مع الدخول المدرسي الجديد، أصبح العشرات من التلاميذ يحرمون من الدراسة، فيما لجأ البعض الآخر إلى الذهاب إلى المدن للدراسة في ظروف مزرية يتحمل أعباءها الأولياء والاختيار بين نقل أبنائهم من مناطق بعيدة أو تركهم لدى قريب في أقرب بلدية تتوفر على مدرسة . يحدث هذا بسبب بقاء العشرات من المدارس التي تم بناؤها على مستوى عدة مناطق ريفية بتيارت ككل من بلديات عين الحديد والرصفة وشحيمة والناظورة والفايجة، لتقريب خدماتها إلى أبناء الريف مجرد هياكل تحولت اليوم إلى أمكنة لتخزين التبن وزرائب لتربية الماشية، فيما أصبح بعضها الآخر يطاله التهميش والإهمال رغم أن الدولة أنفقت الملايير لتجسيد مثل هذه المشاريع وتوصيلها بكافة الشروط، غير أن ما يحدث اليوم في ظل غياب دور المصالح المعنية كمديرية التربية للولاية التي لم تحرك ساكنا في إيجاد حل لتسهيل تمدرس أبناء الريف الذين أصبحوا اليوم يتجهون إلى المدن والبلديات لتوفير مقاعد لأبنائهم من أجل الدراسة، مما رسم صور الاكتظاظ بالمؤسسات التربوية الذي لم تجد له هذه الأخيرة من حل سوى اللجوء إلى الابتدائيات بفتح ملحقات بها وهو ما رسم غضب أولياء التلاميذ حسب جولاتنا الميدانية في عديد البلديات، حيث رفضوا انتقال طلبة من الثانويات أو المتوسطات والدراسة جنبا إلى جنب مع تلاميذ الابتدائي، مطالبين بضرورة إيجاد حلول أكثر فعالية، مع الإشارة أن مشاريع كثيرة لإنجاز ثانويات جديدة كانت ستحل مشكل الاكتظاظ تعرضت للتأخير كمشاريع تجسيد بعضها ببلديات مدريسة وتوسنينة، كما لم تتم عمليات لترميم مدارس أبناء الريف، وهو المشكل الذي يطرح نفسه بحدة هذا الموسم لحله في أقرب الآجال وبعض مشاريع الثانويات والمتوسطات الجديدة لتحقيق خدمة لتلاميذ الولاية، خصوصا منهم القاطنين بالأرياف.
موضوع : مدارس تتحوّل إلى زرائب لتربية المواشي ومخازن للعلف في تيارت 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0