أماط كتاب فرنسي جديد اللثام عن خفايا موقف الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، من اتفاقيات إيفيان، بعد خمسة عقود من التوقيع على المعاهدات التي أثمرت باستقلال الجزائر، حيث كشف الكتاب عن أن ساركوزي كان ينوي الطعن في الاتفاقيات خلال الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الرئاسيات الفرنسية عام 2012. اختار الصحافيان الفرنسيان في جريدة ”لوموند”، أريان شومان وفانيسا شنايدر، الذكرى ال53 للتوقيع على اتفاقيات ”إيفيان” بين الجزائر وفرنسا، لتفجير قنبلة من العيار الثقيل، في كتاب يحمل عنوان ”العبقري السيئ”، يصدر اليوم الخميس، حيث أبرز أن ساركوزي كان سيقترح بالفعل شجب اتفاقيات إيفيان، خلال الحملة الانتخابية في 2012، مستندا إلى فكرة تقدم بها مستشاره اليميني، باتريك بواسو، وقد وعد ساركوزي بالحديث عن القضية خلال حصة تلفزيونية على قناة ”فرانس 2” في 26 أفريل 2012. وتابع الصحفيان بالتساؤل: ”من يستطيع أن يتصور أن في عام 2012، نيكولا ساركوزي كان يسير في اتجاه اقتراح للتنديد اتفاقيات إيفيان؟”، مشيران إلى أن الرئيس الفرنسي السابق تراجع في آخر لحظة عن طرح الفكرة رغم ما كانت ستجلبه له من مؤيدين، خصوصا من جانب اليمينيين. وردت أمس أوساط سياسية مقربة من ساركوزي، على فحوى الكتاب، بنفي ما جاء فيه بالقول أن الأمر ربما حدث فيه خلط مع الاتفاقية الفرنسية الجزائرية حول الهجرة، الموقعة بين البلدين في 27 ديسمبر 1968. وتزامن طرح الكتاب في الأسواق مع احتفال الجزائر بعيد النصر المصادف لتاريخ 19 مارس 1962، الذي تم خلاله وقف إطلاق النار، استجابة لاتفاقيات إيفيان وإجراء استفتاء شعبي عام، صوّت خلاله الشعب الجزائر بالأغلبية الساحقة على الاستقلال. ولازالت قضية بنود اتفاقيات إيفيان، في شقها السياسي، خصوصا تثير لغطا إعلاميا، إذ تطرقت بعض الكتابات والتحاليل إلى وجود بنود سرية في اتفاقيات إيفيان، رسمت استقلال الجزائر، واعتبر مؤرخون أن الاتفاقيات ”ملغاة” ابتداء من الخامس جويلية 2012، بعد مرور 50 سنة.