الشرطة منعت مواطنين من الإدلاء بشهاداتهم حول الاعتداء تعرض مراسل قناة «النهار» ببشار لاعتداء جسدي واستعمال القوة المفرطة من قبل عناصر فرقة البحث والتحري المعروفة باسم «BRI»، حيث خلف الاعتداء تخريب كاميرا القناة، رغم أن الميكروفون الذي كان يحمله المراسل كان يحمل شعار القناة.ووقع الاعتداء، عشية أمس الإثنين، أثناء تسجيل مع أحد المواطنين بساحة الجمهورية بوسط مدينة بشار، حيث اقتاد عناصر الشرطة مراسل «النهار» بالقوة نحو مقر أمن ولاية بشار، وسط ذهول المواطنين الذين أبدوا استنكارا شديدا جراء تدخل عناصر «BRI» واستعمالهم للقوة المفرطة لأسباب ما تزال مجهولة.وكانت بداية الواقعة، عندما توجه مراسل قناة «النهار» إلى ساحة الجمهورية وسط مدينة بشار لإنجاز روبورتاج حول باعة الشاي والفول السوداني، وتهافت سكان مدينة بشار وزوارها كل مساء على هذه الساحة قصد الترفيه عن النفس، بعد قضاء يوم تتعدى فيه الحرارة 48 درجة، أين تقدم أحد عناصر الشرطة باتجاه المراسل وسأله «ماذا تصورون»، فرد عليه المراسل بالقول إنه بصدد إنجاز روبورتاج حول باعة الشاي، فأمره بالتوقف بحجة أن التصوير ممنوع، الأمر الذي أثار استغراب الزميل، وسأله إن كان القانون يمنع التصوير بساحة عمومية تعرف توافد المواطنين والزوار لأخذ صور تذكارية مع الإبل والأحصنة المتواجدة بها، فتوجه الشرطي باتجاه سيارته المركونة وسط الساحة بعدما قال إنه سيخبر مسؤوليه وسيحضر لنا نسخة من القانون الذي يمنع التصوير.إلى هنا ظلت الأمور عادية، واستمر المراسل في تسجيل آراء وانطباعات المواطنين، قبل أن تقوم سيارتان من نوع «تويوتا» تابعتين لفرقة «BRI» وباقتحام جموع المواطنين ودخلت وسط الساحة المخصصة للراجلين، وكأن الأمر يتعلق بعملية توقيف إرهابي أو مبحوث عنه من كبار المجرمين والبارونات، حينها تقدم عناصر الشرطة من المراسل من دون أن يمنحوه فرصة للحديث أو يطلبوا منه استظهار وثائقه المهنية وطلبوا منه الصعود إلى السيارة، قبل أن يلجأوا لاستعمال القوة المفرطة، وفي تلك الأثناء قام أحد عناصر الشرطة بضرب كاميرا التصوير بقوة، وأسقطها على الأرض ثم دهس على الأرجل الثلاثية التي تحمل الكاميرا، في محاولة لتخريبها، في حين قام آخر بمحاولة قطع خطوط التسجيل الصوتي، متفوّها بألفاظ جارحة أمام المواطنين الذين ذهلوا أمام منظر اقتياد صحافيين أحدهما في سن الستين، باستعمال القوة المفرطة.وبعد حوالي دقيقتين، طلب أحد عناصر فرقة الشرطة من مراسل «النهار» وزميله النزول من السيارة، فرفضا وأصرا على اقتيادهما نحو مقر أمن ولاية بشار لتقديم شكوى حول الاعتداء وتكسير عتاد قناة «النهار» من دون سبب، فرفض عناصر «BRI» واستمر الجدل وسط تجمهر عدد كبير من المواطنين، الأمر الذي خلف هلعا وخوفا لدى عناصر «BRI» التي كانت قد تلقت تعليمات عن طريق الراديو من قبل مسؤوليهم الذين طلبوا منهم الانسحاب والالتحاق بمقرهم فورا.وبعد إصرار مراسل «النهار» على الذهاب إلى مقر أمن الولاية بعد الاعتداء عليه وتحطيم عتاد القناة، حضر رئيس الأمن الولائي بالنيابة ورئيس مصلحة الشرطة القضائية ورئيس فرقة «BRI»، وتم سماع أقوال الزميل ومرافقه، كما تمت معاينة العتاد الذي تم تخريبه.وفي تطور للأحداث، علمت «النهار» أن عددا من المواطنين الذين كانوا متواجدين بساحة الجمهورية وقت وقوع الاعتداء تنقلوا، ليلة أول أمس، إلى مقر أمن ولاية بشار للإدلاء بشهاداتهم إلا أنهم منعوا من ذلك. كما تجدر الإشارة إلى أن قناة «النهار» بثت، قبل 3 أيام، تقريرا مصورا عن تحول النافورة الكائنة بوسط ساحة الجمهورية إلى مسبح للأطفال في غياب الرقابة.
موضوع : شرطة BRI تعتدي على مراسل قناة النهار وتخرب كاميرا التصوير في بشار 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0