سيكون المنتخب الوطني الجزائري الأولمبي، سهرة اليوم، على موعد مع التاريخ، حين يواجه نظيره الجنوب الإفريقي على ملعب «ليوبولد سيدار سانغور» بالعاصمة السنغاليةدكار، لحساب الدور نصف النهائي لنهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، في 90 دقيقة تاريخية ستفصل أشبال الناخب الوطني الأولمبي أندري بيار شورمان على بلوغ النهائي القاري . يعول الخضر على تحقيق حلم دام 30 سنة، بالتأهل إلى الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 ب«ريو دي جانيرو» البرازيلية، وهو الهدف الذي وضعته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف» كهدف رئيسي اقترب تحقيقه أكثر من أي وقت مضى، حيث تعلق الجماهير الجزائرية آمالها على جيل صالحي، فرحاني، شيتة، فرحات والبقية لتكرار ما حققه جيل بلومي وماجر سنة 1980 حين شاركوا بقيادة الناخب الوطني السابق رابح سعدان في أولمبياد موسكو بروسيا، لأول وآخر مرة في تاريخ الساحرة المستديرة الجزائرية، وبلغوا الدور الثاني حينها. شورمان يتجه للحفاظ على التشكيلة التي واجهت نيجيريا هذا وينتظر أن يعتمد الناخب الوطني شورمان على ذات التشكيلة الأساسية التي واجهت المنتخب النيجيري في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، والتي قدم خلالها الخضر أداء جيدا وأبانوا عن إمكانيات كبيرة، ولن يخاطر التقني السويسري بتغييرها إلا في حال حدوث مفاجآت غير سارة وإصابات في صفوف العناصر الوطنية، فيما يبقى التغيير الوحيد الذي يمكن أن يقوم به شورمان هو الاعتماد على أمقران أساسيا بدلا من درفلو الذي لم يقنع كثيرا في المواجهة الأخيرة وأضاع العديد من الفرص التي كانت كفيلة بجعل الخضر يخرجون منتصرين في اللقاء، حيث يعتمد إقحام أمقران منذ البداية على حالته الصحية بعد الإصابة التي أبعدته عن مباراة نسور نيجيريا وكذا مدى جاهزيته البدنية والمعنوية. .. ويركز على الفعالية أمام المرمى والحضور البدني لقهر «البافانا بافانا» كما شدد شورمان على لاعبيه بضرورة التركيز أمام المرمى واستغلال أدنى الفرص لتحويلها إلى أهداف، ستسهل من مهمة الخضر في المباراة وتدخل الشك لدى لاعبي المنافس، حيث يراهن التقني السويسري على إعادة الفعالية للخط الأمامي وتكرار سيناريو مباراة مالي، حين كانت فرصتان في اللقاء كافيتين لفرحات ودراوي لمنح ثلاث نقاط غالية لمحاربي الصحراء، وتجنب سيناريو المباراة الماضية أمام نيجيريا، حين كان غياب الفعالية النقطة السلبية الكبيرة التي حرمت منتخبنا الأولمبي من الفوز، في ظل الفرص الكثيرة التي أتيحت للعناصر الوطنية أمام المرمى، كما يتوجب على شورمان وضع كل الاحتمالات خاصة مع إمكانية اللجوء إلى الوقتين الإضافيين، وبعدها ركلات الترجيح في حال نهاية الوقت الرسمي للمباراة بالتعادل، وهو ما يعني أن الحضور البدني سيكون له الدور الأكبر في تحديد الفائز والمتأهل، وهو ما جعل الطاقمين الفني والطبي يركزان على عملية استرجاع اللاعبين وتحضيرهم بدنيا خصوصا أن المنتخبات الإفريقية معروفة بقوتها البدنية، وتعتبر النقطة الإيجابية هي توقيت المباراة في السادسة والنصف بتوقيت السنغال (السابعة والنصف بالتوقيت الجزائري)، وهو وقت تكون فيه درجة الحرارة قد انخفضت، ما يخفف من العبء البدني على المنتخب الوطني. «الأولاد» في متناول «الخضر» لكن يجب الحذر من سرعة لاعبيهم إلى ذلك، يمكن اعتبار المنتخب الجنوب إفريقي في متناول منتخبنا الأولمبي، نظرا للمستوى المتوسط الذي ظهر به في دور المجموعات مقارنة بمستوى محاربي الصحراء الذي أبانوا عنه خصوصا في المواجهة الأخيرة أمام المنتخب النيجيري، إلا أنه في المقابل على الناخب الوطني شورمان أخذ كامل احتياطاته تحسبا لأي مفاجأة غير متوقعة، وبالأخص تحذير أشباله وتحضيرهم للتعامل جيدا مع سرعة لاعبي منافس، سهرة اليوم، وغلق كل المنافذ أمامهم وكسب معركة وسط الميدان التي ستكون مفتاح الفوز والتأهل التاريخي إلى النهائي وحجز بطاقة العبور إلى «ريو». الموعد فرصة ذهبية لصغار المحاربين المحليين لكتابة تاريخهم
كما سيكون اللاعبون المحليون الذين يشكلون المنتخب الأولمبي أمام فرصة ذهبية بمناسبة مباراة اليوم أمام المنتخب الجنوب إفريقي، حيث سيكتبون تاريخهم الجديد في حال التأهل إلى نهائي العرس القاري، ومنه إلى أولمبياد «ريو دي جانيرو» 2016، ويؤكدون على إمكاناتهم وقدرتهم على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني الأول من جهة، وإسكات كل المنتقدين الذين أرادوا أن يدفنوا اللاعب المحلي ويغلقوا في وجهه كل الأبواب بداعي عدم ارتقائه للمستوى المطلوب وضعف قدراته، من جهة أخرى، وبتحقيقهم لحلم التأهل إلى الأولمبياد سيخلّد الجيل الحالي اسمه في تاريخ الكرة الجزائرية، بعدما كان هذا الأخير حكرا على جيل الثمانينات لسنوات طويلة، والذين شاركوا في أولمبياد موسكو 1980، وسيمكن صغار المحاربين من السير على خطى الكبار الذين جعلوا العالم يؤكد أنهم أفضل جيل يمر على الجزائر ويتجاوز في إنجازاته منتخب 1982، بعد بلوغهم الدور الثاني لمونديال البرازيل 2014.