتنظيم "القاعدة" الأم مستندا إلى "التعويضات" التي تكون قد تلقتها عائلات الإنتحاريين في المملكة المغربية الذين نفذوا إعتداءات الدارالبيضاء بالقول " أنها تلقت تعازي مادية من تنظيم القاعدة " ليصل إلى أنه مؤشر على وجود صلة بين الخلية المغربية و تنظيم أسامة بن لادن . وأشار على صعيد آخر إلى دور البيئة السياسية و الاقتصادية و الدينية في توظيف نشطين في الجماعات المسلحة في المغرب العربي "حددت القاعدة أهدافها في إسقاط الأنظمة و تطهير المغرب الإسلامي و فيها دغدغة للعواطف " مضيفا أن القاعدة حاولت مخاطبة الشباب اليائيسن و الناقمين على الأنظمة ويعانون من ظروف اجتماعية صعبة. نائلة.ب