دموع.. توسّلات والحجة «مرتي راهي في السبيطار أبناء المسؤولين وأصحاب الماركة.. صنّاع الموت في الطرقات جمركية تقود سيارة فيمي وقاض تخرق القانون سحب 100 رخصة على الأقل يوميا.. و170 خلال عطلة نهاية الأسبوع «مرتي راهي كوما»، نسيت «البيرمي في الدار»، «ما كنتش نهدر في الهاتف»، «اسمحولي ما نزيدش نعاود»، هكذا يحاول السائقون المتهورون استعطاف عناصر فرقة أمن الطرقات الذين يباغتون صنّاع الموت بسيارات مموّهة ولا يدعون باحترافيتهم العالية أي مجال للسائقين للإفلات من العقاب وسحب رخص السياقة .تنسيق أمني محكم، سرعة واحترافية عالية في رصد المخالفات، جديّة في التعامل مع مختلف الحالات مهما كانت طبيعتها، يتشاركون في صفة الملاحظة الدقيقة والعالية لمختلف المخالفات المرورية مهما كان مرتكبوها، لكن هذا لم يمنعهم من التحلي بصفات الإنسانية واللطف في التعامل مع بعض الحالات الخاصة مع مختلف الشرائح الاجتماعية، هم أعوان فرقة أمن الطرقات بالعاصمة الذين لا تثنيهم الظروف في القيام بمهامهم على أكمل وجه للحد من الجرائم المرتكبة عبر الطرقات وردع المخالفين.$ رافقت عناصر كتيبة فرقة أمن الطرقات بالعاصمة وقضت معهم يوما كاملا تمكّنا خلاله من التعرف عن قرب على المهام الرئيسية لهذه الفرقة التي تم استحداثها مؤخرا، ولكنها تمكنت في ظرف أقل من سنة من خفض نسبة حوادث المرور بالطرق السريعة إلى أقل من 21 من المائة.الانطلاقة كانت أول أمس في حدود الساعة 11 صباحا، من مقر سرية أمن الطرقات باب الزوار، حيث رافقنا رئيس كتيبة فرقة أمن الطرقات بالعاصمة BSR محافظ شرطة، العايب رشيد، على متن سيارة مدنية من نوع «سكودا» بيضاء اللون، فيما كانت سيارة أخرى مدنيّة على متنها ثلاثة أعوان شرطة متمرّسون ومدرّبون على مثل هذه الحالات تسبق السيارة التي كنا على متنها، وجهتنا كانت الطريق السريع باتجاه وسط الجزائر. دموع.. توسلات والحجة «مرتي راهي مريضة في السبيطار البداية كانت على مستوى طريق «الصابلات»، حيث رصد أعوان الأمن سيارة من نوع «سوزوكي سويفت» وهي تقوم بتجاوزات ومناورات خطيرة كادت أن تؤدي إلى حادث مرور رهيب، ليقوم الشرطي بإبلاغ رئيس الكتيبة بوجود تجاوز خطيرة والذي قام بدوره بإعطاء تعليمات عبر جهاز «الراديو» لتوقيف السائق بعد وضع جهاز «الجيروفار» فوق سقف السيارة المموهة مع حرصه على توقيفه في نقطة تسمح بتفتيش السيارة وتمنع عرقلة حركة المرور، أين قام عون الأمن بوضع حواجز من أجل تنبيه السائقين الآخرين بوجود سيارة على جانب الطريق وتفادي حصول أي حادث. نزلنا من السيارة «المموهة» وتوجهنا رفقة محافظ الشرطة العايب رشيد، أين كان يقوم عون شرطة آخر بطلب وثائق السائق وكذا الوثائق الخاصة بالسيارة بكل احترام، خاصة وأن الأمر يتعلق بشيخ يتجاوز 60 سنة، وبعد تفتيش صندوق المركبة وكذا وثيقة التأمين وكل الوثائق أبلغ الشرطي السائق بالمخالفة التي ارتكبها طبقا لقانون المرور والمتمثلة في القيام بمناورات وتجاوزات خطيرة بالطريق السريع، فما كان على السائق سوى أن يذرف الدموع لاستعطاف أعوان الشرطة والتحجّج بأنه قادم من ولاية بومرداس من أجل الاطمئنان على زوجته المتواجدة بالمستشفى لإجراء عملية غسل الكلى، واعترف بخطورة ما قام به بسبب قلقه على زوجته، مترجّيا الشرطة بأن لا تسحب رخصته لأنه بحاجة لإيصال زوجته إلى المستشفى. شاحنات ومركبات من الوزن الثقيل تسير بجنون في الرواق الثالث واصلنا مهمتنا رفقة محافظ الشرطة العايب رشيد وفرقته، حيث كان يطلعنا على بعض المعلومات المتعلقة بطريقة رصد المخالفات المرورية خاصة ما تعلق باستعمال الهاتف النقال أثناء القيادة أو حتى تغيير الاتجاه من دون استعمال الإشارة، وفي هذه الأثناء تلقى محافظ الشرطة اتصالا عبر الراديو من قبل عناصره على متن المركبة المموّهة الأخرى تفيد بوجود شاحنة من الوزن الثقيل تسير على الرواق الثالث بسرعة فائقة، لتقوم السيارة المموهة بمطاردة السائق رغم محاولته الهروب، لكنه تفاجأ بتوقيفه أمام الحاجز الثابت على مستوى مدخل ميناء الجزائر، وبعد تفتيش الشاحنة والتأكد من صحة الوثائق تم تحرير مخالفة وغرامة مالية مع سحب رخصة السياقة، ورغم توسلات السائق الذي تحجج بأنه موظف بولاية الجزائر وكان لزاما عليه إيصال سلع إلى أحد الممونين، إلا أن الجدية والصرامة تطبع يوميات رجال تعهّدوا على ردع كل المتهورين في الطرقات. أبناء المسؤولين وأصحاب سيارات «الماركة».. صنّاع الموت في الطرقات! ومما لفت انتباهنا هو أن أغلب التجاوزات والمخالفات يرتكبها شباب في مقتبل العمر يقودون سيارات «فارهة» و«فخمة» ويستغلون مميزات السرعة وقوة محرك سياراتهم لارتكاب تجاوزات ومناورات تؤدي في أغلب الأحيان إلى حوادث مرور مميتة يذهب ضحيتها أشخاص أبرياء حتى أن عددا كبيرا منهم يتحجّجون بأنهم أبناء مسؤولين ولكنهم دائما يصطدمون بصرامة فرقة أمن الطرقات لولاية الجزائر الذين يؤدون مهامهم بكل شفافية ودقة. جمركية تقود سيارة «فيمي» وقاض تخرق القانون..! والغريب في الأمر أن بعض مرتكبي المخالفات المرورية هم إطارات وشخصيات سامية في الدولة مهمتها السهر على تطبيق القانون، على غرار ما رصدته فرقة أمن الطرقات للعاصمة على مستوى الطريق المؤدية إلى مكتبة الحامة بعد ضبط سيدتين كانتا على متن سيارة من نوع «رانج روفر» بيضاء اللون ذات شريط لاصق أسود «فيمي»، وبعد توقيف السيارة تبيّن أن صاحبة السيارة هي جمركية بمطار هواري بومدين والتي ارتكبت مخالفة استعمال شريط لاصق «فيمي» وكانت رفقتها سيدة أخرى تبين أنها قاض بإحدى محاكم العاصمة، وهو موقف تأسف له أعوان الشرطة الذين كنا رفقتهم باعتبار أنه كان من المفروض أن هؤلاء الإطارات في الدولة يسهرون على تطبيق القانون وتسليط أقصى العقوبات على مرتكبيها. تابلات وأجهزة حديثة لرصد المبحوث عنهم والسيارات المسروقة من جهتها وفّرت المديرية العامة للأمن الوطني آخر التكنولوجيات الحديثة والتجهيزات على غرار مركبات مدنية ولوحات رقمية «تابلات» تتوفر على كل المعطيات وقاعدة بيانات تخص الأشخاص المبحوث عنهم والمتورطين في قضايا القتل والتخريب وكذا الهاربين من الخدمة الوطنية وقضايا استهلاك المخدرات بكافة أنواعها والمتاجرة فيها، ناهيك عن لوحات ترقيم السيارات المسروقة، فبعد تفتيش المركبة التي يتم توقيفها، يقوم عون الأمن بالتدقيق في البطاقة الرمادية وكذا هوية السائق للتأكد من عدم وجود اسمه ضمن قائمة المبحوث عنهم.