عاد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إلى التطاول مجددا على الجزائر بدعوته إلى مراجعة وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجزائر، خاصة ما تعلق باتفاقية إعلان وقف إطلاق النار «إيفيان 19 مارس 1962»، معتبرا أنه قد مر على سنة 1962 وقت طويل، في محاولة يائسة منه لاستمالة الشارع الفرنسي قبيل الرئاسيات . وقال ساركوزي المحسوب على اليمين المتطرف في فرنسا، إنه من بين أولوياته إذا عاد إلى قصر الإيليزي إلغاء اتفاقيات إيفيان الموقعة بين الجزائروفرنسا، معللا موقفه بأنه قد مر وقت طويل منذ 1962، حسبما نقلته عنه صحيفة «لوبوان» الفرنسية. وعاد المهاجر المجري لاستفزاز الجزائريين مجددا، من خلال التهكم على رموز السيادة الوطنية والحديث عن البلاد كأنها ولاية ومقاطعة فرنسية، وذلك خلال اجتماع «حفل تشوسيول 100» الذي يقام كل سنة على شرف أهم 100 رجل أعمال شباب، لا تتعدى أعمارهم 40 سنة. ولكسب ود ودعم أهم هذه القيادات المالية والعملية في فرنسا، اختار ساركوزي موضوع الجزائر لكسب تعاطف هؤلاء، واعدا بتغيير الكثير من الأمور في حال عودته لكرسي الحكم، مع إعادة النظر في العلاقات والاتفاقيات بين البلدين بما يخدم فرنسا سياسيا واقتصاديا. وأضاف ساركوزي أنه سيعالج عديد القضايا التي يراها غير مناسبة في علاقة الجزائر ببلده، مؤكدا بذلك كرهه الدفين للجزائر، حيث أشارت الجريدة حول هذه النقطة إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق لا يزال يرى أن مستعمراتهم الإفريقية السابقة يجب أن تبقى تابعة لهم، والظاهر أن ساركوزي يحمل في نفسه مرض المهاجرين المجريين الذين نمت معهم عقدة وكراهية لكل من كانت له علاقة بالدولة العثمانية، التي كبدت جيوشهم في وقت ماضي خسائر فادحة تمكن على إثرها سليمان القانوني من دخول أراضي المجر التي كانت تعتبر حامية أوروبا في ذلك الوقت. ولم يقف رئيس فرنسا الأسبق عند هذا الحد، بل طالت سهام التطاول لديه حتى الدين الإسلامي تاريخا وحضارة، وتأتي تصريحات ساركوزي بعد حوالي شهرين من تصريحات مستفزة عندما توجه إلى تونس وخاطب التونسيين خلال مؤتمر صحفي قائلا إنه من سوء حظهم تقاسمهم للحدود مع الجزائر. وكانت اتفاقيات إيفيان قد وقّعت عليها الجزائروفرنسا عشية الثامن عشر من شهر مارس عام 1962، حيث أعلن المتفاوضون الجزائريون والفرنسيون عن توصلهم لاتفاق يتم بموجبه وقف إطلاق النار في 19مارس 1962، وتنظيم استفتاء لتقرير المصير قرّر فيه الشعب الجزائري بأغلبية مطلقة إعلان استقلاله، غير أن المتعارف عليه هو أن بنود اتفاقيات إيفيان تضمنت معاهدات اقتصادية وثقافية سارية لمدة 20 سنة، وأخرى عسكرية مثل استغلال قاعدة المرسى الكبير لمدة 15 سنة، ومناطق في الجنوب الغربي مثل قواعد التفجيرات النووية في عين إيكر ورڤان لمدة 5 سنوات.
موضوع : ساركوزي يدعو لمراجعة اتفاقيات إيفيان 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0