المدير العام ورئيس مجلس الإدارة: «ليس من صلاحياتنا التبليغ عن التجاوزات ! التحريات كشفت إبرام صفقات مشبوهة وحصول المتهمين على امتيازات غير مستحقة ناقشت محكمة الحراش، مساء أول أمس الخميس وإلى ساعة متأخرة، ملف الفضيحة التي طالت التعاضدية العامة للحماية المدنية ودققت القاضي في استجواب المتهمين في اختلاس أموال أعوان الحماية على مدار 4 سنوات بتواطؤ 6 إطارات في التعاضدية منهم حاليين وآخرين سابقين، على رأسهم المتهم الموقوف المدعو «و.ع» رئيس مصلحة المحاسبة بالتعاضدية والباقين تحت الرقابة القاضائية وهم «ن.ن» ملازم أول بسلك الحماية المدنية ومدير التعاضدية العامة سابقا و«س.ز» رئيس مجلس الإدارة سابقا و«ت.ت» طبيب ورئيس المركز الطبي و«ر.ع» مدير التعاضدية العامة لأعوان الحماية المدنية و«ع.ع» متقاعد من سلك الحماية المدنية ومدير التعاضدية سابقا، والمتهمين المتابعين باختلاس أموال عمومية وعدم الإبلاغ عن جريمة بموجب قانون الوقاية من الفساد ومكافحته.كشفت تحقيقات جرت بين 2008 و2009 وجود تجاوزات تم فيها اختلاس أموال عمومية من قيم تعويضات الأدوية الخاصة بأعوان الحماية المدنية على مستوى التراب الوطني، باقتطاع نسبة 20 ٪ من نسبة التعويض لمدة عامين، واستصدار صكين بنكيين يتم تحويل أحدهما للمندوب الولائي لتسليمه إلى المعني للصرف والآخر يستحوذ عليه «و.ع» رئيس المحاسبة لحسابه الخاص، وكذا إبرام صفقات اقتناء الأدوية مع شركة وحيدة بدون اللجوء إلى المناقصات رغم أن سعر الأدوية مرتفع واستفادة المشتبه فيهم من امتيازات غير مستحقة من خلال الحصول على منح الإطعام والتنقل والمكالمات الهاتفية ومنح لأوامر بمهمة خارج العاصمة من دون التنقل وتضخيمها والمسددة من صندوق التعاضدية، وتخصيص مناصب غير متفق عليها من أجل رفع الراتب لمعارفهم وأهاليهم، وعلمهم بأمر التجاوزات من دون التبليغ عنها ودفع من صندوق التعاضدية أتعاب محام للدفاع عن أحد المتهمين في قضية شخصية، بلغت 80 مليون سنتيم، وجمع تبرعات كهدية لأحد المتهمين لتوقيعه على اتفاقية عمل جماعية، وكذا إهمال عتاد طبي تم شراؤه بأسعار مرتفعة وتركه عرضة للصدأ بعدة مراكز بولايات الطارف وخنشلة وقسنطينة وبشار واشتباه بيع مصنع للخشب بولاية تلمسان سنة 2005 بمليار ونصف مليار سنتيم بدون اتباع الإجراءات القانونية، وهي التجاوزات التي حققت فيها مصالح أمن ولاية الجزائر. استهلت، أول أمس، هيئة الدفاع المحاكمة بدفوعات شكلية تقضي لتقادم الدعوى العمومية، وكذا متابعة المتهمين بموجب المادة 41 التي تخص الأموال الخاصة عوض العمومية، وأشار أحد المحامين إلى أن الخبرة انطلقت من سنة 2006 وهو تاريخ لم يصدر فيه قانون مكافحة الفساد وضرورة المحاكمة بموجب القانون القديم. وقد اعترف المتهم «و.ع» رئيس مصلحة المحاسبة باختلاسه أموال أعوان الحماية المدنية على مدار أربع سنوات، وقال إنه كان يقوم باستنساخ صكين لدى دفع تعويضات الأعوان واحد باسم المندوب الولائي الذي يسلمه له وآخر باسمه الشخصي يوقعهما شخصيا ثم يسلمهما للمدير العام من أجل توقيعهما، وأنه كان يقتطع جزءا فقط من قيمة التعويضات حتى لا ينكشف أمره، وقال المتهم إن اختلاساته كانت بعلم من المدير العام للتعاضدية المتهم «ر.م» وأنه كان يقتسم معه النسبة المختلسة من التعويضات بالنصف وهي التصريحات التي فندها المدير العام «ر.م» مؤكدا أنه كان يراقب عند توقيع الصكوك اسم المندوب وقيمة المبلغ، وأنه لم يسبق وأن وقع صكا باسم شخصي للمتهم، ووجه دفاع المدير «ر.م» سؤالا للمتهم «و.ع» عما إذا واجه أي خلافات مع موكله؟، فرد أنهما اختلافا طويلا حول قيمة تعويضه بعد تسريحه للتقاعد، وهو سبب تقديم شكاوي به، في إشارة إلى محاولة توريطه في اقتسامهما القيم المختلسة لذات السبب، كما رد على سؤال آخر حول توقفه عن الاختلاس بعد انتهاء مهام المدير»ر.م» من منصبه فرد أنه واصل ذلك وبنفس الطريقة وأصبح يوقع معه المدير «ن.ن» لكن بدون علم منه، كما أنه ظل لمدة 4 سنوات يختلس أموال الأعوان ولا يتذكر القيمة الإجمالية المختلسة وأعاد جزءا بعد انفجار القضية. وعن تهمة عدم التبليغ عن جريمة اختلاس أموال عمومية، أكد جميع المتهمين أنهم لم يبلغوا عن تجاوزات رئيس المحاسبة في حق أموال الأعوان والمعاملات المشبوهة في الصفقات العمومية، أنه لم تكن لهم الصلاحية في التبليغ على حد تصريح رئيس مجلس الإدارة، وأنكر جميعهم تورطهم في اختلاس أو التستر عن التجاوزات التي كان بطلها رئيس مصلحة المحاسبة، وقد تأسست التعاضدية والوكيل القضائي للخزينة العمومية وأحد الشهود طرفا مدنيا، فيما التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا ومليون دينار غرامة مالية ضد كل من رئيس مصلحة المحاسبة والمديرين السابقين «ر.م» و«ن.ن»، وعقوبة عامين حبسا نافذا مع 50 ألف دج غرامة مالية ضد الباقين.
موضوع : رئيس مصلحة المحاسبة بتعاضدية الحماية المدنية يختلس أموالا على مدار 4 سنوات أمام أعين المسؤولين 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0