4 وزراء وزعوا المئات من الحافلات والمعاناة لم تنته “وهم” حافلات النقل المدرسي لا تزال الكثير من المؤسسات التربوية والبلديات عبر الوطن تفتقر إلى الوسائل المادية الكفيلة بتعليم التلميذ في أحسن الظروف، ومنها النقل المدرسي الذي هو ليس “بريستيجا” وإنما ضرورة ملحة في كثير من المناطق النائية، أين تحوّل “طلب العلم إلى جهاد يومي يبدأ على الخامسة صباحا، حيث أن الآلاف من التلاميذ يُضطّرون يوميا للاستيقاظ باكرا وقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام أو الاعتماد على “الأوتوستوب”، مما يجعلهم عرضة للخطر وربما الموت في طريقهم إلى المدرسة، ولهذا يفضّل تلاميذ آخرون توقيف مسارهم الدراسي نهائيا. رغم تأكيد وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت رمعون بعد تنصيبها على رأس الوِزارة، ضرورة مُحاربة التفرقة بين الولايات وخاصة من حيث الوسائل المادية والبشرية، إلا أن الكثير من المناطق لا تزال “خارج الزمن” حيث أن أبنائها لا يزالون يتنقلون لعشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام لكي يلتحقوا بمؤسساتهم، بالرغم من الأخطار التي تعترضهم على غرار الحادثة التي وقعت منذ الأسبوع الماضي لتلاميذ تنقلوا في شاحنة صهريج خاصة بنقل الوقود للالتحاق بمقر دراستهم والتي صدمت عائلات التلاميذ وجعلت الأولياء يُراجعون حساباتهم في إرسال أطفال لا يتعدى سنهم العاشرة بمفردهم إلى مدارس بعيدة. وفيما يتم تخصيص ميزانية للمصالح البلدية المسؤولة عن النقل المدرسي واقتناء حافلات لنقل التلاميذ في المناطق النائية من وإلى المؤسسات التربوية، غير أن الكثير من البلديات لا تزال تنعدم فيها أي وسيلة نقل، لا نقل خاص ولا حتى نقل مدرسي، وهو ما يطرح تساؤلات حول وجهة الميزانية التي تخصص لهذه المصالح المحلية، وفيما إذا كان النقل المدرسي من بين المشاريع التي تبرمجها؟ خاصة وأن وزارة الداخلية والجماعات المحلية ممثلة في أكثر من 1541 بلدية موزعة عبر التراب الوطني هي المسؤولة عن هذه الخدمة، إضافة إلى وزارة التضامن الوطني التي يفترض أن تساهم سنويا بعدد من الحافلات التي توزعها على البلديات الفقيرة. ورغم كل هذا، إلا أن خدمة نقل التلاميذ لم تسلم من الفضائح المتتابعة من استغلالها في أغراض أخرى غير النقل المدرسي إلى اقتناء حافلات غير صالحة وصولا إلى وفاة التلاميذ في الطرق السريعة على متن شاحنات الوقود. وعود بالجملة لم تغيّر الواقع المأساوي للنقل المدرسي الحديث عن ملف النقل المدرسي يجبرنا على التطرق لكل التصريحات التي أدلى بها المسؤولون السابقون والذين أكدوا في العديد من المرات أن “السلطة عازمة على القضاء نهائيا على مشكل النقل المدرسي” مثلما أشار إليه وزير التربية الأسبق بن بوزيد الذي أكد في إحدى خرجاته الميدانية، أن مشكل النقل المدرسي سيحل بصفة نهائية بحلول سنة 2007. مشيرا إلى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية “تكفلت بشراء 1500 حافلة...”، وبعدها صرح وزير التضامن الوطني الأسبق جمال ولد عباس، الذي “تفنّن” في توزيع حافلات التضامن على التلاميذ الفقراء، أن رئيس الجمهورية “كلّفه بملف النقل المدرسي وأنه سيقضي نهائيا على معاناة المتمدرسين، ليأتي بعده خليفته السعيد بركات ويؤكد في إحدى خرجاته بأن رئيس الجمهورية كلّفه بتحسين ظروف المتمدرسين عبر كافة ربوع الوطن، وذلك من خلال توفير كل الضروريات التي تسمح لهم بمزاولة الدراسة في ظروف جيدة، معتبرا أن وزارته ليست وزارة لقفة رمضان فقط أو وزارة للحافلات، بل هي تعمل على رفع معاناة المواطنين في شتى المجالات. مضيفا أن وزارة التضامن مستعدة لتمويل عمليات صيانة كاملة للمدارس المتواجدة في المناطق النائية الجبلية منها والصحراوية وتوفير المياه، التسخين والتبريد في كل المؤسسات الابتدائية، كما أن قطاع النقل المدرسي الذي استفاد في السابق من 4000 حافلة سيتدعم بأمر من الرئيس خلال الأسابيع القليلة القادمة (في نهاية 2010)، حيث ستستفيد كل بلديات الوطن دون استثناء على الأقل من حافلة واحدة. خليفته في الوزارة سعاد بن جاب الله هي الأخرى أكدت في إحدى خرجاتها التي تزامنت مع الدخول المدرسي لسنة 2013 أنه سيتم تدعيم النقل المدرسي بحوالي 680 حافلة جديدة بعد أن اتفقت وزارتها مع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية لاقتناء هذه الحافلات التي سيتم تسليمها “في فيفري أو مارس 2014”. وتأتي هذه العملية للمساهمة في تجديد حظيرة حافلات النقل المدرسي التابعة لوزارة التضامن الوطني التي كانت تضم أكثر من 4000 حافلة تم اقتناؤها منذ سنة 2000 لفائدة بلديات الوطن لاسيما المعزولة منها. برمجة توزيع 381 حافلة على تلاميذ المناطق النائية من جهته، أكد المستشار الإعلامي لوزارة التضامن الوطني والأسرة الهاشمي نوري ل”الخبر”، أن مصالح الوزارة التي لها دور المساعد والتي تقدّم الإعانة للبلديات التي تفتقر الوسائل الضرورية لمنحها للتلميذ لكي يدرس في أحسن الدروس، مفيدا بأن الاختيار يقع عادة على البلديات والمؤسسات التربوية الفقيرة والنائية. وذكر أن مصالحه وزعت 90 حافلة نقل من بين 381 أخرى مبرمجة، بعد اتفاقية مع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية للرويبة. وأضاف ذات المصدر أن العمل التنسيقي ينتظر أن يتواصل بين وزارة التضامن الوطني والأسرة وبين وزارة النقل والداخلية لتوسيع التضامن في هذا المجال والبحث عن صيغة أكثر ملاءمة لضمان النقل المدرسي لكل التلاميذ الذين يقطنون في المناطق النائية، خاصة في أوساط الفتيات، حيث أن الكثير من العائلات يفضلون عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة خوفا عليهم من الأخطار التي تعترضهم في الطريق. الاكتظاظ بالحواضر وقلة وسائل النقل بريف الشلف يعاني تلاميذ العديد من المناطق النائية ببلديات الشلف، من أزمة حادة في النقل المدرسي بسبب عجز السلطات في توفير حافلات لهذا الغرض والموجود منها أصيب بعضها بأعطاب كثيرة لم تقو ميزانية البلديات الفقيرة على تحملها. كما فشلت عملية تأجير حافلات الناقلين الخواص لنقل تلاميذ المناطق النائية باتجاه مدارسهم في ظل عزوف الناقلين خوفا من عدم تلقيهم لمستحقاتهم بفعل البيروقراطية وأطماع بعض المسؤولين. لم تصمد حافلات التضامن التي استفادت منها بعض البلديات طويلا بعد اهترائها وإصابتها بأعطاب، خاصة الحافلات الصينية التي اكتشفت بها عدة عيوب عند استعمالها، حيث فضّل بعض مسؤولي البلديات عدم المخاطرة باستعمالها في نقل التلاميذ بعد وقوع حوادث متكررة، لحسن الحظ لم تسجل إصابات، لكن الخوف على حياة الأطفال منع استعمالها. وعلى العكس، فإن الحافلات التي تنتجها المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية تعتبر أحسن حالا وأكثر مقاومة للظروف، خاصة مع اهتراء الطرقات بالمناطق النائية. ولم يحترم المسؤولون تعليمة تمنع استغلال حافلات النقل المدرسي في قضاء أغراض البلديات، حيث أصبحت وسيلة لنقل الموظفين وحتى رزم المطبوعات الإدارية والانتخابية باتجاه مقر الولاية أو الدائرة، كما يستعملها آخرون في نقل الفرق الرياضية لإجراء مقابلاتهم الكروية خارج مقر البلدية، فيما يحرم التلاميذ أبناء الريف من مواصلة مسارهم الدراسي في ظروف أحسن لانعدام وسائل النقل، حيث يضطرون المشي على الأقدام لمسافة طويلة. تجدر الإشارة إلى أن الاستعمال المفرط لهذه الحافلات ترتّب عنه ارتفاع في تكاليف الوقود والصيانة بعد إصابتها بالأعطاب، مما أنهك ميزانيات البلديات الفقيرة التي تنعدم لديها المداخيل المالية الكافية. الشلف:ع. دحماني غياب النقل وراء ارتفاع نسب التسرب المدرسي بأدرار تعاني العديد من بلديات ولاية أدرار، نقصا كبيرا في النقل المدرسي، مما ضاعف من معاناة تلاميذ الجهات النائية من الولاية على وجه الخصوص بالنظر إلى عزلة هذه المناطق، ويعيش تلاميذ الجهة الشمالية من الولاية وهي المناطق الأكثر تضررا من هذا المشكل وخاصة منطقة أوڤروت الواقعة على بعد 130 كلم شمال عاصمة الولاية أدرار ومنطقة دلدول التي تبعد هي الأخرى ب 145 كلم، حيث ذكر لنا الأولياء في احتجاجاتهم، أن أبنائهم يضطرون يوميا إلى قطع أكثر من14كلم مشيا على الأقدام. وتتضاعف معاناة التلاميذ خاصة في فصل الشتاء، مما يرغم الكثير من المتمدرسين على الانقطاع عن الدراسة وتجد في المقابل الفتيات أنفسهن في صراع مع أوليائهن، حيث يرفض الأولياء وسائل النقل المختلطة التي توفرها البلدية وهي لا تلبي حاجيات المتمدرسين بالنظر إلى عدم احترام أوقات الإقلاع من الفترة الصباحية والعودة خلال الفترة المسائية، وهي الوضعية التي انعكست سلبا على المتمدرسين الذين يتعرضون يوميا إلى الطرد من المدرسة بسبب التأخيرات المتكررة، وفي الوقت الذي يتحجج الكثير من رؤساء البلديات بتوفير النقل المدرسي يشتكون من الشاحنات المخصصة لنقل التلاميذ والتي لا تصلح حتى لنقل الحيوانات في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى وضعية الكثير من طرقات البلدية، حيث يبقى المشكل مطروحا، حيث يلجأ التلاميذ إلى أصحاب تويوتات باشي رغم مصاريف المكلفة بالنسبة للعائلات المعوزة، ناهيك عن الحوادث التي ذهب ضحيتها أطفال المدارس، كان آخرها حادث المرور الخطير الذي ذهب ضحيته أكثر من 19 تلميذ بالطريق الوطني رقم 06 الرابط بين أدرار وزاوية كنته بسبب انقلاب سيارة هيلكس كان على متنها 32 تلميذا. وقال رئيس جمعية أولياء التلاميذ في تصريح ل«الخبر”، إن مشكل النقل المدرسي بالمناطق النائية يطرح منذ أكثر من عشر سنوات والمسؤولية تقع على الجماعات المحلية وخاصة البلديات. ويتسبب هذا المشكل حسب المتحدث في تأخر الدخول المدرسي وحرمان أكثر من 4500 تلميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة إلى حد الآن بسبب مشكل النقل المدرسي وخاصة الفتيات خوفا عليهن من الاعتداء، كما أدى غياب النقل إلى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي بمناطق الجنوب نسبة 50 بالمائة السنة الماضية خاصة وسط الفتيات. ويناشد أولياء التلاميذ الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير النقل المدرسي لأبنائهم المهددين، على حد قولهم، بمغادرة مقاعد الدراسة إذا استمر الوضع على ما هو عليه خاصة بمنطقة أوڤروت. أدرار: م. طواهرية تلاميذ يغادرون بيوتهم قبل الفجر بغليزان تعاني بلدية حدّ الشكالة بولاية غليزان، من نقص كبير في حافلات النقل المدرسي، حيث يضطر الأولياء إلى بذل جهود مضاعفة لإيصال التلاميذ إلى مدارسهم وإكمالياتهم، سيما المتمدرسين في ثانوية بلدية عين طارق، ويتخوف الأولياء والعديد من المنتخبين من إمكانية توقف بعض حافلات النقل المدرسي عن العمل باعتبار أنها قديمة. وكشف العديد من أولياء التلاميذ في اتصال لهم ب”الخبر”، أن مئات التلاميذ المتمدرسين بثانوية عين طارق يجابهون معاناة كبيرة في الوصول إلى مقاعد الدراسة في الوقت المحدد صباحا، حيث ينهضون مع الساعات الأولى لصباح كل يوم لانتظار حافلات النقل المدرسي، أين يتم نقلهم على دفعتين. وتنطبق المعاناة على تلاميذ المجمعات السكانية الكبرى، بوغيدن والواردية، بالإضافة إلى التلاميذ القاطنين بالبلدية مركز. وبرأي محدثينا، فإن المعاناة ستتفاقم خلال فصل الشتاء، حيث تنخفض دراجات الحرارة بحكم الخصوصية الجغرافية للمنطقة التي تقع بقلب الونشريس. وبالمقابل، أكد مصدر من بلدية حدّ الشكالة بأن حظيرة النقل المدرسي تتوفر على 5 حافلات قديمة، موزعة على المجمعات الكبرى، بلدية مركز حافلتين وبوغيدن حافلتين للنقل المدرسي وحافلة واحدة لمجمع البواردية، حيث يتم نقل 450 تلميذ منهم أكثر من 350 تلميذ يدرسون بثانوية عين طارق، ويرى بأن تدعيم الحظيرة أصبح أكثر من ضرورة. غليزان: ل. جلول اتحاد أولياء التلاميذ يطالب بفتح المجال للخواص تلاميذ يدفعون حياتهم ثمن غياب النقل المدرسي وصف الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، ملف النقل المدرسي ب”العويص” كونه لا يزال يؤثر سلبا على التحصيل المدرسي، بعد أن أصبح سببا في توقّف عدد مهمّ من الفتيات بالمناطق النائية عن الدراسة لبعد المسافة بين المنزل والمدرسة، مطالبا بضرورة إدماج النقل المدرسي في آليات التشغيل بتخصيص حافلات خاصة لنقل التلاميذ. مشكلة النقل المدرسي، حسب رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، لم تعد تقتصر على المناطق النائية والريفية فحسب بعد أن سجلوا حسب تصريحاته ل«الخبر” نقص في وسائل النقل بالمدن الكبرى، أين يستلم الاتحاد يضيف أحمد خالد سنويا آلاف الشكاوى من مختلف الولايات بالنقص الفادح لوسائل النقل، ليواجه التلاميذ بذلك مشقة في التنقل إلى مواقع المدارس التي يزاولون فيها دراستهم، تكلّفهم الاستيقاظ باكرا للوصول إلى المؤسسات التربوية في الموعد، فتجدهم يصابون بالإرهاق، مما يتسبّب في تراجع نتائجهم لاحقا، كما تزداد معاناة هؤلاء، يضيف المتحدث خلال فصل الشتاء الذي لم يعد يفصلنا عنه الكثير، أين تحول العوامل المناخية دون التحاق التلاميذ بالمدارس بسبب نقص النقل، مما يؤدي إلى ضياع الدروس. وضعية قال عنها ممثل الأولياء أنها كانت سببا في توقف الكثير من التلاميذ عن الدراسة، وخاصة الفتيات، وهنا يمكن التركيز حسبه على المناطق الريفية التي لا يزال الأهل فيها يرفضون تنقل بناتهم إلى أماكن بعيدة تفتقد لوسائل النقل، مما يعرّض الفتيات إلى الخطر كونهم يغادرون المنازل في وقت مبكر ويعودون إليها في ساعات متأخرة من المساء، في الوقت الذي تتعرض فيه فتيات أخريات للتحرش عند استعمالهن النقل العمومي للوصول إلى المدارس، وهنا أعاب أحمد خالد تسجيل هذا المشكل ونحن في 2014، أين يفترض أنه لم يعد هناك مشكل للنقل، إلا أنهم يستلمون يوميا تقارير عن تلاميذ يمتطون الحمير والبغال للوصول إلى مدارسهم معلقا على ذلك “هذه كارثة للدولة الجزائرية”. وعن مقترحاتهم كاتحاد، قال ذات المسؤول أنه عندما كان جمال ولد عباس على رأس وزارة التضامن لم يكن المشكل مطروحا بحدة، أين كانت الوزارة تخصص عددا من الحافلات سنويا للنقل المدرسي، إلا أن عددهم تراجع بعدها وفي مختلف اللقاءات التي كانت تجمعهم بالوزارة كانوا يطرحون بدائل لذلك، وهو ما قدّموه في اللقاء الذي جمعهم بوزيرة التربية بن غبريط، أين طالبوا بمنح رخص للشباب في إطار آليات التشغيل، بتخصيص حافلات للنقل المدرسي، ولتجسيده ينبغي التنسيق بين الوزارات الثلاث وهي التربية والتضامن والداخلية بسبب العدد المهم للتلاميذ الذين يحتاجون هذه الوسائل وكذا النقص في المؤسسات التربوية التي لا يزال التلميذ فيها يضطر للتنقل مسافات طويلة للوصول إلى المؤسسة التربوية المسجل بها. الجزائر: رشيدة دبوب حافلات غير كافية لتغطية العجز في البيض والنعامة ما يزال النقل المدرسي بولاية البيض تتعقبه الكثير من المتاعب والصعوبات رغم استفادة القطاع من أزيد من 80 حافلة للنقل المدرسي، إلا أن ذلك لم يخفّف من العجز الحاصل على مستوى العديد من البلديات البالغ عددها 22 بلدية. يتحدث الكثير من الأولياء والتلاميذ عن المشاق ومظاهر الغبن التي يكابدونها للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، سيما بالمناطق النائية، مما أرغم بعضهم على الاستنجاد بالسيارات الخاصة،وأحيانا “الأتوستوب” للوصول إلى مقاعد الدراسة. وقد أوعزت مصادرنا هذا العجز إلى شساعة الولاية التي تزيد مساحتها عن السبعين ألف كيلومتر تتوزع فوقها 22 بلدية، نسبة كبيرة من سكانها بدو رحل مشتتين بالمساحات الرعوية والمناطق الريفية والقرى النائية التي تصعب فيها ظروف العيش . وتزداد الوضعية سوء في فصل الشتاء، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتسوء الأحوال الجوية، وكلها عوامل تضاعف معاناة التلاميذ في هذه المناطق سيما ببلديات الجهة الجنوبية من الولاية، على غرار بريزينة والكراكدة، حيث لا يزيد عدد الحافلات المتوفرة عن الاثنتين أو الثلاثة في أحسن الأحوال. وذكر بعض الأولياء في بلدية بوقطب، أن تمركز المتوسطات بالجهة الشرقية من البلدية سبّب متاعب للتلاميذ الذين يقطنون في أحياء محطة القطار، ملتقى الطرق هواري بومدين، وهو نفس الواقع الذي يعانيه أطفال قرية سيدي الحاج بحوص وباقي أطفال المناطق النائية والبدو الرحل المقيمين في عدة جهات بتراب البلدية، على غرار الفافيل، واد الغنم، وبضروس، في ظل وجود حافلتين فقط لا تغطيان العدد الكبير من التلاميذ المحتاجين إلى النقل، ولمواجهة هذا العجز تضطر هاتان الحافلتان إلى العمل بداية من الساعة السادسة لنقل وتقسيم المتمدرسين إلى دفعتين، وهي الوضعية التي تؤثر سلبا على التحصيل التربوي، في انتظار وصول حافلات جديدة تحدّث عنها أحد المنتخبين في هذه البلدية. أما في ولاية النعامة، فلا يكاد الوضع يختلف كثيرا عن ولاية البيض إلا من حيث عدد البلديات الذي لا يتجاوز 12 بلدية، وصل بها عدد المستفيدين من النقل المدرسي إلى أكثر من ألفي تلميذ، نسبة كبيرة منهم يقطنون القرى والمناطق النائية سبقت لهم الاستفادة من عشرين حافلة في إطار التضامن المدرسي سنة 2010 تضاف إلى الحافلات المتواجدة على مستوى كل بلدية. ورغم الضغط والمتاعب التي ما تزال تتعقب النقل المدرسي في بعض الجهات، إلا أن أحد مسؤولي قطاع التربية أكد أن القضية من صلاحيات البلديات. مضيفا أن المرافق التربوية الجديدة التي يستفيد منها القطاع في بداية كل دخول مدرسي خاصة الداخليات، امتصت الكثير من المشاكل وسهّلت تمدرس أبناء هذه المناطق وخفّفت الضغط على الحافلات. النعامة: ق. خريص الاستنجاد بالخواص لم يحل المشكل في سطيف أثّر امتداد ولاية سطيف على مساحة شاسعة تضم 60 بلدية، على عمليات نقل التلاميذ من وإلى المؤسسات التربوية، خاصة وأن الولاية بها أكبر منظومة تربوية على المستوى الوطني. ورغم فتح مجال النقل المدرسي على قطاع الخواص، إلا أن الكثير من المناطق النائية تظل في حاجة ماسة إلى تعزيز حظيرة الحافلات، حيث أكدت مصالح بلدية سطيف على أن عمليات إطلاق الاستشارات الخاصة باستغلال خطوط النقل المدرسي لا تزال متواصلة، في حين لا تزال عقود الناقلين ممتدة إلى غاية أكتوبر القادم تاريخ انتهاء السنة المالية، على أن تبدأ العملية الجديدة مطلع نوفمبر. من جهة أخرى، فإن مئات التلاميذ بقرية أولاد بوعرورة التابعة لبلدية ماوكلان شمال ولاية سطيف، تعاني من انعدام النقل المدرسي، حيث يضطرون للتنقل مشيا على الأقدام لمسافات طويلة قصد بلوغ المؤسسات التربوية، زيادة على أن قرية أولاد مهنة التابعة لبلدية بئر العرش، والتي تعدّ من أكبر قرى البلدية وتضم خمس مشاتي وهي الزواير، أولاد رابح، القعابضة، الكبابة والعبايد بتعداد سكاني يقدّر ب4000 نسمة، زيادة على المناطق الحدودية المحاذية لولاية باتنة، حيث تعاني مشاتي بيضاء برج هي الأخرى من نقص النقل المدرسي. سطيف: عبد الرزاق ضيفي أولياء التلاميذ يطالبون بالنقل المدرسي في عين تيموشنت طالب أولياء تلاميذ من مزرعة فارسي محمد التابعة لبلدية شعبة اللحم والقريبة من عاصمة الولاية عين تموشنت، بتوفير وسيلة لنقل أبنائهم وإرجاعهم إلى البيت في أوقات مبكرة، كونهم يرجعون إلى البيت في الساعة السادسة مساء متعبين. تصوروا ذلك كما يقول أحد الأولياء في فصل الشتاء، خاصة تلاميذ السنوات الأولى من الطور الابتدائي الذين يضطر الأولياء إلى إعادتهم في منتصف النهار إلى البيت أو إبقائهم داخل المؤسسات الابتدائية بحي مولاي مصطفى خلال تلك الفترة، حفاظا على سلامتهم. وتحدّث منتخب بالمجلس الشعبي الولائي لعين تموشنت عن المشكل الذي يواجهه تلاميذ الثانوية الجديدة لغار البارود ببني صاف، حيث يجدون مشاكل كبيرة لإيجاد وسيلة نقل، مما يفرض عليهم التنقل باكرا إلى حي الصقلة للبحث عن النقل. ويقول بعض الأولياء، أن هناك بلديات تتوفر على عدة وسائل للنقل المدرسي متمثلة في حافلات، غير أنها تستعمل القليل منها، مطالبين السلطات المحلية بوضع برنامج لنقل تلاميذ المناطق النائية الذين يقطنون بالمزارع والقرى المعزولة. عين تموشنت: ب. العرجة كثرة الحافلات لا تعني توفر النقل المدرسي بمعسكر يواجه المئات من التلاميذ بولاية معسكر، جملة من المشاكل، أبرزها سوء استغلال حظيرة النقل المدرسي الولائية التي تتوفر على فائض من الحافلات ب 4 حافلات على الأقل محتفظ بها كحظيرة احتياطية يستنجد بها عند الضرورة. فرغم توفر حظيرة النقل المدرسي بولاية معسكر على عدد كاف من الحافلات، إلا أن غياب خطة محكمة لتوزيعها على البلديات كل حسب احتياجاتها، فإن التوزيع تم خلال السنوات الأخيرة بطريقة غير مدروسة أدت إلى حصول بعض البلديات على أكثر من حاجتها باعتراف بعض رؤساء البلديات، إلى درجة أن بعضها يبقى مركون في الحظائر أو يستغل لأغراض أخرى، في وقت تعاني بلديات أخرى من عجز في هذه الخدمة لتلامذتها لا سيما تلاميذ الدواوير والقرى. وأكد بعض رؤساء المدن أو الحواضر الكبرى في هذا الشأن، مثل بلديتي سيڤ ومعسكر حاجتهم الماسة إلى مثل هذه الحافلات نظرا لتوفر بلدياتهم على عدد أكبر من الدواوير والمداشر، مما يعيق تغطية احتياجات التلاميذ المتمدرسين. من جهة أخرى، يعاني التلاميذ المستفيدون من النقل المدرسي تبعات التوزيع شبه العشوائي وغير المدروس للحافلات، كالاكتظاظ داخل الحافلة والتي تنقل حمولة فوق طاقتها، فضلا عن إجبارهم انتظارها في الصباح الباكر لتمكين الحافلة من القيام بعدة رحلات لنقل التلاميذ نحو مدارس أخرى. هذا فضلا عن أن الكثير من البلديات محدودة الدخل تشكو من نقص عدد السائقين المؤهلين لأداء هذه المهمة، زيادة على الطريقة التي يتعامل بها هؤلاء السواق مع التلاميذ، كالإفراط في السرعة وما ينجرّ عنه من أعطاب وغياب الصيانة. كما اشتكى البعض من تكاليف تسيير هذه الحافلات خاصة في حالات الأعطاب، حيث تحدّثت السلطات الولائية في هذا الشأن عن وجود 9 حافلات متوقفة. معسكر: ب. نورالدين عجز ب50 حافلة والانفراج ليس قريبا بتسمسيلت تعاني الكثير من المناطق الريفية في ولاية تيسمسيلت من مشكل النقل المدرسي، حيث يسجل قطاع التربية عجزا ب50 حافلة، في وقت تتوفر فيه الحظيرة على 115 حافلة تضمن النقل الدائم ل8510 تلميذ. ولم تجد شكاوى سكان بعض القرى والبلديات النائية من غياب النقل المدرسي نفعا أمام هذا العجز، وعلى سبيل المثال لا الحصر رفع سكان بلدية بوقائد رسالة إلى كافة المسؤولين باسم المنسق الولائي لجمعية أولياء التلاميذ محمد سعدات، يطالبون فيها بضرورة توفير النقل المدرسي لسكان الريف على غرار البواطيط، الهطايل، سيدي عمار، بني جمعة، عين عنتر والكروش. والمشكل ذاته تعاني منه قرى ودواوير بلديات بني لحسن، الأربعاء، بني شعيب، الملعب، المعاصم وغيرها. وخلال الزيارات الميدانية التي قادت والي الولاية لكل البلديات خلال الموسم الدراسي الماضي، أثار العديد من المنتخبين مشكل غياب أو نقص النقل المدرسي في بلدياتهم، خاصة وأن ولاية تيسمسيلت ذات طابع جبلي ومعظم بلدياتها ال22 تقع وسط تضاريس جبلية وعرة تشكل عائقا كبيرا لتنقل التلاميذ خاصة في الطور الابتدائي. وتتعقد هذه الوضعية أكثر خلال فصل الشتاء. ومن جهة أخرى ،كشف مدير النشاط الاجتماعي أن الولاية ستستفيد من 15 حافلة جديدة للنقل المدرسي، لكن ذلك لن يحل الأزمة التي تعاني منها المنطقة. تيسمسيلت: م. دندان تلاميذ غير معنيين بمشكل النقل المدرسي أبناء الوجهاء تنقلهم سيارات الأجرة ومركبات خاصة في الوقت الذي تحوّلت مرافقة التلاميذ إلى المدارس وإعادتهم إلى منازلهم إلى مشكل يؤرق الأولياء المقيمين في المناطق الريفية، حيث أن منهم من يتنقل على ظهور الدواب أو فوق الجرارات وشاحنات نقل المواشي، فإن فئة جديدة من التلاميذ ظهرت في الحواضر الكبرى والصغرى، تتمثل في تسخير الأولياء الميسورين لسيارات الأجرة لنقل أبنائهم إلى المدارس، في حين يخصص أولياء أغنياء سيارات بالسائق لأبنائهم. وقد وجد أصحاب سيارات الأجرة و”المستثمرون” الذين أسسوا شركات كراء السيارات في هذه الظاهرة الجديدة مصدرا جديدا للدخل وحافزا للنهوض الباكر بالنسبة لأصحاب سيارات الأجرة، الذين يتكفلون بنقل طفل أو مجموعة من الأطفال إلى مدارسهم، ثم إعادتهم إلى بيوت أهاليهم في المساء، مقابل راتب شهري قار يمنحه الوليّ الذي قد يكون يعمل خارج الولاية التي يقيم فيها أو لا يملك الوقت لتوصيل أبنائه بسيارته. وانتشرت هذه الظاهرة الجديدة في السنوات الأخيرة بعد الزيادات في الرواتب التي استفاد منها إطارات الإدارة العمومية وغيرهم من الموظفين السامين في العديد من أجهزة الدولة، والذين يفضلون عدم اصطحاب عائلاتهم إلى مقرات عملهم البعيدة عن مدنهم. ويمكن أن يلاحظ الناس هذه الظاهرة خاصة أمام المدارس الخاصة أو المؤسسات التربوية العمومية “المخصصة لأبناء الأعيان”، من ابتدائيات، إكماليات وثانويات، حيث تتشكل اختناقات مرورية كبيرة قبيل الساعة الثامنة صباحا بدقائق عندما تشرع سيارات الأجرة والسيارات الفاخرة في تفريغ أبناء الأعيان والوجهاء. نفس الظاهرة تتكرر منتصف النهار وعند نهاية الدراسة عندما تصطف المركبات الفاخرة وسيارات الأجرة لإعادة هؤلاء التلاميذ المحظوظين إلى بيوت أوليائهم. وهران: ل. بوربيع