اعتلى رئاسة الجهاز بوساطة العربي بلخير ولم تسمح له كفاءته بذلك ^ توفيق أحاط نفسه بضباط فشلوا في مهامهم فقط لأنهم أخلصوا ولاءهم له كشف تقرير مفصل نشره موقع «ألجيري وان» الناطق بالفرنسية، أمس، عن أدق التفاصيل الخاصة بحياة قائد جهاز «الدياراس» السابق الجنرال، توفيق، منذ أن كان ضابطا في الجيش الوطني الشعبي برتبة ملازم، إلى غاية تقلده منصب أول رجل في دائرة الاستعلام والأمن .وأكد ذات التقرير الذي نشر، بحر الأسبوع الجاري، أن الجنرال، توفيق، لم يصل إلى منصبه إلا بإيعاز من العربي بلخير الذي كان يدعمه، وليس بسبب كفاءته المهنية بل بسبب ولائه المطلق له، وبالعودة إلى قرار إنهاء مهام الجنرال توفيق من على رأس «الدياراس»، أكد ذات التقرير بأن القرار اتخذه رئيس الجمهورية، وأن الجنرال توفيق كان في كل مرة يرفض فكرة الاستقالة من منصبه حتى في أعز الأزمات التي مرت بها البلاد على غرار اغتيال رئيس الجمهورية الأسبق، محمد بوضياف، ومحاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة في مدينة باتنة سنة 2007.واستنادا إلى مصادر مؤكدة، أكد ذات التقرير أن تقارير ضباط «الدياراس» التي كانت تتم بإيعاز من الجنرال توفيق قد تسببت في سجن أزيد من 4 آلاف مدير ومسؤول في المؤسسات العمومية بتهم واهية، كما أوضح ذات التقرير أن الجنرال توفيق كان يستدعي المسؤولين في الدولة وحتى الوزراء ليهددهم بمجرد معارضتهم أو انتقادهم له، وهذا بالاستناد إلى شهادة أحد الوزراء الذي أكد أن الجنرال توفيق هدده بصريح العبارة قائلا له «عس روحك»، بمجرد أن هذا الأخير انتقده. وأشار تقرير «ألجيري وان» إلى أن تقارير ضباط «الدياراس» وتحقيقاتهم حول الفساد كانت بأغراض سياسية من أجل إسكات كل المعارضين من الذين لا يقفون في صف توفيق، على غرار الحملة التي قادها الجنرال توفيق ضد شخص الرئيس وعائلته، ونشر معلومات خاطئة عن طريق وسائل إعلامية هدفها تشويه صورة الرئيس وعائلته لدى الرأي العام بأخبار مغلوطة وهذا مباشرة بعد فوز الرئيس بعهدة ثالثة.وأوضح ذات التقرير أن القائد السابق للدياراس أحاط نفسه برجال ومسؤولين قام بتثبيتهم في مناصبهم لمدة تزيد عن 10 سنوات، على الرغم من فشلهم في أداء مهامهم، إلا أن سبب إبقائهم في مناصبهم يعود إلى كونهم يدينون بالولاء ل«مول السيڤار». وحول طريقة تسييره لجهاز المخابرات، كشف موقع «ألجيري وان» بأن الجنرال توفيق كان يحرص شخصيا على عدم الظهور علنا، وأكد بأن تفسير ظاهرة اختفاء توفيق عن الأنظار يرجعها الأطباء إلى الطبع النرجسي العنيد، بالإضافة إلى ضعفه في المواجهة، وهو ما كان يجبره على التخفّي والعمل في الكواليس.وبخصوص رسالة توفيق للدفاع عن الجنرال حسان، قال التقرير إن توفيق دافع عن أحد مقربيه لا أكثر ولا أقل، مؤكدا بأنه وفي وقت كان ضباط «الدياراس» على غرار القائد الحالي للجهاز، عثمان طرطاڤ، يحاربون الإرهاب في العشرية السوداء، كان حسان ضابطا صغيرا في صفوف الجيش الوطني الشعبي، ولم تسجل له أي مشاركة في حرب الإرهاب آنذاك.