بلاغ مجهول المصدر فجّر القضية.. وموظفان بالمديرية العامة للمحاسبة بالوزارة في قفص الاتهام كشفت محاكمة إطارين بوزارة المالية، أمس، أمام محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، في خصوص قضية تزوير شهادات مدرسية وجامعية التي كانت «النهار» السبّاقة في نشر تفاصيل القضية في عدد سابق، عن فضيحة من العيار الثقيل، من خلال إدلاء أحد المتهمين أنه تحصل على شهادة تكوين المتواصل وأدرجها بملفه من أجل تسريحه من العمل قبل نهاية الدوام للالتقاء بعشيقته وهي طالبة جامعية. وجاءت هذه التصريحات المدوية التي أطلقها تقني في المحاسبة على مستوى المديرية العامة للمحاسبة التابعة لوزارة المالية، من أجل تبرير وجود شهادة جامعية مزوّرة بملفه الإداري تؤكد أنه زاول دراسته بجامعة التكوين المتواصل في بوزريعة، حيث ذكر أنه قام بوضعها من أجل تبرير غيابه والسماح له بالخروج قبل انتهاء ساعة الدوام ليتمكن من ملاقاة طالبة جامعية جمعته بها علاقة غرامية، والتي تكفلت بجلبها بعدما سلمها صورة شمسية وهويته، موضحا أنه لم تكن نيته الترقية على خلاف المتهم الثاني الذي اعترف بأنه قام باستغلال الشهادات المزوّرة من أجل الترقية وفعلا تمت ترقيته، منكرا أنه قام بشرائها من عند شخص حسب ما صرح به أمام قاضي التحقيق. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية التي انطلقت بموجب بلاغ مجهول المصدر ضد موظفين على مستوى المديرية العامة للمحاسبة في وزارة المالية المتواجد مقرها ببن عكنون، في خصوص قيام اثنين من موظفيها بإدراج شهادات مدرسية وجامعية مزوّرة في ملفات إدارية على مستوى مصلحة المستخدمين من أجل الظفر بمناصب شغل، وقد ورد في البلاغ أيضا أن المشتبه فيه الأول له مستوى ثالثة ثانوي وقام بتزوير شهادة ليسانس، أما المشتبه فيه الثاني فقد زوّر شهادة مدرسية للسنة الثالثة ثانوي بالرغم من أنه ذو مستوى ابتدائي وقام بتكليف زميل له يدعى «م.خ» بسحب الشهادة المدرسية من ملفه الإداري وتمزيقها لطمس آثار جريمته، وذلك مقابل منحه مبلغ 50 ألف دج. وعلى ذلك الأساس، فتحت مصالح أمن دائرة بوزريعة تحريات معمقة، أين قامت بمراسلة المديرية الفرعية للمستخدمين التابعة للمديرية العامة للمحاسبة بوزارة المالية، من أجل الحصول على نسخ من الملفات الإدارية التي تخص الموظفين محل شبهة في عملية التزوير، ليتبين أن المدعو «ج.م» حسب الوثائق المدرجة في الملف، قد زاول دراسته بجامعة التكوين المتواصل في بوزريعة وتحصل على شهادة نجاح مؤقتة، بالإضافة إلى شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية صادرة خلال سنة 1996، أما بخصوص المشتبه فيه الثاني المدعو «م.خ»، فقد عثر بملفه على شهادة مدرسية لمستوى السنة الرابعة متوسط بالرغم من أن منصبه يتطلب أن يكون صاحبه ذو مستوى ثالثة ثانوي، مرفقة بطلب تسوية وضعية منصبه، وبمواصلة التحريات، تم التأكد من أن الشهادات المودعة في ملفي المشتبه فيهما مزوّرة، وذلك عند مراسلة عميد كلية الاقتصاد بجامعة الجزائر 3، الذي أكد أن شهادة الليسانس التي تخص المدعو «ج.م» مزوّرة وغير صادرة عن مصلحتهم، في حين كشفت التحريات أيضا أن المشتبه فيه الثاني قام بسحب شهادة مدرسية صادرة عن ثانوية الثعالبية في حسين داي من ملفه الإداري لإبعاد الشبهات عنه وقام بتمزيقها، قبل أن يدرج طلب تسوية الوضعية باعتبار أنه ذو مستوى ثالثة ثانوي، وعليه التمست النيابة تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة بقيمة 100 ألف دج.
موضوع : إطار بوزارة المالية يزوّر شهادة مدرسية ليتسنى له لقاء عشيقته في جامعة بوزريعة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0